Quantcast
2021 ديسمبر 13 - تم تعديله في [التاريخ]

الكاريكاتير يتحدى الجائحة في أكادير ويتساءل "كيف غيّر فيروس كورونا العالم؟"

بنظرات شغفٍ ثاقبة، كان عُشاق الكاريكاتير منهمكون في مُشاهدة الرسومات المُشاركة في فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا، وآخرون ظلوا يتبادلون أطراف الحديث بروية حول ما جادت به قريحتهم، وعن اللوحات التي خطتها أناملهم، سواء على الورق أو من خلال اللوحة الإلكترونية.


العلم الإلكترونية - الرباط

على امتداد أربعة أيام، احتضنت مدينة أكادير، الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا، وشهدت أنشطة مُتنوعة، من قبيل ورشات رسم للأطفال، وندوة بجامعة ابن الزهر عن فن الكاريكاتير؛ بحضور فنانين من مُختلف المدن المغربية، التأموا لتسليط الضوء على "الكاريكاتير أو الرسم الهزلي" ومكانته في الفن المُعاصر والتعبير الصحافي.

وعرف الحفل الافتتاحي للمهرجان، تكريم مصطفى أنفلوس، رسام كاريكاتير، ابن مدينة الصخيرات، كرّس سنوات حياته للرسم الساخر، وكواحد من الفنانين المغاربة البارزين في الذاكرة الفنية والثقافية.

كيف غير فيروس كورونا العالم؟

رسومات كاريكاتيرية مُشاركة من اثنين وسبعين دولة، وصلت لقلب مدينة أكادير، لتُجسد التغييرات التي مسّت الحياة إثر اجتياح فيروس كورونا؛ مُزجت فيها ألوان الفرح والكآبة في آن واحد، وانبثقت من عُمق جُدران الحجر الصحي، أو ارتدت تعبيرات حضرت فيها الكمامة والحُقنة ووزرة الطبيب وتيمة الترقب والخوف.

وفي ورشة رسم مع الأطفال، رست عيون الفنانين المُشرفين، على تقنيات تجسيد التعابير في لوحات الأطفال، من قبيل الفنان نزار عكاف، الذي مضى مُشجعا للإبداع الطفولي، ومثمنا لعدد من الرسومات المميزة، من بينها رسم الطفل آدم الكراسي، لملامح مصطفى أنفلوس، بطريقة كاريكاتيرية.

وقال ناجي بناجي، رسام كاريكاتير ومدير المهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا، إن أهم المواضيع المُشتغل عليها في هذا النوع من الرسم اجتماعية تمسُ معاناة المواطن البسيط أساسا، وأغلب الرسامين في المغرب يشتغلون وفق خط تحريري للجرائد التي يشتغلون فيها، وإن الكاريكاتير في السنوات الأخيرة لم يخفت صيته كما يُشاع، فقط بات يُناسب هذا العصر ويشبه مشاكله.

"الفنان ابن بيئته، لأنه إن لم تكن مقهورا لن تستطع أن تكون رسام كاريكاتير، ولن تستطيع المُطالبة بالحق من خلال رسم قد يظهر أنه هزلي في النظرة الأولى" يسترسل الناجي الذي يشغل كذلك صفة عضو لجنة تحكيم المسابقة الدولية الرابعة للكاريكاتير، في حديثه لـ"نقاش21" مشيرا أن هناك "جرائد كانت تُقرأ من الخلف، عبر الرسومات التي تُنشر بها، والتي تُجسد أبرز هُموم المواطن في الوقت الراهن".

وبخصوص الشعار الذي يحمله المهرجان الدولي للكاريكاتير "كيف غير فيروس كورونا العالم؟" يضيف الناجي "إن هذه النسخة كان يُفترض أن تكون في سنة 2020 لكننا لم نستطع بسبب الجائحة وقيودها؛ وفي هذه السنة 2021 حاولنا العمل على النسخة بكافة الجُهود المُتاحة، لخلق مُتنفس حقيقي للفنان، الذي ظل بين الجدران الأربعة لمنزله لأشهر كثيرة، بالمناسبة إن كورونا جعلت الرسام أكثر إنتاجا، وإبداعا، وساهم بشكل كبير في توعية الناس بخطر كورونا".

الكاريكاتير بحاجة إلى الدعم

من جانبه، قال ابراهيم الحيسن، فنان وناقد تشكيلي ومؤلف كتاب "الكاريكاتير في المغرب السخرية على محك الممنوع"، إن "فترة الحجر الصحي كانت مُهمة بالنسبة للرسامين، خاصة منهم مُتخصصي الكاريكاتير، والدليل على ذلك أنه  بمجرد السماح بتنظيم الفعاليات الثقافية، ظهرت معارض فنية" مشيرا أن "المهرجانات وغيرها مهمة جدا، لأنها تختزل مجموعة من الرؤى والتصورات للفنانين المُشاركين، وتُساهم في تنشيط الحركة الثقافية والفنية في الوطن، فضلا عن كونها فرصة للتلاقي ولتلقي النقد، وللاستفادة من التجارب".

وزاد المُتحدث نفسه، لـ"نقاش 21" أن "الفعاليات الثقافية لفناني الكاريكاتير، باتت نادرة، وفي طريقها للانقراض، وكأنها أصبحت مُتاحة لمجموعة دون الأخرى، لسبب بسيط وهو غياب الدعم والرعاية والاحتضان" مشيرا أن "الفنانين دوما يعملون بجد في الإنتاج الإبداعي، لكن على الجهات الوصية مُساندتهم، لحثهم أكثر على الإبداع، وكي لا يجدوا أنفسهم يوما غير قادرين على العطاء".
 

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار