Quantcast
2025 يناير 6 - تم تعديله في [التاريخ]

الجمهورية‭ ‬الوهمية‭ ‬الدولة‭ ‬النشاز‭ ‬التي‭ ‬أطبقت‭ ‬عليها‭ ‬العزلة‭ ‬القاتلة


الجمهورية‭ ‬الوهمية‭ ‬الدولة‭ ‬النشاز‭ ‬التي‭ ‬أطبقت‭ ‬عليها‭ ‬العزلة‭ ‬القاتلة
العلم الإلكترونية - الرباط 

خاطب‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬تبون‭ ‬‮ ‬المجلس‭ ‬الشعبي‭ ‬الوطني‭ (‬البرلمان‭)‬،‭ ‬فقال‭ ‬العجب‭ ‬العجاب،‭ ‬مما‭ ‬يخرج‭ ‬عن‭ ‬التقاليد‭ ‬المرعية‭ ‬والأعراف‭ ‬المتوافق‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تحترم‭ ‬نفسها‭ ‬وتراعي‭ ‬الأصول‭ ‬المقررة‭. ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬شأننا‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬عند‭ ‬‮ ‬الأقوال‭ ‬المثيرة‭ ‬للاستنكار‭ ‬داخلياً‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الجزائري،‭ ‬فإن‭ ‬دحض‭ ‬الأباطيل‭ ‬التي‭ ‬نطق‭ ‬بها‭ ‬المقيم‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬المرادية،‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬واجب‭ ‬أخلاقي‭ ‬ومسؤولية‭ ‬وطنية‭ ‬‮ ‬ومهمة‭ ‬سياسية‭ ‬ووظيفة‭ ‬مهنية‭. ‬فقد‭ ‬زعم‭ ‬الرئيس‭ ‬تبون‭ ‬أن‭ ‬مخطط‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬أقاليمنا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬فكرة‭ ‬طبخت‭ ‬في‭ ‬باريس،‭ ‬وأن‭ ‬المغرب‭ ‬التقطها‭ ‬مدعياً‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬ابتكاره‭. ‬وبمجرد‭ ‬أن‭ ‬يخطر‭ ‬هذا‭ ‬الزعم‭ ‬بالذهن‭ ‬،‭ ‬فهو‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬التفكير،‭ ‬وقصور‭ ‬في‭ ‬إدراك‭ ‬الحقائق‭ ‬على‭ ‬الأرض‭. ‬فماذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬مخطط‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬التي‭ ‬يدعمه‭ ‬أربعة‭ ‬أخماس‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ليس‭ ‬مصدره‭ ‬الرباط‭ ‬و‭ ‬إنما‭ ‬باريس؟‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬تبون،‭ ‬وهو‭ ‬يخاطب‭ ‬ممثلي‭ ‬الشعب،‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬في‭ ‬المبادرة‭ ‬المغربية‭ ‬للحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يجمح‭ ‬به‭ ‬اللسان‭ ‬فيذهب‭ ‬يعيداً،‭ ‬ويأتي‭ ‬بما‭ ‬لم‭ ‬يأتِ‭ ‬به‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬الأقلية‭ ‬الرافضة‭ ‬لتلك‭ ‬المبادرة،‭ ‬‮ ‬فيصدق‭ ‬عليه‭ ‬المثل‭ ‬العربي‭ (‬يهرف‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭).‬
 
وما‭ ‬سماه‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬بالشعب‭ ‬الصحراوي،‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬مواطنينا‭ ‬المحتجزين‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬ضمن‭ ‬التراب‭ ‬التابع‭ ‬للجزائر،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نقول‭ ‬التراب‭ ‬الجزائري‭ . ‬فهؤلاء‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي،‭ ‬أراد‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬أن‭ ‬يجعلهم‭ ‬شعباً‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيره‭. ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬مصير‭ ‬المواطنين‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬إقليمي‭ ‬الساقية‭ ‬الحمراء‭ ‬ووادي‭ ‬الذهب،‭ ‬قد‭ ‬تقرر‭ ‬وفقاً‭ ‬لاتفاقية‭ ‬مدريد‭ ‬الموقعة‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬نوفمبر‭ ‬سنة‭ ‬1975‮ ‬،‭ ‬مما‭ ‬قطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يطالبون‭ ‬بتصفية‭ ‬الاستعمار‭.‬
 
ولما‭ ‬كان‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬اختلق‭ ‬الأكذوبة‭ ‬التي‭ ‬خدعت‭ ‬بعض‭ ‬الجهات،‭ ‬بتأسيس‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالجمهورية‭ ‬العربية‭ ‬الصحراوية‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬فإن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الاعتراف‭ ‬بهذا‭ ‬الكيان‭ ‬الوهمي،‭ ‬هو‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬الخرافة،‭ ‬لسببين‭ ‬موضوعيين،‭ ‬أولهما‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تنشأ‭ ‬باكتمال‭ ‬العناصر‭ ‬المكونة‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬رعايا،‭ ‬وإقليم،‭ ‬وهيئة‭ ‬ذات‭ ‬سيادة‭. ‬وثانيهما‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالدولة‭ ‬إلا‭ ‬‮ ‬إذا‭ ‬استوفت‭ ‬أسباب‭ ‬الوجود‭ ‬كدولة‭.‬
 
ففي‭ ‬هذه‭ ‬الحال‭ ‬تكون‭ ‬الجزائر‭ ‬متورطة‭ ‬في‭ ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬انتهاك‭ ‬القانون‭ ‬‮ ‬الدولي‭ ‬العام،‭ ‬ومحرضة‭ ‬على‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالدولة‭ ‬الوهمية‭ ‬النشاز‭. ‬ومن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالدولة‭ ‬هو‭ ‬التسليم‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الدول‭ ‬القائمة‭ ‬بوجود‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬باعتبارها‭ ‬عضواً‭ ‬في‭ ‬الجماعة‭ ‬الدولية‭. ‬ويتحمل‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬المسؤولية‭ ‬الكاملة‭ ‬أمام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬بوصفه‭ ‬زور‭ ‬واقعاً‭ ‬وأنشأ‭ ‬كياناً‭ ‬هجيناً،‭ ‬وسعى‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬متاحة‭ ‬له،‭ ‬لانضمام‭ ‬الجمهورية‭ ‬الورقية‭ ‬إلى‭ ‬منظمة‭ ‬الوحدة‭ ‬الأفريقية‭ ‬التي‭ ‬تغير‭ ‬اسمها‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭. ‬
 
إن‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬للقوانين‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري،‭ ‬والتي‭ ‬يتباهى‭ ‬بها‭ ‬اليوم‭ ‬الرئيس‭ ‬تبون،‭ ‬تعد،‭ ‬وبكل‭ ‬المقاييس‭ ‬السياسية‭ ‬والقانونية‭ ‬والأخلاقية،‭ ‬جريمة‭ ‬يترتب‭ ‬عليها‭ ‬الجزاء‭ ‬الذي‭ ‬تستحقه‭.‬
 
فكيف‭ ‬يجيز‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجزائرية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الشعبية‭ ‬،‭ ‬لنفسه‭ ‬أن‭ ‬يتظاهر‭ ‬أمام‭ ‬برلمان‭ ‬بلاده،‭ ‬بمظهر‭ ‬الداعم‭ ‬المساند‭ ‬الحاضن‭ ‬للجمهورية‭ ‬الوهمية،‭ ‬والحال‭ ‬أنها‭ ‬بهتان‭ ‬وهراء‭ ‬وغثاء‭ ‬وقبض‭ ‬الريح؟‭.‬
 
أفلم‭ ‬يجد‭ ‬الرئيس‭ ‬تبون‭ ‬موضوعاً‭ ‬للحديث‭ ‬عنه‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان،‭ ‬بغرفتيه،‭ ‬إلا‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬الأباطيل‭ ‬التي‭ ‬صنعتها‭ ‬بلاده،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬مصرة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬،‭ ‬فتوهمت‭ ‬أنها‭ ‬حقائق‭ ‬ملموسة‭ ‬تعزز‭ ‬ما‭ ‬تدعيه‭ ‬من‭ ‬أوهام‭ ‬و‭ ‬ترهات؟‭.‬
 
إن‭ ‬جمهورية‭ ‬الوهم،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬الدولة‭ ‬النشاز،‭ ‬تطبق‭ ‬عليها‭ ‬العزلة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تزايد‭ ‬عدد‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تراجعت‭ ‬عن‭ ‬اعترافها‭ ‬بها‭. ‬وهي‭ ‬عزلة‭ ‬مرشحة‭ ‬للاتساع‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬البداية‭ ‬لطرد‭ ‬الكيان‭ ‬الوهمي‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي،‭ ‬فتكون‭ ‬الضربة‭ ‬القاضية‭ ‬للنظام‭ ‬العسكري‭ ‬الاستبدادي‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭.‬

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار