العلم الإلكترونية - محمد بشكار
سُبْحان مَنْ يضع سِرَّهُ ليس فقط في أضْعفِ خلْقِه بلْ فِي أوْهَنِ الأشْياء، إنَّها الكُرة وهي مُجرّد كُتْلةٍ منْ هواء، وما الحاجة لديبلوماسية تُقيم أبدَ الجوِّ في الطّائرة، إذا كانت رُقْعةُ ملْعبٍ مُعْشِبةٍ منْ أمْتار مَعْدُودة تُوفِّر كل التّعب، ما الحاجةُ لِمُعاهدات الأحلام، لِلْقِمم العربية ما هَوَى مِنْها وما صَعَدْ في أكثر من بلدْ، إذا كان الشّارِع يتّخذ بالكُرة مواقفه الثّابتة التي تَخُصُّ الوطن والمُعْتَقدْ، ما الحاجة لِخطابٍ سياسي يُراوح بين التَّرْغيب والتّرْهيب، إذا كانت الكُرة أقوى تعْبيرٍ يتجاوزُ سُلْطة الشِّباك إلى الثَّوْرة !
الكُرة هذه المَرّة كجائزة نُوبل حين ذهبت لأديبٍ عربي لأوّل مرَّة، تختلف عن باقي الكُرات في سنوات المونديال السابقة، لِنقُلْ إنَّها انعتقت ليْس فقط من الاحْتِكار بل الاستعمار الغَرْبي، وها هِي فِي بلدٍ عربي تَجُرُّ العالم إلى لُعْبة أبْعد مِنَ اللَّعِب، تُذِيقُه من كأسها المُتْرَع بالهُموم، ألَمْ تر بين الأعْلام التي تُوشِّح الملعب منْ جهاته الأربع، عَلَم فلسطين تُجلِّيه الجماهير عالياً، فإذا ضاقتِ الأرضُ واشْتدَّ الحصار على القُدْس، ها هي حلبةُ المُقاومة تتَّسع بالكُرة لِيهْتزَّ مِنْ باطِن الأرض مَعَ كل هدفٍ ألفُ شهيد، ها هي الكُرة تعْقِد أعلى قمَّة لِتطْرُد إسرائيل بإجْماع كُلِّ الجِنْسيات وتنتهي الأكْذوبة، يَا لَلْهُتاف الذي يُزلْزِل الأرْجَاءَ واصِلاً بين الأرْض والسَّماء، يَا لَلأمل في الأعْيُن يستعين بالكُرة ليعيش الفرح ولو لِلحْظة عِوَضَ الدَّوام المُسْتَمِر لِلْوجع، شُكراً لِلكُرة ولكلِّ الأنْفاس التي تختزنها مع الهواء، فقد استطاعت أنْ تُوحدنا جغرافيا في قطر لأول مرة !
لم تعُد الكُرة مُجرّد فُرْجةٍ كما يعْتقِدُ البعض، أو سُكْرة سرعان ما تَطِير حين تَجِفُّ خمْرتُها في قعر كأس العالم، بل أوراقٌ سياسيةٌ أكْسَبها المُونديال الشّفافية اللازمة لِتمْرير موْقف الشَّارع العربي، ضِدّاً في القرارت الحكومية التي تُتَّخذ دون إرادة الشُّعوب، وعلى رأسْها التَّطْبيع مع إسرائيل التي تنْتهِز انشغال الرّأي العام بالمونديال، لِتُمْعِن في التَّنْكيل بالفلسطينيين، تُهدِّم البيوت وتُسوِّد لائحة الشُّهداء كلّ يومٍ بأسماءٍ جُدد، والأدْهى أنْ تَبْعث لِقَطر مُراسلين على أملِ أنْ تُبيّض صحيفتها بالفرح الّذي في عيْن المكان، لكن ردّ الجماهير العربية كان أسْرع من أيِّ تردُّد أو خذلان سياسي، كان صفعةً مُدَوِّية في كُلِّ أرجاء المعْمُور، بدَّدت في لحْظة بثٍّ مُباشر، أكْذوبةً عَمَّرتْ حوالي مائة سنة على أرض الغير، واتَّفق الجميع دون حبْرٍ أو ورق، أنَّه لا وُجود لِشيء سُمِّيَ باطلاً إسرائيل، لا أبالغُ إذا قلتُ بفرْحةٍ غامرة، إنَّ انتصار المُنْتخب المغربي، قد تضاعف وأصْبح انتصارين، ألمْ ترَ لأبواق الكيان الصّهيوني كيف ولَّتْ خرساء مدحورة من ساحة اللَّعِب، هي التي لم تأْت للمونديال إلا لتُبيِّض جرائم الاحتلال !
الآن فقط أسْتطيعُ أنْ أُجارِي المُعلِّق الرياضي حين يرْفعُ عقيرتهُ طرباً، وأقول الله.. الله على تِلكُمُ الأهداف التي تَبلْورت على ساحة الميدان الكُروِيّة، في شكل مواقف صارخةٍ، كانتْ أبلغ وأشدّ وقْعاً منَ التي دخلت في شِباك الخَصْم، أمّا هذه الأهداف الأخيرة فيُمكن لِكُلٍّ منّا أنْ يُنْشِئ مرماهُ بالمقاس الذي يتناسبُ مع حذائه الرِّياضي، ويُلْقي بين عارِضَتيْها من الكُرات الكِمِّية التي تُشْبع فرحهُ حدَّ التُّخْمة، بينما الأهداف الحقيقيّة هي التي يُسجِّلها المرء في مرمى الحياة، وأهمُّها أنْ يحقّقَ المُواطن اكتفاءهُ البطْني من اللُّقْمة، نُحسِّنُ وضْعنا الإجتماعي ونرْتقي في سُلَّمِ التعليم بالعُقول، أنا أيضاً أحبُّ الكُرة وأتأجَّج بالحماسة دفاعاً عن القميص المغربي في كلِّ الميادين، ولكن أفضِّل أنْ يتناغم تألُّقها مع تنامي وعي الفرد في المجتمع والتطور الاقتصادي للبلد، أفضِّلُ أنْ أكون في وضْعٍ مُريح لأسْتمْتِع بمُراوغاتِها وهي تتمنَّعْ، ولكن في الحُدود التي لا تتجاوز الأرجل إلى الرّأس وتجعل تفكيري أُلْعوبة، يا للخُدَع السِّحرية لِهذه الكرة حين تُصبح في نظر الأغنياء ترفاً، مُجرَّد خُضْرة تُوضع مع القَرَع على وفْرةٍ منَ الطَّعام، أمَّا وهي تُخْرِِجُ الإنسان الفقير عن الطَّوْر لِينْسى احتياجاته المُلِحَّة، تغدو للأسف تَطرُّفاً !
سُبْحان مَنْ يضع سِرَّهُ ليس فقط في أضْعفِ خلْقِه بلْ فِي أوْهَنِ الأشْياء، إنَّها الكُرة وهي مُجرّد كُتْلةٍ منْ هواء، وما الحاجة لديبلوماسية تُقيم أبدَ الجوِّ في الطّائرة، إذا كانت رُقْعةُ ملْعبٍ مُعْشِبةٍ منْ أمْتار مَعْدُودة تُوفِّر كل التّعب، ما الحاجةُ لِمُعاهدات الأحلام، لِلْقِمم العربية ما هَوَى مِنْها وما صَعَدْ في أكثر من بلدْ، إذا كان الشّارِع يتّخذ بالكُرة مواقفه الثّابتة التي تَخُصُّ الوطن والمُعْتَقدْ، ما الحاجة لِخطابٍ سياسي يُراوح بين التَّرْغيب والتّرْهيب، إذا كانت الكُرة أقوى تعْبيرٍ يتجاوزُ سُلْطة الشِّباك إلى الثَّوْرة !
الكُرة هذه المَرّة كجائزة نُوبل حين ذهبت لأديبٍ عربي لأوّل مرَّة، تختلف عن باقي الكُرات في سنوات المونديال السابقة، لِنقُلْ إنَّها انعتقت ليْس فقط من الاحْتِكار بل الاستعمار الغَرْبي، وها هِي فِي بلدٍ عربي تَجُرُّ العالم إلى لُعْبة أبْعد مِنَ اللَّعِب، تُذِيقُه من كأسها المُتْرَع بالهُموم، ألَمْ تر بين الأعْلام التي تُوشِّح الملعب منْ جهاته الأربع، عَلَم فلسطين تُجلِّيه الجماهير عالياً، فإذا ضاقتِ الأرضُ واشْتدَّ الحصار على القُدْس، ها هي حلبةُ المُقاومة تتَّسع بالكُرة لِيهْتزَّ مِنْ باطِن الأرض مَعَ كل هدفٍ ألفُ شهيد، ها هي الكُرة تعْقِد أعلى قمَّة لِتطْرُد إسرائيل بإجْماع كُلِّ الجِنْسيات وتنتهي الأكْذوبة، يَا لَلْهُتاف الذي يُزلْزِل الأرْجَاءَ واصِلاً بين الأرْض والسَّماء، يَا لَلأمل في الأعْيُن يستعين بالكُرة ليعيش الفرح ولو لِلحْظة عِوَضَ الدَّوام المُسْتَمِر لِلْوجع، شُكراً لِلكُرة ولكلِّ الأنْفاس التي تختزنها مع الهواء، فقد استطاعت أنْ تُوحدنا جغرافيا في قطر لأول مرة !
لم تعُد الكُرة مُجرّد فُرْجةٍ كما يعْتقِدُ البعض، أو سُكْرة سرعان ما تَطِير حين تَجِفُّ خمْرتُها في قعر كأس العالم، بل أوراقٌ سياسيةٌ أكْسَبها المُونديال الشّفافية اللازمة لِتمْرير موْقف الشَّارع العربي، ضِدّاً في القرارت الحكومية التي تُتَّخذ دون إرادة الشُّعوب، وعلى رأسْها التَّطْبيع مع إسرائيل التي تنْتهِز انشغال الرّأي العام بالمونديال، لِتُمْعِن في التَّنْكيل بالفلسطينيين، تُهدِّم البيوت وتُسوِّد لائحة الشُّهداء كلّ يومٍ بأسماءٍ جُدد، والأدْهى أنْ تَبْعث لِقَطر مُراسلين على أملِ أنْ تُبيّض صحيفتها بالفرح الّذي في عيْن المكان، لكن ردّ الجماهير العربية كان أسْرع من أيِّ تردُّد أو خذلان سياسي، كان صفعةً مُدَوِّية في كُلِّ أرجاء المعْمُور، بدَّدت في لحْظة بثٍّ مُباشر، أكْذوبةً عَمَّرتْ حوالي مائة سنة على أرض الغير، واتَّفق الجميع دون حبْرٍ أو ورق، أنَّه لا وُجود لِشيء سُمِّيَ باطلاً إسرائيل، لا أبالغُ إذا قلتُ بفرْحةٍ غامرة، إنَّ انتصار المُنْتخب المغربي، قد تضاعف وأصْبح انتصارين، ألمْ ترَ لأبواق الكيان الصّهيوني كيف ولَّتْ خرساء مدحورة من ساحة اللَّعِب، هي التي لم تأْت للمونديال إلا لتُبيِّض جرائم الاحتلال !
الآن فقط أسْتطيعُ أنْ أُجارِي المُعلِّق الرياضي حين يرْفعُ عقيرتهُ طرباً، وأقول الله.. الله على تِلكُمُ الأهداف التي تَبلْورت على ساحة الميدان الكُروِيّة، في شكل مواقف صارخةٍ، كانتْ أبلغ وأشدّ وقْعاً منَ التي دخلت في شِباك الخَصْم، أمّا هذه الأهداف الأخيرة فيُمكن لِكُلٍّ منّا أنْ يُنْشِئ مرماهُ بالمقاس الذي يتناسبُ مع حذائه الرِّياضي، ويُلْقي بين عارِضَتيْها من الكُرات الكِمِّية التي تُشْبع فرحهُ حدَّ التُّخْمة، بينما الأهداف الحقيقيّة هي التي يُسجِّلها المرء في مرمى الحياة، وأهمُّها أنْ يحقّقَ المُواطن اكتفاءهُ البطْني من اللُّقْمة، نُحسِّنُ وضْعنا الإجتماعي ونرْتقي في سُلَّمِ التعليم بالعُقول، أنا أيضاً أحبُّ الكُرة وأتأجَّج بالحماسة دفاعاً عن القميص المغربي في كلِّ الميادين، ولكن أفضِّل أنْ يتناغم تألُّقها مع تنامي وعي الفرد في المجتمع والتطور الاقتصادي للبلد، أفضِّلُ أنْ أكون في وضْعٍ مُريح لأسْتمْتِع بمُراوغاتِها وهي تتمنَّعْ، ولكن في الحُدود التي لا تتجاوز الأرجل إلى الرّأس وتجعل تفكيري أُلْعوبة، يا للخُدَع السِّحرية لِهذه الكرة حين تُصبح في نظر الأغنياء ترفاً، مُجرَّد خُضْرة تُوضع مع القَرَع على وفْرةٍ منَ الطَّعام، أمَّا وهي تُخْرِِجُ الإنسان الفقير عن الطَّوْر لِينْسى احتياجاته المُلِحَّة، تغدو للأسف تَطرُّفاً !