Quantcast
2022 أكتوبر 7 - تم تعديله في [التاريخ]

المسجد العتيق بالجديدة معلمة فريدة تختزل تاريخا


العلم الإلكترونية - عبد الكريم جبراوي

عند الحديث عن المعالم التاريخية بمدينة الجديدة تبرز معلمة فريدة في هندستها وشكل بنائها، وهي المسجد العتيق بالحي البرتغالي خلف المسقاة الشهيرة مباشرة، وبمحاذاة كنيسة الصعود التي تحولت إلى مسرح الحي حاليا.
 
ويعتبر المسجد العتيق تحفة هندسية مميزة جمعت بين الجمال والبساطة، يعود بناؤه إلى سنة 1823، حيث أقيم في الموقع القديم لمربط الخيول على مساحة تناهز 1200 متر مربع، منها قاعة مغطاة للصلاة مساحتها حوالي 750 متر مربع وقاعة مخصصة للنساء بمساحة 120 متر مربع ٬ بالإضافة إلى مرفق صحي وفضاء داخلي للوضوء مساحتهما حوالي 50 متر مربع٬ إضافة إلى بعض الملحقات.
 
وأهم ما يميز هذا المسجد، صومعته خماسية الأضلاع، التي تكاد بهذا الشكل الهندسي تنفرد عن بقية المساجد، إذ تم تحويل أحد أبراج المرقبة للحصن إلى صومعة للمسجد، ويربط الصومعة بالمسجد جسر يمر فوق قاعة الوضوء والمراحيض الموجودة غرب المسجد.
 
وقد حظي المسجد العتيق بالحي البرتغالي بالجديدة بزيارة السلطان العلوي مولاي الحسن الأول سنة 1875 م، كما زاره جلالة الملك محمد الخامس سنة 1936 م. وقصدته أيضا عدة شخصيات أخرى قادمة من داخل وخارج الوطن، بحيث لم يكن مجرد بناية تقام فيها الصلوات الخمس، ويرتل فيها القرآن الكريم، ويتعلم فيها الأفراد شؤون الدين والقراءة والكتابة، بل كانت هذه المعلمة الحضارية الشامخة ، أيضا عبارة عن مؤسسة جامعية لتلقين مختلف التخصصات الأدبية والعلمية، حيث كان يشرف على الحلقات الدراسية بالمسجد صفوة من العلماء المرموقين من داخل المغرب وخارجه من بينهم العلامة الحاج أحمد بن صالح الحسني الٳدريسي الجديدي المعروف بسيدي أحمد النخل، والعلامة أبي شعيب بن محمد بن زيد الدكالي، والعلامة السي أحمد التباري، والعالم المطلع الخطيب الفصيح سيدي سعيد بن أحمد المعروف بابن الهيبة الدكالي البوعزيزي، والشيخ الفقيه الحاج سيدي ادريس بن المختار التاشفيني، والعلامة محمد بن أحمد بن المعطي الحطاب الدكالي الفرجي، والعلامة المحدث محمد بن إدريس بن محمد القادري، والعلامة مولاي أحمد بن سيدي محمد البحياوي الصديقي.. وكان هؤلاء العلماء الأجلاء يعطون دروسا وعظية بهذا المسجد، خصوصا في شهر رمضان الكريم، بينما كان الأطفال يتلقون في مسيده مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم وبعض المتون الأولية. وكان أول إمام عين لهذا المسجد هو الفقيه الحاج لحسن بن أحمد السوسي دفين مقبرة سيدي أحمد النخل، ثم أسندت الإمامة لعدة فقهاء أبرزهم السي علي بن الطاهر البوعزيزي، والسي عبد الرحمان بن إبراهيم الشتوكي، والسي عبد العزيز بن التونسي، والحاج محمد بن بوشعيب السرغيني، والسي أحمد بن التومية...


              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار