العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
عاد الساسة الجزائريون الى لعبتهم المفضلة في تحميل المغرب مسؤولية المصائب والإخفاقات التي تصيب بلادهم، بما في ذلك مواعيد الاستحقاقات الانتخابية التي تشكل شأنا سياسيا محليا وداخليا لا صلة للمغاربة به لا من قريب أو من بعيد، اللهم إذا كانت الخرجات المتتالية لرموز النظام الجزائري المتهمة للمغرب و المتحرشة به تندرج فقط ضمن هواية تهييج الرأي العام الجزائري المعتادة وتجييشه ضد العدو الخارجي الأوحد للجزائر و هو المغرب.
عاد الساسة الجزائريون الى لعبتهم المفضلة في تحميل المغرب مسؤولية المصائب والإخفاقات التي تصيب بلادهم، بما في ذلك مواعيد الاستحقاقات الانتخابية التي تشكل شأنا سياسيا محليا وداخليا لا صلة للمغاربة به لا من قريب أو من بعيد، اللهم إذا كانت الخرجات المتتالية لرموز النظام الجزائري المتهمة للمغرب و المتحرشة به تندرج فقط ضمن هواية تهييج الرأي العام الجزائري المعتادة وتجييشه ضد العدو الخارجي الأوحد للجزائر و هو المغرب.
الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الحزب المشارك بقوة في الائتلاف الحاكم المساند للرئيس عبد المجيد تبون إستغل السبت الماضي خطابا وجهه بمدينة معسكر شمال غرب الجزائر، ليتهم من وصفها باللوبيات المغربية بمحاولة زرع الشكوك و القلاقل من أجل ضرب أمن الجزائر واستقرارها عبر التشكيك في الموعد الانتخابي الرئاسي بالجزائر .
المسؤول الحزبي الجزائري المقرب من دائرة السلطة، و هو يوجه سهام الاتهام نحو الجارة المغرب، تجاهل بالمرة أن آخر من تحدث عن مؤشرات تأجيل الانتخابات الرئاسية الجزائرية المنتظرة قبل نهاية شهر دجنبر المقبل هو تقرير صادر عن «ميناس أسوسييتس» الشركة البريطانية المتخصصة في التحليلات الاستراتيجية والسياسية نشر قبل أيام فقط وخلصت فيه المؤسسة البريطانية والتي لا علاقة أو صلة تجمعها بالرباط الى وجود احتمال قوي بتأجيل الانتخابات الرئاسية الجزائرية .
التقرير البريطاني تعرض لما وصفها بالخلافات بين الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون وبعض الأجنحة في المؤسسة العسكرية ما يشير لإمكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية ويمثل أيضا تهديدا للمستقبل السياسي للرئيس في ظل مطامع متعلقة بالحكم ومع تصاعد الازمات الداخلية والخارجية التي يعيشها النظام الجزائري وكشف الضغوط المتزايدة التي يمارسها الجيش على الرئيس الحالي من أجل التنحي تزامنا مع وجود خلافات وجهود من قبل بعض القيادات العسكرية الكبرى للتخلي عن تبون في ظل إخفاقات سياسية ودبلوماسية عديدة من بينها ملف الصحراء المغربية الذي حققت فيه الرباط انتصارات دبلوماسية كبرى وتوتر علاقة الجزائر بدول الساحل الافريقي وكذلك بعض الدول الأوروبية.
وشدد التقرير أن بعض أجنحة النظام لا تفضل الرئيس الحالي الذي صعد في سنة 2019 بدعم من المؤسسة العسكرية لاحتواء غضب الحراك الشعبي الذي انهى حكم الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة فيما تشهد قمة المؤسسة العسكرية حاليا صراعات نفوذ ومصالح متضاربة للتوافق حول مرشح بديل لعبد المجيد تبون يقود المرحلة العصيبة التي تجتازها البلاد .
وليست هذه المرة الأولى الذي تتعمد فيها أدوات النظام العسكري الجزائري تحويل الرئاسيات المحلية الى شأن مغربي خالص , فقبل نصف شهر اتهمت وكالة الأنباء الجزائرية إذاعات فرنسية «قريبة من المخزن» بنشر مزاعم حول سعي الجزائر لتأجيج سيناريو حرب مع المغرب بهدف خلق جو من التوتر يتيح لها تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية السنة الجارية.
و تحاملت المؤسسة الإعلامية الرسمية للنظام بقسوة على المغرب و مؤسساته السيادية رغم أن المعلومة التي بنت عليها الوكالة اتهاماتها الكاذبة للمملكة نشرت في موقع فرنسي يديره مواطن فرنسي مقرب من أجهزة الاستعلامات الفرنسية نشر تقريرا وصفه بـ»الحصري»، وقال فيه استنادا الى مصادر من داخل نظام الحكم بالجزائر أن الحكومة الجزائرية تحاكي حربا على المغرب لتأجيل الانتخابات الرئاسية المقبلة...
ومن الواضح أن تواتر الاتهامات الخيالية و غير المبررة تجاه المغرب , و تركيز الاعلام الدائر في فلك السلطة العليا بالجزائر يحيل على رغبة أكيدة و مبيتة للنظام لجعل الجارة الغربية للجزائر في صلب و جوهر الحملة الانتخابية للرئاسيات المرتقبة و جسرا لتمرير مرشح النظام العسكري بيسر و سلاسة و دون أضرار سياسية و أمنية جانبية.