Quantcast
2025 مارس 3 - تم تعديله في [التاريخ]

التقوى: الحلقة الأولى من برنامج "نور الصيام" مع فضيلة الدكتور عبد اللطيف ايت بوحديد


التقوى: الحلقة الأولى من برنامج "نور الصيام" مع فضيلة الدكتور عبد اللطيف ايت بوحديد
العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي| كريم كلشي
 
نور الصيام – سلسلة حلقات من الوعظ والإرشاد في الدين والشريعة، تواكبكم من الإثنين إلى الخميس عبر موقع العلم طيلة شهر رمضان المبارك. يقدمها نخبة من الأئمة والأساتذة المختصين في العلوم الشرعية والحديث، من جامعة القرويين دار الحديث الحسنية بالرباط، ليضيئوا لكم معاني الصيام وحكَمه في ضوء الكتاب والسنة.

في هذه الحلقة الأولى والمباركة، يسلط فضيلة الدكتور عبد اللطيف ايت بو حديد الضوء على حكمة عظيمة من حكم الصيام، بيّنها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. فالتقوى هي الغاية الكبرى من الصيام، وهي المنزلة التي يسعى إليها كل مؤمن، إذ تجعل بين العبد وبين عذاب الله حاجزًا بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
 

 
بسم الله الرحمن الرحيم  
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.  
 
أما بعد، فنرحب بكم، معاشر الإخوة المشاهدين والأخوات المشاهدات، ونسأل الله جل وعلا أن يجعل الشهر الفضيل شهر خير وبركة، وجدٍّ واجتهاد في الطاعة، وإقبال على الله تبارك وتعالى، ومنافسة في الخيرات.  
 
نتحدث بإذن الله تبارك وتعالى في هذه الحلقة الوجيزة عن حكمة عظيمة من حِكَم الصيام، التي ذكرها الله تبارك وتعالى في كتابه، فقال جل من قائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.  
 
هذه الحكمة العظيمة، التي شُرع الصيام من أجلها، هي التقوى. وقد افتتح الله تبارك وتعالى هذه الآية بنداء كريم، تشويقًا للمسلم وحثًّا له على الإقبال على هذه العبادة العظيمة، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾، ثم بيَّن سبحانه أن هذه العبادة ليست أمرًا مستحدثًا، وليست بدعًا، بل هي سبيل المؤمنين السابقين، وفريضة فرضها الله تبارك وتعالى على الأمم السابقة، فقال: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾.  
 
وذكر الله جل وعلا أن هذه العبادة قد فُرضت على من سبقنا؛ تنشيطًا للمسلم على أدائها، وبيانًا لتيسيرها، فهي لم تُفرض إلا وفيها خير عظيم، كما أنها كانت يسيرة على الأمم السابقة، فهي ميسَّرة على هذه الأمة المحمدية، التي اختصها الله سبحانه وتعالى بمزيد من التيسير ورفع الحرج.  
 
ثم بيَّن الله سبحانه وتعالى الحكمة من الصيام بقوله: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، أي: لعلكم تحققون التقوى. والتقوى هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله تبارك وتعالى وقايةً وحاجزًا، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.  
 
والصيام يساعد كثيرًا على تحصيل هذه المنزلة العظيمة، منزلة التقوى، التي أثنى الله تبارك وتعالى على أهلها، فجعلهم من أهل الهداية، فقال: ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾، ووصفهم بأنهم من أهل الجنة: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ﴾، ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ﴾.  
 
فإذا كنت تريد، يا عبد الله، أن تكون من أهل الجنة، فعليك بتحصيل هذه الخصلة العظيمة والمنزلة الشريفة، وهي التقوى، حتى تنال الهداية من الله تبارك وتعالى، وتكون من أوليائه، الذين قال عنهم: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾.  
 
والتقوى، يا عبد الله، أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصيته، على نور من الله، تخاف عقابه. والصيام من أعظم العبادات التي تسهّل الوصول إلى هذه المنزلة، وهي تحصيل التقوى.

 

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار