*العلم الإلكترونية*
أعرب السيد "ناصر بوريطة" وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج والسيدة "نانسي تيمبو" وزيرة الشؤون الخارجية لمالاوي، مساء يومه الخميس 16 يناير، بمدينة الرباط، عن الالتزام بتعزيز التعاون بين البلدين على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف.
فعلى المستوى الثنائي، أكد الوزيران على الالتزام بتعزيز التعاون، خاصة في مجال الأمن الغذائي، حيث ستواكب المملكة جمهورية مالاوي في إرساء شراكة طموحة لتطوير فلاحة مستدامة.
أما على المستوى المتعدد الأطراف، شدد "بوريطة" و"تيمبو" على أهمية تكثيف التعاون بينهما من أجل تنسيق أكبر لمواقفهما داخل المنظمات الإقليمية، القارية، والدولية، كالاتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة، حسب ما جاء في البيان المشترك الذي وقع عقب المباحثات التي أجراها الوزيران.
وفي نفس السياق، أكد "بوريطة" خلال مؤتمر صحفي عقب المباحثات أن العلاقات بين المغرب ومالاوي تشهد تطورا مهما خلال السنوات الأخيرة، وذلك في إطار التزام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفخامة رئيس جمهورية مالاوي، لازاروس مكارثي تشاكويرا، بتطوير نموذج علاقات جنوب-جنوب بين البلدين، والتعاون في جميع المجالات، على الرغم من البعد الجغرافي.
وأوضح "بوريطة" أنه منذ سحب مالاوي اعترافها بالجمهورية المزعومة سنة 2017، وخاصة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، كانت هناك مجموعة من الإجراءات في اتجاه تقوية العلاقات الثنائية، لاسيما من خلال انعقاد اللجنة المختلطة للتعاون المغرب - مالاوي بمدينة العيون، والتوقيع على عدد كبير من الاتفاقيات بين البلدين، وكذا افتتاح سفارة مالاوي بالرباط واستقبال أول سفير لها بالمغرب، كما أن المملكة افتتحت سفارتها بليلونغوي منذ أكثر من سنة.
وفي السياق ذاته، ذكر الوزير بالتوقيع على خارطة طريق للتعاون الثنائي بين البلدين 2024-2026، والتي أكدت على المجالات الأساسية للتعاون، لاسيما التربية والتكوين، والتعاون التقني، والأمن، والترويج الاقتصادي والاستثمار، مبرزا أن خارطة الطريق هذه تشمل مجموعة من المراحل حيث تم البدء في الاشتغال عليها، لاسيما من خلال إقامة الأسبوع الإقتصادي لمالاوي بالرباط الشهر الماضي، والذي مكن من التعريف بالإمكانات التي يتيحها هذا البلد من الناحية الاقتصادية.
وقال إنه تم اليوم وضع اللبنات الأساسية للتعاون بين البلدين ويتعين خلال المرحلة المقبلة تطوير هذا التعاون، خاصة في ثلاث مجالات أساسية، والتي تهم الأمن الغذائي من خلال التعاون في مجال الأسمدة، حيث يجري حاليا التباحث من أجل التوقيع على اتفاقية مهمة للتعاون في هذا المجال بين البلدين، وكذا التكوين حيث تم تخصيص 100 منحة دراسية للطلبة من مالاوي بالمغرب، لاسيما في مجالي التكوين الأكاديمي والتكوين المهني، فضلا عن التعاون التقني من خلال تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين.
وأشار "بوريطة" إلى أن العلاقات بين المغرب ومالاوي قائمة على التضامن، قائلا "إن المغرب يقف دائما الى جانب مالاوي لما يتعرض له خلال السنوات الأخيرة من كوارث طبيعية"، كما أن مالاوي "كانت دائما حليفا للمغرب في ما يخص قضاياه الوطنية، لاسيما في المنتديات الدولية والإقليمية ومجلس حقوق الانسان والأمم المتحدة، حيث كانت لها مواقف ثابتة دائمة في ما يخص مغربية الصحراء".
وخلص إلى أن زيارة وزيرة الشؤون الخارجية لجمهورية مالاوي، تشكل حلقة مهمة لتنزيل الرؤية المشتركة لجلالة الملك محمد السادس ولفخامة الرئيس لازاروس مكارثي تشاكويرا، لخلق نموذج للتعاون بين البلدين، مشيرا إلى أنه يعتزم القيام بزيارة إلى ليلونغوي أبريل المقبل للتأكيد على متانة هذه العلاقات بين البلدين.
ومن جانبها، أكدت وزيرة الشؤون الخارجية بجمهورية مالاوي أن المغرب منخرط بالعمل إلى جانب بلادها من خلال مبادرات ملموسة، سواء داخل الهيئات الإقليمية والدولية أو على مستوى الاتحاد الإفريقي.
وقالت "تيمبو" خلال المؤتمر الصحفي الذي عقب مباحثاتها مع "بوريطة" إن المملكة، كدولة محبة لقيم الصداقة، ما فتئت تؤكد التزامها تجاه مالاوي من خلال مبادرات ملموسة، لا سيما داخل مجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة بشكل عام، وكذا من خلال تعاون موطد داخل الاتحاد الإفريقي.
وأكدت رئيس الدبلوماسية المالاوية أن الدعم المتبادل الثابت بين المغرب ومالاوي داخل الهيئات الإقليمية والقارية والدولية يعكس التزامهما وإرادتهما المشتركة لمواصلة تعزيز تعاونهما.
وفي هذا الصدد، ذكرت "تيمبو" باعتماد خارطة الطريق الثنائية 2024-2026 ، السنة الماضية، والتي مكنت من تحقيق منافع متبادلة، مؤكدة على دعم المغرب الملموس وتضامنه مع الشعب المالاوي، لاسيما خلال فترات الكوارث الطبيعية.
وفي مجال الأمن الغذائي، تبرع المغرب، على الخصوص، بـ 20 ألف طن من الأسمدة لهذا البلد بهدف دعم النشاط الفلاحي، الذي يعتبر ركيزة حقيقية للاقتصاد المالاوي، وإحداث فرص شغل جديدة.
كما شددت الوزيرة المالاوية على أهمية التعاون الثنائي في مجال التعليم العالي، مسلطة الضوء على المنح الدراسية التي تقدمها المملكة للطلاب من بلدها، وهو الدعم الذي "يعود بالنفع الكبير على شعب مالاوي".
وأبرزت "تيمبو" مظاهر التقدم الكبيرة المحرزة بالأقاليم الجنوبية للمغرب، خاصة في ما يتعلق بالبنيات التحتية، والجامعات وتجويد منظومة التعليم، فضلا عن "التنمية الهائلة" التي تشهدها هذه الجهة من المملكة.
جدير بالذكر أنه في ختام مباحثات الوزيرين تم التوقيع على بيان مشترك يؤكد دعم مالاوي للوحدة الترابية للمغرب وسيادة المملكة على كامل ترابها، بما في ذلك منطقة الصحراء المغربية.