Quantcast
2022 ديسمبر 8 - تم تعديله في [التاريخ]

أسعار‭ ‬المحروقات‭ ‬دوليا‭ ‬في‭ ‬تراجع‭ ‬ووطنيا‭ ‬في‭ ‬ارتفاع


العلم الإلكترونية - عبدالإلاه شهبون

رغم‭ ‬تراجع‭ ‬ثمن‭ ‬النفط‭ ‬دوليا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يناهز‭ ‬83‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل،‭ ‬فمازالت‭ ‬أسعار‭ ‬المحروقات‭ ‬بالمغرب‭ ‬تواصل‭ ‬ارتفاعها،‭ ‬مما‭ ‬يطرح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬علامات‭ ‬الاستفهام‭ ‬لدى‭ ‬المغاربة،‭ ‬خصوصا‭ ‬أصحاب‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬الذين‭ ‬أنهكت‭ ‬قدرتهم‭ ‬الشرائية‭.‬

وحسب‭ ‬ما‭ ‬عاينته ‬‮«‬العلم» ‬‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬محطات‭ ‬بيع‭ ‬الوقود‭ ‬بالرباط‭ ‬وسلا‭ ‬وتمارة‭ ‬والصخيرات،‭ ‬فإن‭ ‬سعر‭ ‬الغازوال‭ ‬يلامس‭ ‬16‭ ‬درهما‭ ‬مع‭ ‬اختلاف‭ ‬بسيط‭ ‬حسب‭ ‬المحطات،‭ ‬بينما‭ ‬يصل‭ ‬ثمن‭ ‬البنزين‭ ‬14‭,‬99‭ ‬درهما‭.‬

واستغرب‭ ‬خبراء‭ ‬في‭ ‬الطاقة،‭ ‬استمرار‭ ‬بيع‭ ‬المحروقات‭ ‬بنفس‭ ‬الأسعار‭ ‬أو‭ ‬تفاوتها‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬والمحطات،‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬تتراجع‭ ‬دوليا‭ ‬وتسجل‭ ‬مستويات‭ ‬منخفضة‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬83‭ ‬دولار‭ ‬لبرميل‭ ‬النفط،‭ ‬مضيفين،‭ ‬أن‭ ‬الغازوال‭ ‬الأكثر‭ ‬استعمالا‭ ‬بالمملكة‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬16‭ ‬درهما‭.‬

وأكد‭ ‬هؤلاء،‭ ‬أن‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬المحروقات‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الدولية‭ ‬لا‭ ‬ينعكس‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني،‭ ‬حيث‭ ‬مازالت‭ ‬الأسعار‭ ‬مرتفعة،‭ ‬مرجعين‭ ‬ذلك،‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬ارتفاع‭ ‬قيمة‭ ‬الدولار‭ ‬الذي‭ ‬يقتني‭ ‬به‭ ‬المغرب‭ ‬حاجياته‭ ‬الطاقية‭.‬

الشركات‭ ‬الممتنعة‭ ‬عن‭ ‬خفض‭ ‬الأسعار،‭ ‬تذرعت‭ ‬بأن‭ ‬مخزونها‭ ‬السابق‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬بيعه‭ ‬كاملاً،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬المنافسة‭ ‬لا‭ ‬يلزمها‭ ‬بذلك‭. ‬وقال‭ ‬الحسين‭ ‬اليماني،‭ ‬الكاتب‭ ‬العام‭ ‬للنقابة‭ ‬الوطنية‭ ‬لصناعات‭ ‬البترول‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬،‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬قياس‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬عالميا،‭ ‬لأن‭ ‬المغرب‭ ‬لا‭ ‬يقتني‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬المعتوق‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2015،‭ ‬وهذه‭ ‬المسألة‭ ‬يجب‭ ‬حذفها‭ ‬حتى‭ ‬نكون‭ ‬منطقيين،‭ ‬فنحن‭ ‬نقيس‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭ ‬للمواد‭ ‬النفطية‭ ‬‮«،‬مضيفا‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬ل»العلم‮»‬‭ ‬أن‭ ‬المرجع‭ ‬لدى‭ ‬المغرب‭ ‬هو‭ ‬قبل‭ ‬تحرير‭ ‬المحروقات‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬حكومة‭ ‬بنكيران،‭ ‬أما‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬فإننا‭ ‬ندخل‭ ‬في‭ ‬منطق‭ ‬التحرير،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬يصبح‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬أي‭ ‬كان‭ ‬أن‭ ‬يبيع‭ ‬كيف‭ ‬يشاء‭ ‬ومتى‭ ‬يشاء»‬‭.

وتابع‭ ‬المتحدث‭ ‬ذاته،‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬نرجع‭ ‬إلى‭ ‬هامش‭ ‬الربح‭ ‬بعد‭ ‬التحرير،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬العملية‭ ‬قبل‭ ‬تحرير‭ ‬المحروقات،‭ ‬وكيف‭ ‬كان‭ ‬التعامل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬كان‭ ‬يأخذ‭ ‬بسعر‭ ‬السوق‭ ‬الدولية‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬فإن‭ ‬الغازوال‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬90‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الوقود،‭ ‬ومعلوم‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يستهلك‭ ‬تقريبا‭ ‬6‭ ‬ملايين‭ ‬طن‭ ‬سنويا‭ ‬من‭ ‬‮«‬المازوط‮»‬،‭ ‬و700‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬البنزين‭ ‬في‭ ‬العام‭.‬

واستطرد‭ ‬اليماني‭ ‬قائلا: ‬‮«‬‭ ‬قمنا‭ ‬بحساب‭ ‬متوسط‭ ‬بيع‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬الغازوال‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭ ‬لروتردام‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬الشهر‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬14‭ ‬منه،‭ ‬وكانت‭ ‬لدينا‭ ‬تركيبة‭ ‬أثمان‭ ‬نعمل‭ ‬بها‭ ‬ونضيف‭ ‬إليها‭ ‬مصاريف‭ ‬التوصيل‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬ومصاريف‭ ‬الميناء،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬الضريبة‭ ‬المطبقة (‬الضريبة‭ ‬الداخلية‭ ‬والضريبة‭ ‬على‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة)‬،‭ ‬ونضيف‭ ‬إليها‭ ‬أرباح‭ ‬الفاعلين‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬المحددة‭ ‬تقريبا‭ ‬في‭ ‬60‭ ‬سنتيما‭ ‬في‭ ‬اللتر‭ ‬الواحد،‭ ‬ويعتبر‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬السعر‭ ‬النهائي‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‮»،‬‭ ‬ مشددا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬تحرير‭ ‬المحروقات‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬معمولا‭ ‬به‭.‬

وتساءل‭ ‬الكاتب‭ ‬العام‭ ‬للنقابة‭ ‬الوطنية‭ ‬لصناعات‭ ‬البترول‭ ‬والغاز‭ ‬الطبيعي‭: ‬‮«‬لو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬التحرير‭ ‬كيف‭ ‬ستكون‭ ‬أسعار‭ ‬المحروقات‭ ‬حاليا؟‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬فاتح‭ ‬دجنبر‭ ‬وإلى‭ ‬غاية‭ ‬النصف‭ ‬من‭ ‬ذات‭ ‬الشهر‭ ‬فإن‭ ‬السعر‭ ‬الأقصى‭ ‬للغازوال‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬متوسط‭ ‬الأسعار‭ ‬الدولية‭ ‬وسعر‭ ‬الدولار‭ ‬والمصاريف‭ ‬لن‭ ‬يتجاوز‭ ‬14‭ ‬درهما،‭ ‬والبنزين‭ ‬13‭,‬12‭ ‬درهما،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬سعر‭ ‬يفوق‭ ‬هذا‭ ‬الثمن‭ ‬يعتبر‭ ‬نتيجة‭ ‬تحرير‭ ‬سوق‭ ‬المحروقات»‬‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬جمال‭ ‬زريكم،‭ ‬رئيس‭ ‬الفيدرالية‭ ‬الوطنية‭ ‬لأرباب‭ ‬محطات‭ ‬الوقود،‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬قانون‭ ‬يلزم‭ ‬الشركات‭ ‬بخفض‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد‭ ‬فإن‭ ‬لكل‭ ‬شركة‭ ‬أن‭ ‬تفعل‭ ‬ما‭ ‬تشاء،‭ ‬بحكم‭ ‬العرف‭ ‬السائد‭ ‬فقط‭ ‬الذي‭ ‬تتبع‭ ‬فيه‭ ‬عادة‭ ‬تغيير‭ ‬السعر‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬والخامس‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شهر‭.‬

وأضاف‭ ‬زريكم،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»العلم‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬المخزون‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬السعر،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شركة‭ ‬حرة‭ ‬في‭ ‬تجارتها،‭ ‬بينما‭ ‬الإشكال‭ ‬الحقيقي‭ ‬بحسبه،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬البرلمان‭ ‬والمواطنين‭ ‬وجمعيات‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬لم‭ ‬يحركوا‭ ‬ساكنا‭ ‬أمام‭ ‬زيادات‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬السعر‭ ‬بدرهمين‭ ‬وأكثر‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2018‭ ‬في،‭ ‬واعتبر‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬سياسية‭ ‬أكثر‭ ‬منها‭ ‬اقتصادية‭.‬

وأشار‭ ‬المتحدث،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هامش‭ ‬الربح‭ ‬لدى‭ ‬الشركات‭ ‬حاليا‭ ‬جد‭ ‬ضيق،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬بعضها‭ ‬تعرضت‭ ‬للخسارة،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬العجز‭ ‬لديها‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬ملايين‭ ‬درهم‭ ‬خلال‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭.‬

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار