العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
قبل أسبوع حللت محلة لونوفييل اوبسرفاتور تبعات وتداعيات ما وصفته بمحور موسكو ,الجزائر وباماكو لطرد فرنسا من حديقتها الخلفية الأفريقية بتوظيف أنشطة الذراع العسكرية الخارجية لروسيا ممثلة في جماعات مرتزقة فاغنر التي تتحرك بشكل مريب في عدد من مناطق وسط افريقيا وساحلها الصحراوي.
قبل أسبوع حللت محلة لونوفييل اوبسرفاتور تبعات وتداعيات ما وصفته بمحور موسكو ,الجزائر وباماكو لطرد فرنسا من حديقتها الخلفية الأفريقية بتوظيف أنشطة الذراع العسكرية الخارجية لروسيا ممثلة في جماعات مرتزقة فاغنر التي تتحرك بشكل مريب في عدد من مناطق وسط افريقيا وساحلها الصحراوي.
التقارب الجزائري المتوج قبل شهرين بتدريب عسكري ثنائي جمع قبل أربعة أشهر قوات خاصة من الجيش الجزائري بنظيرتها الروسية بمنطقة القوقاز جنوب روسيا , و الذي خصص ظاهريا للعمليات العسكرية المتعلقة بملاحقة الجماعات الإرهابية المتطرفة بينما يتحدث العارفون بخبايا الوضع الإقليمي أن روسيا و بعد أن كسبت دعما لوجستيا من النظام الجزائري بتسهيل تسللها وبسط نفوذها بمنطقة الساحل الافريقي عبر البوابة المالية على أنقاض التواجد العسكري الفرنسي المضمحل وغير المؤثر، تعهدت للحكام الجزائريين بكبح الجموح المتزايد للمغرب بالعمق الافريقي واسناد ميليشيات البوليساريو عبر تأطير عسكري تشرف عليه فرق مرتزقة فاغنر المسلحة بعد احكام سيطرتها على مالي بغطاء سياسي ولوجيستي جزائري .
الجزائر التي عبدت قبل أشهر الطريق للتدخل الروسي بمنطقة الساحل الافريقي حين منعت الطيران العسكري الفرنسي من التحليق عبر الأجواء الجزائرية لتنفيذ عملياته بالتراب المالي , تراهن في السر على اجهاض الاجندة الفرنسية بمالي كعقاب للايليزي على دعمه المستمر للمغرب بقرارات مجلس الأمن الدولي المرتبطة بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية .
التعامل المصلحي للجزائر تجاه الأزمة المالية , تجسدت أخيرا حين أدانت الجزائر في البداية الانقلابي العسكري الذي أطاح بالرئيس المالي المنتخب , ثم عادت بعد ذلك لتعرض وساطة بين الانقلابيين و السلطة الشرعية المنتخبة , بهدف ربح المزيد من الوقت لتعبيد الطريق للتدخل الروسي الذي لن يعترض في المقابل على تحرك فيلق من الجيش الجزائري نحو الجزء الشمالي للتراب المالي لتطويق النفوذ المغربي الدبلوماسي و الاقتصادي بمالي و دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا التي تفطنت بدورها للمناورات الجزائرية ورفضت الاعتراف بشرعية العساكر الانقلابيين بباماكو.
موسكو التي تتحرك بشكل نشيط بمناطق التوتر و الانقلابات بإفريقيا الوسطى و غينيا و بوركينافاسو , لا تتردد ايضا في ابرام صفقات متتالية لتزويد الجزائر بالسلاح الروسي مع يقينها المسبق أن هذه الترسانة الروسية توظف من طرف الجيش الجزائري لترهيب الجار المغربي و تحقيق التفوق العسكري عليه .
الموقف الروسي من علاقاته مع الرباط و إن كانت ظاهريا هادئة و متطورة الا أنها تخفي مسعى روسيا لتقوية موقع الجزائر الجيو استراتيجي على حساب المغرب من خلال محاولات حثيثة لنسف توافق جل عواصم حلف الناتو مع القراءة المغربية للتطورات الإقليمية .
الجزائر تستثمر في كافة الانشغالات الروسية الراهنة و على رأسها الأزمة الأوكرانية المتفاقمة لتحقيق مكاسب دبلوماسية و اقتصادية على حساب الجارة المغرب .
النظام الجزائري يدرك أن أوكرانيا تتصدر قائمة مزودي السوق المغربي من مادة القمح الأساسية و لهذا تراهن على الاستفادة من نتائج المواجهة الغربية الروسية كيفما كانت نتائجها و عواقبها , فاذا انتصرت موسكو في التحدي الميداني الأوكراني , ستتغدى الجزائر من النفوذ الروسي المتزايد , أما اذا اندلعت الحرب فستقدم الجزائر للعالم الغربي نفسها كمصدر بديل للإمدادات الروسية من الغاز الطبيعي التي تحرك الصناعة الأوربية و حتى الأمريكية و بهذا الوضع ستتعمد ابتزاز ومقايضة العالم الغربي في العديد من الملفات السياسية و على رأسها موقع الصدارة و الهيمنة الإقليمية و القارية و اضعاف الصوت المغربي في عالم اليوم و الغد