الدار البيضاء تحتضن الملتقى الثامن للمدينة الذكية

العلم الإلكترونية - البيضاء /ت. فؤاد الترابي

اختتمت اليوم الخميس 06 يونيو الجاري، فعاليات الملتقى الثامن للمدينة الذكية، تحت شعار "من المواطن الذكي إلى المدينة الذكية"، والتي احتضنتها مدينة الدار البيضاء على مدى يومين ونظمتها شركة الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات برعاية سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. حيث يعتبر هذا الحدث البارز منصة أساسية لإعادة تشكيل التنمية الحضرية الذكية من منظور مستدام وشامل، متماشياً مع أهداف التنمية المستدامة.

 

ويروم هذا الملتقى، إلى إبراز أهمية تطوير حلول حضرية أفضل وأكثر نجاعة في مواجهة تحديات ندرة العقار، والإجهاد المائي، والاستهلاك المفرط للطاقة، والتغيرات المناخية، كما يسعى إلى تحقيق ذلك من خلال التوجه نحو المقاربات التكنولوجية التي تدمج البعد الإنساني بشكل متكامل في التخطيط والتدبير الحضري للمدينة، ولا يقتصر هذا الاندماج على التطوير المادي للبنية الأساسية والخدمات فحسب، بل يتطلب أيضا تعزيز مرونة الإنسان عبر التكنولوجيات المبتكرة.

 

ووفر الملتقى فضاءً للعرض كان بمثابة ملتقى جغرافي بين القارات الأربع، مما يعزز التبادلات والشراكات بين الفاعلين المحليين والدوليين. وقد تم الإعلان عن إنشاء قرية مخصصة للمقاولات الناشئة، لتسليط الضوء على المشاريع المبتكرة التي صممها المقاولون الشباب في مجال المدن الذكية.

 

وفي سياق تعزيز تبادل المعرفة والخبرات، شكل الملتقى فرصة للالتقاء بين الباحثين وصناع القرار والمواطنين والمبتكرين، بهدف المشاركة في إيجاد حلول مبتكرة تتكيف مع الاحتياجات الخاصة للسياق المغربي والدولي، حيث يهدف الملتقى إلى تحديد ملامح حقبة جديدة من التنمية الحضرية، جعلت من رفاهية المواطنين والحفاظ على البيئة في قائمة الأولويات.

 

واعتمد برنامج هذه الدورة على محاور موضوعاتية مهمة تشمل الحكامة الرقمية والتخطيط الحضري التشاركي، والخدمات الذكية للمواطن، والبيانات الحضرية والمراقبة الذكية للمدينة، والتكنولوجيات الذكية للمدينة الذكية، وتدبير مواطن ذكي لموارد المدن الكبرى.

 

وأكد محمد الجواهري، المدير العام لشركة الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات، أن "ملتقى المدينة الذكية للدار البيضاء 2024 يلتزم بإعادة التفكير في مفهوم 'الذكاء' في قلب المدينة الذكية، مع التركيز على الإنسان والاستدامة. حيث وفرت هذه الدورة فرصة فريدة لتبادل المعارف والخبرات والمشاركة في إيجاد حلول مبتكرة للتحديات الحضرية المعاصرة."

 

وفي تصريح للعلم، أكد البروفيسور حسن رضوان، مدير مدرسة الهندسة المعمارية والتخطيط والتصميم بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ورئيس اللجنة العلمية لهذه الدورة، على أهمية المدن الكبرى في المغرب بالقول: "في مواجهة التوسع الحضري، يصبح من الضروري توجيه هذه الظاهرة حتى تكون مرنة ومستدامة. وللقيام بذلك، يعد الرصد الذكي والمستمر للأداء الحضري أمرًا ضروريًا. تتيح لنا هذه المقاربة المدروسة إعطاء الأولوية لسكينة ورفاهية المواطنين مع الحفاظ على التوازن بين النمو المستمر والتأثير البيئي."