العلم الإلكترونية - الرباط
يعتبر الدبلوماسي المغربي خطة التنمية الجديدة، التي تعد مرآة لأمة عمرها ألف عام تجعل التماسك التزامًا أساسيًا في جهودها، "تعبيرا عن ذكاء مغربي وإفريقي جماعي قائم في جميع الأوقات حول نفس الهدف، ومن نفس الرؤية والطموح الذي يحمله جلالة الملك محمد السادس إلى أعلى المستويات".
يعتبر الدبلوماسي المغربي خطة التنمية الجديدة، التي تعد مرآة لأمة عمرها ألف عام تجعل التماسك التزامًا أساسيًا في جهودها، "تعبيرا عن ذكاء مغربي وإفريقي جماعي قائم في جميع الأوقات حول نفس الهدف، ومن نفس الرؤية والطموح الذي يحمله جلالة الملك محمد السادس إلى أعلى المستويات".
في هذا السياق، شدد السفير على أنه من خلال النموذج التنموي الجديد، يكرم المغرب ليس فقط المسؤولية المدنية ولكن أيضًا انتماء إفريقيا توليه الرباط اعتزازا وتقديرا كبيرين وتجعل منه أولوية من أولويات سياستها الخارجية.
ويضيف الدبلوماسي أن "نموذج التنمية الجديد هو أولاً وقبل كل شيء انعكاس للنضج المغربي؛ نضج لا يخفي أوجه القصور، ويعترف بالثغرات ويؤكد استنفاد النموذج السابق الذي كان بحاجة إلى إعادة النظر فيه". وفي هذا الاتجاه، يتابع السفير أن "هذا النموذج الجديد يترأس قناعة عميقة بأن بناء المستقبل لا يحدث بدون تشخيص واضح للماضي. فلا مكان للارتجال في تماسك أمة عمرها ألف عام. لهذا ولتجنب عدم اليقين، اعتمد المغرب دائما التوقع والمسؤولية. لذلك فإن نموذج التنمية الجديد هذا هو نموذج الرؤية المسؤولة والرائدة والاستباقية التي تركز على مستقبل الأمة ومصير أولئك الذين يشكلونها؛ إنه نموذج مدفوع باتزان نهج يستمد جوهره من الذكاء الجماعي".
وبالعودة إلى أساس خطة التنمية الجديدة، وصفها السيد العمراني بأنها نموذج للتقارب التشاركي؛ نموذج يجمع الطموح بالنهج والاستراتيجيات بالعمل والتفكير في تحديات الغد الحقيقية.
في طموحها، تهدف الخطة الجديدة إلى "مضاعفة نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، وزيادة قدرة الاقتصاد على خلق فرص العمل، والحد بشكل كبير من التفاوتات الاجتماعية والإقليمية، مع ضمان التغطية الصحية الشاملة والتعليم الجيد للجميع. وبهذا المعنى، فهو نموذج منفصل عن الخصوصية وقريب من الخاص" يؤكد السفير. "إنه انعكاس لأمة مغربية متنوعة وأرض غنية واقتصاد متغير. فهذه الخطة تشمل كل تعقيدات نموذج مجتمعي يتميز بالتعايش والتضامن الفعال، نموذج حيث الإنتاجية ليست إنتاجوية، والسياسة ليست سياسوية".
دائما حول القيمة القارية لهذه المبادرة المغربية، شدد السفير على "أنه بخلاف المنطق الداخلي التوجه، فإن خطة التنمية الجديدة تعكس بالكامل الانفتاح على العالم لمغرب لا يتصور مستقبله دون مستقبل شركائه".
كما أكد السيد العمراني أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة كافٍ في حد ذاته لرفع فرص النمو البين القاري والإقليمي وشبه الإقليمي، ليتابع مصرحا بأن "المغرب قد جعل دائما من موقعه الجغرافي قوة محركة لتنميته ومسؤولية يضطلع بها في وفاق الأمم. وهنا أضاف الدبلوماسي السامي أن "التغيرات في السياقات الدولية اليوم ليست نقاط ضعف وإنما فرصا تدعو إلى تقوية التكاملات سواء كانت مغاربية أو أفريقية أو أوروبية-أفريقية. في هذا الصدد، ذكر السيد السفير بثقافة التوافق والوحدة المتجذرة في الدبلوماسية المغربية، وبنهج المشاركة والتفاعل والحوار الذي تعطيه المملكة أولوية كبيرة في جميع علاقاتها، ليشدد بعد ذلك على أن ارتباط المغرب الثابت بقيمه الأساسية، يجعله ليست فقط شريكًا ومحاورًا موثوقًا به، ولكن أيضًا وبالظبط قوة تحاكي الوحدة والتماسك في عالم يتسم بالانقسامات والاضطرابات التي يسببها البعض.
وفي الختام، أكد السفير أن "النموذج التنموي الجديد يحمل شيئًا أفريقيًا قيما، حيث يتماشى مع تصميم قارة تعطي الأولوية للحوار على الانقسام وللتضامن على الأنانية وللأهمية على الأيديولوجية. والقيم التي يحملها المغرب، والرؤية التي تدافع عنها المملكة، والأصوات التي تعبر عنها الأمة، ليست في الواقع سوى أصداء لعمق الهوية نفسها المتجذرة في التربة الإفريقية والمنعكسة في العمل الريادي والتضامني لجلالة الملك تجاه قارة الانتماء. إن نموذج التنمية الجديد هو أجندة داخلية صُنعت للمغرب في ارتباط ثابت بقيمه على المستوى القاري أولاً ثم العالمي ثانيا.