لقد دعا الأمين العام إلى القطع مع سياسات الامتيازات، والدفاع عن مصالح اللوبيات، واستبدال تقليص الفوارق وتوسيع الطبقة الوسطى بها، مذكرا بأن هذا ما كان في حكومة الأخ الأستاذ عباس الفاسي، وهو الأمر الذي لم يحدث خلال ولاية الحكومة الحالية أو الحكومة السابقة، باستثناء بعض الزيادات التي تهم بعض الفئات من الأجراء فقط ، مؤكدا أن هذه السياسة سيقطع معها حزب الاستقلال إذا كان في الحكومة.
وفي معرض تحليله للوضع الراهن على مستوى الاختيارات التي ثبت فشلها، أكد الأخ الأمين العام أنه من أجل تحقيق المغرب لقفزة نوعية و انضمامه لقوى الجهوية الصاعدة ، يفرض عليه أن يقوي جبهته الداخلية ، من خلال تقوية الأمل، وعبر النهوض بالوضع الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين، وهو ما يقتضي القطيعة مع اقتصاد الريع والولوج إلى مجتمع الحقوق والكفاية والعدل، مستشهداّ بالمساواة بين المواطنين، بالحصول على اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وبدخول أرض الوطن في زمن الجائحة والحجر الصحي، وما كان لذلك من نتائج إيجابية ، مما يؤكد بشكل قاطع أن الإرادة الواعية والرؤية الشمولية إلى الأمور العامة يمهدان السبيل للانتقال من طور الضعف والتردد والإحساس بالعجز. إلى طور القوة والثقة بالنفس والشعور بالقدرة على تخطي الصعاب واجتياز المراحل الصعبة بيسر وسهولة وبأوفر حظ من النجاح في أداء المهام الكبرى لفائدة عموم المواطنين .
بهذه الرؤية المستوعبة للمشاكل التي يعاني منها المغرب في ظل الحكومة العاجزة والمترددة والمتناقضة فيما بين عناصرها، تناول الأخ الأمين العام بعضاّ من القضايا التي تشكل العمود الفقري للأزمة التي ما فتئت تتصاعد وتيرتها وتشتد حدتها، دون أن تصرفها هذه الأزمة عن النظر بتفاؤل إلى الغد الذي بدت بشائره في الأفق ، وهو ما عبر عنه بقوله إن بوادر التغيير بدأت مع نتائج الانتخابات الأخيرة للمأجورين والموظفين واللجان الثنائية. وفي هذا الإطار قال الأخ الأمين العام إن نتائج الاتحاد العام للشغالين بالمغرب قد أكدت أن تصوره ينسجم مع تطلع الأجراء والطبقة الوسطى، وهو الأمر الذي يثبت أن حزبنا والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، يسيران في الطريق المستقيمة ، ويعبران عن تطلعات المواطنين والمواطنات أقوى و أوضح ما يكون التعبير. وكان الأخ الأمين العام قد ساق دليلا آخر على بدء بزوغ فجر التغيير، حين قال إن من علامات التغيير القادم، الإقبال الكبير على التسجيل في اللوائح الانتخابية، والذي لعب فيه الحزب بمختلف تنظيماته، المرأة والشبيبة الاستقلالية، دورا مؤكدا على ضرورة التصويت، لأنه هو ما سيسفر عن الحزب الذي سيتصدر الانتخابات القادمة، ولأنه من جهة أخرى يؤكد الرغبة في التغيير، ويقطع مع السياسات السابقة التي زرعت اليأس في نفوس المواطنين.
تلك آراء استقلالية راجحة على مستوى الفكر السياسي الوطني، عبر عنها الأمين العام لحزب الاستقلال بمنتهى الوضوح والصراحة والصدق من الذات ومع المواطنين والمواطنات كافة.
العلم