العاهل الإسباني الملك فليبي السادس أكد من جهته قبل أيام على أهمية العلاقات التي تجمع بين إسبانيا والمغرب «البلدان اللذان يتقاسمان مصالح وتحديات مشتركة».
وأبرز فيليبي السادس في كلمة ألقاها الخميس الماضي خلال حفل الاستقبال السنوي للسفراء المعتمدين لدى إسبانيا ونشرت على الموقع الرسمي للقصر الملكي الإسباني ” نأمل أن تسمح لنا الوضعية الصحية قريبا باستئناف جدول أعمال الاجتماعات مع المغرب ( … ) البلد الذي نتقاسم معه مصالح وتحديات مشتركة“, مشددا على أن علاقات إسبانيا مع بلدان منطقة المغرب العربي تتسم بالتقارب والصداقة.
رغم حوادث الطريق المتكررة والمتعددة تصمد العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد وتتجاوز في معظم الحالات مناطق الهزات والعواصف الموسمية وهي مسلحة بتراكمات قرون من الجوار والحوار الثقافي والسياسي والحضاري المتجدد, وقدرة قادة البلدين الجارين على استثمار نقاط التقاطع الإيجابية والتماهي مع عدد من التحديات الجيوسياسية الحساسة التي تفرض منطق التعاون والشراكة وتنبذ كل مسببات التنافر والتصادم سواء كانت ذاتية المنشأ أو متعمدة المقصد التأمري من أطراف معهودة لا يروقها أو يخدم أجنداتها لحظات التقارب المغربي الاسباني الحميمية.
ربيع العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد ومستوى التناغم غير المسبوق بينهما عكسته أيضا وزيرة الشؤون الخارجية الاسبانية أرانشا غونزاليس لايا حيث وصفتها قبل أيام بالمتينة، الناضجة، العميقة والوثيقة بما يسمح للبلدين بتجنب أي سوء فهم محتمل.
عمليا يتمركز المغرب ضمن أولويات العمل الخارجي لإسبانيا حسب وثيقة حول استراتيجية العمل الخارجي للدولة الإيبيرية للفترة ما بين2021 و2024 حيث دعت الأخيرة إلى دعم وتعزيز الحوار والتعاون مع البلدان الشريكة مثل المغرب.
الاستراتيجية الجديدة التي قدمتها وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون قبل أيام أمام مجلس الوزراء الإسباني شددت على ضرورة وأهمية المضي قدما في دعم وتعزيز الحوار مع دول الاتحاد الأوروبي ومنطقة المغرب العربي وبالتحديد مع المغرب.
الوثيقة التي تتكون من 100 صفحة دعت إلى تنظيم مشاورات سياسية منتظمة مع المغرب وعقد اجتماعات رفيعة المستوى, كما شددت على أهمية وضع «استراتيجيات محددة للتعاون» مع الرباط في المجالات ذات الاهتمام المشترك.