رئيسية 
الرئيسية 
العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي
في إطار الأنشطة الرمضانية التي برمجها مجلس مقاطعة أكدال الرياض طيلة الشهر الفضيل، نظم المجلس، بشراكة مع دار الحديث الحسنية بالرباط، ندوة فكرية تناولت موضوع القيم الأخلاقية وأثرها على تدبير الشأن العام، والتي شهدت حضورا لافتا لعدد من الأساتذة والباحثين في القانون وتدبير الشأن العام والمحلي والتخصص الديني، إلى جانب وزراء وشخصيات وازنة وفاعلين مدنيين.
وعلى هامش اللقاء، أكد عبد الإله الإدريسي البوزيدي، رئيس مجلس مقاطعة أكدال الرياض، في تصريح صحفي، أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة من الندوات الفكرية والثقافية التي ينظمها المجلس، والتي تؤكد التزامه بترسيخ القيم الأخلاقية في تدبير الشأن العام، موضحا أن المجلس يحرص على تنظيم برامج ثقافية واجتماعية متنوعة طيلة السنة، بتعاون مع مؤسسات فكرية وثقافية واجتماعية ورياضية، وبمناسبة مختلف المحطات الوطنية والدينية والدولية.
وأشار البوزيدي إلى أن النسخة الرابعة من البرنامج الرمضاني لمجلس المقاطعة تضمنت أربعة أنشطة رئيسية، من بينها مسابقات لحفظ وتجويد القرآن الكريم، التي نظمت بشراكة مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية، وشملت مؤسسات التعليم العمومي والخصوصي، حيث نظمت المسابقة بتنسيق مع المجلس العلمي المحلي، وخصصت المرحلة الأولى لتلاميذ التعليم الابتدائي، بينما ستخصص المرحلة المقبلة لتلاميذ التعليم الإعدادي والثانوي، بمشاركة مؤسسات تربوية مثل الثانوية الشريفة والثانوية الإدريسية.
وأضاف رئيس المجلس، أن البرنامج الرمضاني شمل أيضا حملة طبية في نسختها الرابعة، نظمت بدار الطالب، بشراكة مع المندوبية الإقليمية للصحة وجمعية القلب الكبير وجمعية الرعاية الجماعية، والتي شملت مجموعة من التخصصات الطبية، وشهدت إقبالا كبيرا من المواطنين، خاصة من ذوي الظروف الاجتماعية الصعبة، حيث تم الحرص على تقريب الخدمات الصحية من الساكنة.
كما تطرق البوزيدي إلى لقاء خصص لاستقبال عقيلات السفراء المعتمدين بالمغرب، والذي يندرج ضمن الأنشطة الدبلوماسية التي تنظمها المقاطعة سنويا، مؤكدا أن ندوة اليوم، المنظمة بشراكة مع دار الحديث الحسنية، تأتي في إطار شراكة استراتيجية ممتدة بين المؤسستين، تهدف إلى تعزيز النقاش الفكري والعلمي حول القضايا ذات الأهمية المجتمعية.
وأوضح أن اختيار موضوع القيم الأخلاقية في تدبير الشأن العام لم يكن اعتباطيا، بل جاء بناء على دراسة معمقة، بالنظر إلى أهمية هذا الجانب في نجاح المشاريع التنموية وتحقيق الحكامة الجيدة، مستحضرا أن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، شهد خلال السنوات الـ 25 الأخيرة طفرة تنموية كبرى في مختلف المجالات، لكن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب ترسيخ ثقافة أخلاقية تعزز قيم النزاهة والمسؤولية في تدبير الشأن العام.
وأكد البوزيدي أن هذا التوجه يتماشى مع التوجيهات الملكية السامية، التي شددت في العديد من الخطب والرسائل على ضرورة تخليق الحياة العامة وتعزيز مبادئ الحكامة الرشيدة والمحاسبة، كما أشار إلى أن دستور البلاد الأخير، جاء بعدد من الأحكام والمبادئ التي تكرس هذه القيم، إضافة إلى توصيات المجلس العلمي الأعلى، الذي نظم في شهر فبراير الماضي ندوة هامة حول هذا الموضوع.
وختم البوزيدي تصريحه بالتأكيد على التزام مجلس مقاطعة أكدال الرياض بترسيخ هذه القيم في مختلف برامجه وأنشطته، من خلال إشراك مختلف الفاعلين والمتدخلين، وعلى رأسهم المجتمع المدني، الذي يلعب دورا محوريا في تحقيق التنمية المحلية، موجها شكره لكافة المشاركين في الندوة على مساهماتهم القيمة، ومؤكدا أن هذه المبادرات الفكرية ستظل جزءا أساسيا من استراتيجية المجلس لتعزيز الحوار والنقاش حول القضايا المجتمعية الكبرى.
