العلم الإلكترونية -عبد الناصر الكواي
بكل تجرد؛ يستحق هذا الرجل وساما ملكيا. ففي أوج الجائحة، كان يتواصل مع الصحافيين جميعهم عكسَ بعض أعضاء اللجنة العلمية لتدبير كورونا، بل إن الرجل من فرط تواضعه كان يجيب حتى الطلبة الصحافيين المتدربين على الواتساب، ويستجيب لطلبهم ببعث أجوبته عن أسئلتهم في شكل رسائل صوتية.
بكل تجرد؛ يستحق هذا الرجل وساما ملكيا. ففي أوج الجائحة، كان يتواصل مع الصحافيين جميعهم عكسَ بعض أعضاء اللجنة العلمية لتدبير كورونا، بل إن الرجل من فرط تواضعه كان يجيب حتى الطلبة الصحافيين المتدربين على الواتساب، ويستجيب لطلبهم ببعث أجوبته عن أسئلتهم في شكل رسائل صوتية.
هل يفعل ذلك غيرُ مولاي المصطفى الناجي؟
أظن أن سبب تواضع هذا المراكشي الأصيل بسيط، فهو حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من كندا، وهو خبير معتمد في المغرب وأمريكا وكندا وأوروبا.
كما أنه حصل على 24 جائزة دولية، وله أزيد من 1000 منشور علمي محكم، وأصدر 10 كتب مفهرسة في علم الفيروسات وعلم الأمراض السرطانية الناشئة والمتجددة.
وأشرف بوصفه أستاذا باحثا، على 45 رسالة دكتوراه في علم الفيروسات والأحياء الدقيقة والتكنولوجيا الحيوية، وعلى أكثر من 250 رسالة ماجستير في علم الفيروسات والأورام والتكنولوجيا الحيوية...
ولطول نهج سيرة الرجل الذي أرهقنا ترجمةً من الإنجليزية والفرنسية، كنا نقفز على محطات لم يبلغها كثيرون. ثم بعد ذلك، تجد الفارغين رؤوسهم شوامخ!
هو أحد الأسماء العلمية الوطنية البارزة، التي لمع نجمها في زمن جائحة كورونا. مولاي المصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وعضو اللجنة العلمية والتقنية لتدبير كورونا، رجل التواصل بامتياز، يجيب عن مكالمات وأسئلة الصحافيين في كل حين، كان في الصفوف الأولى من المجندين يعرف في الفيروس وسبل الوقاية منه وحيثيات الدراسات والأبحاث المتعلقة به بأسلوب مبسطة في الصحافة الورقية كما في صنوتها الإلكترونية أو السمعية البصرية، بحضور وقور متواضع تواضع الكبار.
وهو إلى ذلك، من الباحثين القلائل الذين يتصل بهم الصحافي فيجيبونه بالاسم، بمعنى أنه يحتفظ بأرقام الصحافيين المتواصلين معه في أجندة هاتفه. أكثر من ذلك، من التجارب التي عشناها معه في جريدة العلم، أن بعض الطلبة الصحافيين المتدربين لدينا كانوا يتواصلون معه على تطبيق الواتساب وكان يجيب، وكان من تواضعه العلمي، يطلبون منه تسجيل أجوبته عن أسئلتهم في رسائل صوتية وموافاتهم بها فيفعل في سلوك لا يأتيه إلا خبير دفعته همته وعلمه إلى خدمة وطنه بكل السبل الممكنة خاصة في ظرف خاص كزمن الجائحة.
مولاي المصطفى الناجي، بلكنته المراكشية الجميلة، أصبح من الوجوه المعروفة لدى الرأي العام المغربي في زمن كورونا، إلى جانب وجوه أخرى لباحثين مخلصين لهذا الوطن أمثال الطيب حمضي وعز الدين إبراهيمي وشكيب عبد الفتاح ولائحة طويلة من الخبراء والأطباء والباحثين الذين نذروا وقتهم في التصدي للجائحة على مستويين أساسيين؛ البحث العلمي والتواصل الإعلامي.
وقد أبدع فعلا، في التواصل بشأن كوفيد -19 وطنيا ودوليا. والبروفيسور، مولاي المصطفى الناجي مواطن مغربي حاصل على الجنسية الكندية، رأى النور بمدينة مراكش الحمراء يوم 28 مايو 1957، فعيد ميلاد سعيد بروفيسور ولو قبل شهر من حلوله.
وهو عالم متخصص في مجالات علم الفيروسات وعلم الأحياء الدقيقة. حصل على درجة الماجستير في العلوم عام 1986، وعلى درجة الدكتوراه في علم الفيروسات عام 1993 من معهد أرماند فرابير بجامعة كيبيك بكندا.
وبين عامي 1991 و1993 أكمل درجة الدكتوراه في الصليب الأحمر الكندي. ومن عام 1993 إلى عام 1995 كان باحثا مشاركا، ومن عام 1995 إلى عام 1996، كان مسؤولا عن الأبحاث في المجلس الوطني للبحوث في كندا.
وكان البروفيسور ذاته، أيضا أستاذاً باحثا زائرا في جامعة كاليفورنيا، إيرفين في الولايات المتحدة وخارجها، ومحاضرا في معاهد الكيمياء النسيجية في العاصمة الفرنسية باريس. كما كان باحثا ضيفا بمؤسسة فرانكلين العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية.
ثم اشتغل بدءاً من عام 1996 في كلية العلوم والتقنيات بالمحمدية، التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، كمحاضر وأستاذ متمكن حيث كان رئيسا لقسم الأحياء من1997 إلى 2000.
ويعمل حاليا أستاذا للتعليم العالي في كلية العلوم والتقنيات بالمحمدية، التابعة لجامعة الحسن الثاني بالبيضاء.
ولأنه عالم مهتم بتطوير البحث العلمي وطنيا ودوليا، فقد حضر العديد من المؤتمرات وألقى العديد من المحاضرات في علم الفيروسات وعلم السرطان والصحة وعلم الأحياء الدقيقة منذ عام 1986، وذلك في العديد من الجامعات المغربية والكندية والأمريكية.
وهو متحدث ضيف في علم الأورام الفيروسات والتكنولوجيا الحيوية على الصعيدين الوطني والدولي.
وبين عامي 2005 و 2010 تم تعيينه مدير مختبر علم الفيروسات وعلم الأحياء الدقيقة، ومنسًقا لاتحاد مختبرات العلوم الطبية الحيوية والبيئية في كلية العلوم والتقنيات بالمحمدية. ومن عام 2010 إلى الآن، يشغل منصب مدير مختبر علم الفيروسات وعلم الأحياء الدقيقة والجودة والتكنولوجيا الحيوية / علم السموم البيئية والتنوع البيولوجي.
كما أنه رئيس فريق علم الأورام والتقنية الحيوية الطبية؛ ونائب مدير مركز أبحاث الموارد الطبيعية والأغذية في الجامعة نفسها. كان أيضا مسؤولا عن برامج الماجستير في التكنولوجيا الحيوية والتقنيات الطبية الحيوية، وعلم الأحياء الدقيقة والهندسة الحيوية، وماجستير العلوم والتكنولوجيا (علم الأحياء الدقيقة، علم الفيروسات التطبيقي وهندسة الصناعة الحيوية وMST للعيش (المناعي- علم الفيروسات والأحياء الدقيقة التطبيقية) من 2010 إلى 2015.
وهو عضو في مجلس مركز دراسات الدكتوراه في جامعة الحسن الثاني منذ عام 2008...
ومن سنة 2005 إلى الوقت الحاضر، نائب رئيس قسم علوم الحياة والبيئة بكلية العلوم والتقنيات. ومن 2010 إلى 2015، كان خبيرا وطنيا في المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، وعضوا في اللجنة الوطنية للمنح الدراسية.
وما بين سنتي 2012 و2014 ، كان أيضا خبيرا في اليونسكو، في إطار إصلاح حوكمة الأنظمة الجامعية. ومنذ سنة 2017 هو المنسق الوطني لمركز البحوث في كونسورتيوم المختبرات الصحية بوزارة الصحة.
وحصل مولاي المصطفى الناجي، على 24 جائزة خلال حياته العلمية والمهنية. وقد نظم العديد من الملتقيات الوطنية والدولية في مجالات علم الفيروسات وعلم الأحياء الدقيقة. وهو نائب رئيس الجمعيات المغربية الثلاث للسلامة الحيوية والسرطان وعلم الأحياء الدقيقة.
إن هذا العالم الكبير، جدير بأن يكون من ملأى السنابل التي تنحني تواضعا، أو كما قال المتنبي: ملأى السنابل تنحني تواضعا *** والفارغات رؤوسهن شوامخ