Quantcast
2022 نونبر 6 - تم تعديله في [التاريخ]

المسيرة الخضراء ملحمة وطنية ومعجزة الزمن


العلم الإلكترونية - بقلم عبد العزيز راشد السندي

“غدا إن شاء الله ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء، غدا إن شاء الله ستطئون طرفا من أراضيكم وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون ثرى من وطنكم العزيز”، بهذه الكلمات التى صدرت من قلب قائد حكيم وزعيم ملهم وهو الملك الحسن الثاني، ملك المملكة المغربية طيب الله ثراه، والتى اطلقها في 5 نونبر 1975، استجاب لهذا النداء الوطني ما يقارب من 350 ألف مغربي ومغربية %10 منهم من النساء من مختلف أقاليم المملكة المغربية تجمعوا في مدينة طرفاية الواقعة جنوب المغرب، ملبين النداء لقائدهم للتوجه بمسيرة خضراء سلمية نحو أراضيهم في الصحراء المغربية لتعزيز ملكيتها الكاملة لتلك الصحراء.

المسيرة الخضراء ملحمة وطنية اتضح فيها ولاء الشعب المغربي لقيادته وانتماؤه لأرضه، فالعجيب في الأمر، أن مختلف أضياف الشعب المغربي لبت النداء من أجل الحق ومن أجل المغرب الذي يعد منارة للعلم والعلماء وأرض الحياة ومنطقة استراتيجية بين المشرق والمغرب.

إن المسرة الخضراء هي فعلاً معجزة الزمن فلا سلاح ولا قنابل ولا بنادق... إنما حمل المغاربة المشاركين فيها كتاب الله وإيمانهم العميق بالأرض والحق فكان هو السلاح الأقوى والأكبر، حيث لوح المتظاهرون بالأعلام المغربية وصور لملك المغرب والقرآن الكريم ولافتات تدعوا إلى “عودة الصحراء المغربية”. كما اتخذ اللون الأخضر لوصف هذه المسيرة كرمز للإسلام.

لم يتهاون الشعب المغربي العظيم لحظة في المشاركة في المسيرة الخضراء، مبديا قناعته بأن النصر حليفه، وذلك ما حصل بالفعل، بعد أن رجع الفرع إلى الأصل وأصبح المغرب موحداً بكامل أراضيه، ليعلن الملك الحسن الثاني في 9 نونبر 1975، أن المسيرة الخضراء حققت المرجو منها وطلب من المشاركين فيها الرجوع إلى نقطة الانطلاق أي "مدينة طرفاية."

نصر لم يذهب هباء، بعدما واصل صاحب الجلالة الملك، محمد السادس نصره الله، مسيرة التنمية الشاملة من ازدهار وتطور كبير في كافة المدن في الصحراء المغربية، عن طريق بناء الجامعات والمدارس المتطورة والمصانع والمشاريع المتقدمة لتساهم تلك المدن في المسيرة والنهضة المباركتين في عهد جلالة الملك حفظه الله، كما كان لكثير من دول العالم بالاعتراف الدولي بالصحراء المغربية الفضل في إنهاء جزء كبير من النزاع المفتعل، حيث فتحت السفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية ومنها مملكة البحرين التي فتحت قنصلية دبلوماسية في مدينة العيون لتؤكد على وحدة المغرب وأن الصحراء المغربية جزء لا يتجزأ من السيادة المغربية.

المسيرة الخضراء درس كبير في علوم السياسة والحكمة، إن المنطق العظيم للملك الحسن الثاني طيب الله ثراه في استرجاع الحق المغربي بسياسة الأمن والسلام والإيمان العميق بمبدأ الانتماء وتحقيق المراد، يؤكد الرؤية الثاقبة للأسرة الشريفة في جمع شمل الشعب المغربي على كلمة واحدة وهي المغرب أولاً وأبداً.

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار