العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
المتمعن في المونولوغ الطويل الذي ارتجله قبل أيام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في حضرة ضيفه وزبر الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن , بغض النظر عن أهداف و حساب الجهة الذي سربته الى الاعلام طالما أن موقع الخارجية الامريكية نشر نصه كاملا قبل أن تتطوع حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي لتنزيل كلمة السيد تبون كاملة مسموعة و تتعمد وسائل الاعلام الرسمية الجزائرية عدم الإشارة و لو على سبيل الاقتطاف و الإشارة لتدخل رئيس الجمهورية , مما يعطي الانطباع أن المواقف او الانطباعات التي تبناها السيد تبون في عرضه الطويل لبلينكن لا تحظى برضا دوائر السلطة المتشعبة بقصر المرادية أو أن جوهرها و أفكارها موجهة فقط للمسؤولين الأمريكيين .
ما يهمنا أن السيد تبون و على عادته أطنب مجددا في استحضار مسار العلاقات الملغوم مع الجار المغربي من وجهة نظر الرئاسة الجزائرية و لم يعدم مجددا المبررات الجاهزة و التبريرات النمطية بل و المفاجئة أيضا لتفسير سوء التفاهم المزمن الذي يطبع هذا الجوار العصي على الفهم و المقاربة.
الرئيس الجزائري و لأول مرة في تاريخ الحزائر يعلن قطيعة مع مسؤولي دولته في العقدين الأخيرين و يصرح علاقات بلاده مع المغرب تشهد دائما تقلبات منذ تعود الى فترة استقلال الجزائر (1962 ) و يجزم أن هذه التقلبات ليست بسبب قضية الصحراء التي يقر الرئيس تبون أن الجزائر لا أطماع لها فيها و أنها مشكلة المغاربة وحدهم , ليخلص السيد تبون أن مشكلة الجزائر مع المغرب هو أن الأخير أراد دائمًا زعزعة استقرار الجزائر وأنه يجهل سبب ذلك ، على الرغم من أن بللاده كانت تحمي جارها الغربي دائمًا. و لم تكن أبدًا حذرة بشأن علاقات البلدين الجارين سيما و أن رئيس الجمهورية يجزم أنه ليس من الطبيعي أن تظل الحدود بين البلدين مغلقة لمدة 40 عامًا في غضون 50 عامًا من الاستقلال.
بمنطق الأشياء والمصطلحات و المواقف يعترف السيد تبون في متن تقريره الشفوي للمسؤول الجزائري أن بلاده ربما أخطأت في تدبير ملف الصحراء قبل سنة 1975 من منطلق عدم اتساق و تماسك مواقفها في هذه الفترة , قبل أن يتعمد دغدغة عواطف وزير الخارجية الأمريكي بالتأكيد أن الجزائر ليس لدينا أي شيء ضد اسرائيل و أن تعترف الأخيرة بدولة فلسطين .
من الواضح و شبه المسلم به أن السيد تبون انتقى عباراته بعناية ليوجه رسائل مباشرة للبيت الأبيض , لكنه خلال تمرير هذه المواقف سقط في فخ التناقض بين القناعات الشخصية و المواقف الرسمية لبلاده المعبر عنها من طرف كل مكونات الهرم الإداري للسلطة الجزائرية بدءا من ديوان الرئاسة بقصر المرادية و انتهاء عند الوزارات و الأحزاب و جل مؤسسات الدولة .
الرئيس تبون الذي يحاول تغليف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية و اخلاء مسؤولية النظام الجزائري الثابتة تجاهه , لا يقنع حتى أقرب مرؤوسيه لأن الجميع يدرك أن مسؤولين بارزين بهرم السلطة عبروا في أكثر من مناسبة أن الجزائر الرسمية على الأقل طرف مباشر في النزاع , بل و بلغ بوزير سابق للشؤون الخارجية أن صرح على الملء أن لا مجال لتطبيع العلاقات الثنائية مع الجار المغربي الا بحل نهائي للنزاع المفتعل يرضي جشع و أجندات النظام الجزائري قبل جماعة الانفصاليين بمخيمات تندوف .
إن الباحث عن السلام و التعاون و حسن الجوار و الذي يتوق الى حدود هادئة و منتجة يجب أن يكيف مطالبه و أماله مع قرارات و مواقف سلمية و ناضجة تترجم الى حسن جوار يتفهم خصوصيات الجيران و يحترم سيادتهم ووحدتهم الترابية .
بهذا السبيل يمكن للسيد تبون أن يأمن من أي مناورة غادرة مصدرها الجوار الحدودي و يتفرغ فعلا لأوراش التنمية و بناء بلاده.
عدا ذلك سيتحول المونولوغ الشفاهي الطويل لرئيس الجمهورية الى مجرد جرعات دبلوماسية مهدئة موجهة للغرب يناور بها النظام الجزائري كعادته لتجاوز عزلته الإقليمية والدولية و اخفاقاته المتكررة في تطويع إرادة جيرانه.
المتمعن في المونولوغ الطويل الذي ارتجله قبل أيام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في حضرة ضيفه وزبر الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن , بغض النظر عن أهداف و حساب الجهة الذي سربته الى الاعلام طالما أن موقع الخارجية الامريكية نشر نصه كاملا قبل أن تتطوع حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي لتنزيل كلمة السيد تبون كاملة مسموعة و تتعمد وسائل الاعلام الرسمية الجزائرية عدم الإشارة و لو على سبيل الاقتطاف و الإشارة لتدخل رئيس الجمهورية , مما يعطي الانطباع أن المواقف او الانطباعات التي تبناها السيد تبون في عرضه الطويل لبلينكن لا تحظى برضا دوائر السلطة المتشعبة بقصر المرادية أو أن جوهرها و أفكارها موجهة فقط للمسؤولين الأمريكيين .
ما يهمنا أن السيد تبون و على عادته أطنب مجددا في استحضار مسار العلاقات الملغوم مع الجار المغربي من وجهة نظر الرئاسة الجزائرية و لم يعدم مجددا المبررات الجاهزة و التبريرات النمطية بل و المفاجئة أيضا لتفسير سوء التفاهم المزمن الذي يطبع هذا الجوار العصي على الفهم و المقاربة.
الرئيس الجزائري و لأول مرة في تاريخ الحزائر يعلن قطيعة مع مسؤولي دولته في العقدين الأخيرين و يصرح علاقات بلاده مع المغرب تشهد دائما تقلبات منذ تعود الى فترة استقلال الجزائر (1962 ) و يجزم أن هذه التقلبات ليست بسبب قضية الصحراء التي يقر الرئيس تبون أن الجزائر لا أطماع لها فيها و أنها مشكلة المغاربة وحدهم , ليخلص السيد تبون أن مشكلة الجزائر مع المغرب هو أن الأخير أراد دائمًا زعزعة استقرار الجزائر وأنه يجهل سبب ذلك ، على الرغم من أن بللاده كانت تحمي جارها الغربي دائمًا. و لم تكن أبدًا حذرة بشأن علاقات البلدين الجارين سيما و أن رئيس الجمهورية يجزم أنه ليس من الطبيعي أن تظل الحدود بين البلدين مغلقة لمدة 40 عامًا في غضون 50 عامًا من الاستقلال.
بمنطق الأشياء والمصطلحات و المواقف يعترف السيد تبون في متن تقريره الشفوي للمسؤول الجزائري أن بلاده ربما أخطأت في تدبير ملف الصحراء قبل سنة 1975 من منطلق عدم اتساق و تماسك مواقفها في هذه الفترة , قبل أن يتعمد دغدغة عواطف وزير الخارجية الأمريكي بالتأكيد أن الجزائر ليس لدينا أي شيء ضد اسرائيل و أن تعترف الأخيرة بدولة فلسطين .
من الواضح و شبه المسلم به أن السيد تبون انتقى عباراته بعناية ليوجه رسائل مباشرة للبيت الأبيض , لكنه خلال تمرير هذه المواقف سقط في فخ التناقض بين القناعات الشخصية و المواقف الرسمية لبلاده المعبر عنها من طرف كل مكونات الهرم الإداري للسلطة الجزائرية بدءا من ديوان الرئاسة بقصر المرادية و انتهاء عند الوزارات و الأحزاب و جل مؤسسات الدولة .
الرئيس تبون الذي يحاول تغليف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية و اخلاء مسؤولية النظام الجزائري الثابتة تجاهه , لا يقنع حتى أقرب مرؤوسيه لأن الجميع يدرك أن مسؤولين بارزين بهرم السلطة عبروا في أكثر من مناسبة أن الجزائر الرسمية على الأقل طرف مباشر في النزاع , بل و بلغ بوزير سابق للشؤون الخارجية أن صرح على الملء أن لا مجال لتطبيع العلاقات الثنائية مع الجار المغربي الا بحل نهائي للنزاع المفتعل يرضي جشع و أجندات النظام الجزائري قبل جماعة الانفصاليين بمخيمات تندوف .
إن الباحث عن السلام و التعاون و حسن الجوار و الذي يتوق الى حدود هادئة و منتجة يجب أن يكيف مطالبه و أماله مع قرارات و مواقف سلمية و ناضجة تترجم الى حسن جوار يتفهم خصوصيات الجيران و يحترم سيادتهم ووحدتهم الترابية .
بهذا السبيل يمكن للسيد تبون أن يأمن من أي مناورة غادرة مصدرها الجوار الحدودي و يتفرغ فعلا لأوراش التنمية و بناء بلاده.
عدا ذلك سيتحول المونولوغ الشفاهي الطويل لرئيس الجمهورية الى مجرد جرعات دبلوماسية مهدئة موجهة للغرب يناور بها النظام الجزائري كعادته لتجاوز عزلته الإقليمية والدولية و اخفاقاته المتكررة في تطويع إرادة جيرانه.