العلم الإلكترونية - الرباط
من الأقوال القوية و شديدة الصراحة التي نطق بها السيد أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة في لقاء مع الطلبة في إحدى الكليات الباريسية، أن الأمم المتحدة لا تعرقل الحل السياسي للنزاع حول الصحراء المغربية، و إنما الذي يعرقل هم المعرقلون، من دون أن يفصح ويكشف عن هؤلاء الذين يتولون وزر العرقلة لمساعي الأمم المتحدة الرامية إلى إنهاء الأزمة التي طال أمدها وتفاقم خطرها ويخشى أن تمتد تداعياتها إلى رقعة جغرافية أوسع ، فتهدد الأمن والسلم في هذه المنطقة من القارة الأفريقية .
من الأقوال القوية و شديدة الصراحة التي نطق بها السيد أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة في لقاء مع الطلبة في إحدى الكليات الباريسية، أن الأمم المتحدة لا تعرقل الحل السياسي للنزاع حول الصحراء المغربية، و إنما الذي يعرقل هم المعرقلون، من دون أن يفصح ويكشف عن هؤلاء الذين يتولون وزر العرقلة لمساعي الأمم المتحدة الرامية إلى إنهاء الأزمة التي طال أمدها وتفاقم خطرها ويخشى أن تمتد تداعياتها إلى رقعة جغرافية أوسع ، فتهدد الأمن والسلم في هذه المنطقة من القارة الأفريقية .
و من حق الأمين العام للأمم المتحدة أن يتحفظ ولا يذكر أسماء الأطراف الذين وصفهم بالمعرقلين للحل السياسي في إطار جهود مجلس الأمن الدولي ، فهذا سلوك طبيعي من مثله، بحكم مسؤوليات المنصب الدولي الذي يشغله . ولكن يفهم من قوله أنه يعتمد على التقارير التي يمده بها مبعوثه الشخصي إلى الصحراء المغربية ستافان دي ميستورا، الذي اطلع على الحقائق خلال الجولتين اللتين قام بهما للمنطقة . و معلوم أن المبعوث الشخصي للأمين العام إلى مناطق النزاعات ، يقدم تقريرين إثنين ، أولهما إلى مجلس الأمن الدولي في جلسة علنية ، وثانيهما إلى الأمين العام ولا يكشف عنه. وبذلك تتوفر لدى الأمين العام للأمم المتحدة معلومات كثيرة عن المهمة التي يضطلع بها مبعوثه الشخصي، بحيث تكون الصورة الكاملة للوضع واضحة لديه ، ويتصرف وفق صلاحياته في ضوئها . ولذلك فاجأ السيد أنطونيو غوتيريس الحاضرين في لقائه مع طلبة الدراسات السياسية والاستراتيجية العليا و مندوبي الإعلام الفرنسي والدولي الموجودين في ذلك الاجتماع الأكاديمي ، كما فاجأ الرأي العام العالمي بصراحته القوية ، وإن كانت غير مكتملة لأسباب مفهومة ومقدرة .
والسؤال الذي يطرح الآن ، هل مجلس الأمن الدولي يعرف أن أطرافاً تسعى لعرقلة الجهود التي يقوم بها لفض النزاع حول الصحراء المغربية؟ وإذا كان يعرف، فلماذا لا يتحرك في ضوء هذه المعرفة؟ ولماذا لا يكشف استافان دي ميستورا المبعوث الشخصي للأمين العام عن هذه الأطراف لتتحمل المسؤولية أمام مجلس الأمن الدولي عن الجريمة التي ارتكبتها ولا تزال ترتكبها؟
ومهما يكن، فإن المملكة المغربية تعلم من هم المعرقلون للحل السياسي الرافضون الانصياع لمنطوق قرارات مجلس الأمن بشأن الدخول في مسلسل الموائد المستديرة من أجل وضع حد لهذه الأزمة التي صنعتها الجزائر الداعمة الأولى لجبهة البوليساريو الانفصالية.
إن المعرقلين للتسوية السلمية للأزمة القائمة معروفون لدينا ولدى من يتابع ويدرك أسباب النزاع المفتعل، ولكن مجلس الأمن الدولي، حتى ولو كان يعرف، فهو لا يتحرك في الاتجاه الصحيح، ولا يريد أن يمارس صلاحياته، باعتباره حكومة العالم، للضغط على كل من يعرقل مساعيه و يقف الموقف المعارض لقراراته .
إن العالم الحر والديمقراطي يعرف تمام المعرفة أن النظام الجزائري هو الساعي الدؤوب في عرقلة التسوية السياسية للمشكل القائم في المنطقة، و هو لا يكف عن مواصلة تدخلاته وبذل جهوده للحيلولة دون الوصول إلى توافق داخل مجلس الأمن الدولي حول إقرار المقترح الذي تقدمت به المملكة المغربية إلى مجلس الأمن في 11أبريل سنة 2007، بشأن الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية في أقاليمنا الجنوبية، لأن الموافقة الأممية على هذا المقترح يبطل السياسة الجزائرية ويوقفها عند حدها ويجهض مخططها ويفشل جهودها لفرض نفوذها إلى الأبد على الانفصاليين الذين صنعتهم وجعلت منهم وسيلة للتغلغل في المنطقة ، حتى وإن كانت تدعي أن القضية لا دخل لها فيها و هي لا تعنيها وأن ما يهمها هو تقرير المصير لما تسميه الشعب الصحراوي.
قبول مجلس الأمن الدولي بالمقترح المغربي، يبطل هذه الأوهام ويبددها ويضرب السياسة الجزائرية في مقتل .