العلم الإلكترونية - الرباط
هذه الدعوة الصادقة التي جددها جلالة الملك لأشقائنا في الجزائر، تعبر عن روح الفاتح من نوفمبر سنة 1954 الذي هو من روح ثورة الملك والشعب التي انطلقت في 20 من شهر غشت سنة 1953، وهما الثورتان اللتان خاضهما الشعبان الشقيقان في وجه استعمار واحد ، في فترة هي من أصعب الفترات في التاريخ المشترك المغربي الجزائري. وحان الوقت للعودة إلى القيم النضالية والمبادئ السامية التي تشربها الشعبان وآمنا بها واتخذها نبراسا لهما ومصدرا للإلهام وللاعتبار ولتقوية الذات وتزكية النفس والحفاظ على الهوية المتداخلة والأواصر المتينة التي تجمع بين شعبي البلدين الأخوين.
هذه الدعوة الصادقة التي جددها جلالة الملك لأشقائنا في الجزائر، تعبر عن روح الفاتح من نوفمبر سنة 1954 الذي هو من روح ثورة الملك والشعب التي انطلقت في 20 من شهر غشت سنة 1953، وهما الثورتان اللتان خاضهما الشعبان الشقيقان في وجه استعمار واحد ، في فترة هي من أصعب الفترات في التاريخ المشترك المغربي الجزائري. وحان الوقت للعودة إلى القيم النضالية والمبادئ السامية التي تشربها الشعبان وآمنا بها واتخذها نبراسا لهما ومصدرا للإلهام وللاعتبار ولتقوية الذات وتزكية النفس والحفاظ على الهوية المتداخلة والأواصر المتينة التي تجمع بين شعبي البلدين الأخوين.
فالمغرب حريص أشد الحرص على إحياء هذه الوشائج وإذكاء هذه الروح واستثمار التاريخ المشترك بما يعود بالمنافع والفوائد على الشعبين الشقيقين، ويبعد عنهما أي جسم دخيل يعكر الأجواء ويفسد العلاقات بين الدولتين الجارتين .
لقد عبر جلالة الملك أبلغ ما يكون وبأقوى عبارات، عن هذه المعاني السامية، حينما أكد في خطاب العرش أن أمن الجزائر من أمن المغرب والعكس صحيح، طمئنا الأشقاء الجزائريين بأن الشر لن يأتي من المغرب، وموضحاّ أن المشاكل لن يكون مصدرها المغرب، وأن فتح الحدود بين البلدين لن يجلب سوى الخير لكلا البلدين، معتبرا أن الحدود المفتوحة هي الوضع الطبيعي لدولتين جارتين، مشيرا في هذا السياق إلى أن الظروف التي أدت إلى إغلاق الحدود أصبحت اليوم متجاوزة، ولذلك فإن بقاء الحدود مغلقة منافٍ لمنطق الأشياء ومتعارض مع الحقائق الجديدة.
إن هذا الاهتمام الذي أولاه خطاب العرش للعلاقات المغربية الجزائرية، و هذا الحرص على التذكير بأهمية فتح الحدود بين البلدين ، يعبران عن سياسة ثابتة يسلكها المغرب بقيادة جلالة الملك من أجل استتباب الأمن والاستقرار في هذا الجزء من القارة الإفريقية، بما يحقق للشعبين المغربي والجزائري المصالح المشتركة ويدفع في اتجاه النهوض بالتنمية الشاملة المستدامة وتحسين الأوضاع لعموم المواطنين والمواطنات في البلدين الجارين. وهكذا يكون المغرب يعمل من أجل المستقبل ، ويكون جلالة الملك يسعى جاهداّ من أجل ضمان العيش الكريم و استثمار الطاقات الوطنية في المغرب والجزائر لبناء النهضة الكبرى في ظل الأمن والاستقرار والثقة المتبادلة النابعة من الأخوة التي تجمع بين الشعبين المغربي والجزائري.
فالدعوة الصادقة والمتجددة التي وجهها جلالة الملك إلى الرئيس الجزائري للعمل سويا وفي أقرب وقت يراه مناسباّ ، هي في حقيقة الأمر دعوة لبناء المستقبل، ولتجاوز الحاضر، وللتخلص مما يعج به من منغصات ومعوقات وصعوبات ومشاكل تحول دون تحقيق طموحات المغاربة والجزائريين جميعهم في الحياة التي تليق بهم باعتبار أنهم جميعاّ شعبان عريقان في المجد والعز و السؤدد.
نحن متفائلون بأن القيادة الجزائرية ستتجاوب مع الدعوة الملكية، وستبادر إلى الاستجابة لهذا النداء الملكي، ونتطلع إلى تطور سريع في العلاقات الأخوية بين البلدين.