العلم الإلكترونية - الرباط
لم ينتظر وزير الخارجية الجزائري السيد أحمد عطاف طويلا للتفاعل مع ما كان تقرير استخباراتي جزائري قد نبه إليه قبل أسابيع قليلة من اليوم ، بأن انتهز مناسبة ( يوم أفريقيا ) ليجمع العديد من سفراء الدول الأفريقية المعتمدين بالجزائر بمقر وزارة الخارجية الجزائرية بالعاصمة ليغدق عليهم بالوعود .
لم ينتظر وزير الخارجية الجزائري السيد أحمد عطاف طويلا للتفاعل مع ما كان تقرير استخباراتي جزائري قد نبه إليه قبل أسابيع قليلة من اليوم ، بأن انتهز مناسبة ( يوم أفريقيا ) ليجمع العديد من سفراء الدول الأفريقية المعتمدين بالجزائر بمقر وزارة الخارجية الجزائرية بالعاصمة ليغدق عليهم بالوعود .
فقد حذر تقرير استخباراتي جزائري ، عمم على العديد من الجهات الرسمية المعنية ، أصحاب القرار في الجزائر مما سماه ب ( نجاح المبادرة الأطلسية ) التي أطلقها المغرب في وقت سابق، و لاقت تجاوبا من العديد من الدول الأفريقية المعنية .و اعتبر التقرير الذي وقع التستر عليه أن (نجاح المبادرة يهدد المصالح الجزائرية في منطقة الساحل الأفريقي) ، كما نبه إلى ما وصفها ب (خطورة التقارب بين المغرب و مالي) في ضوء الانتكاسة التي تعرضت لها العلاقات الجزائرية المالية ، بعدما ألغت السلطات المالية اتفاق المصالحة المالية الذي كانت ترعاه الجزائر.و دعا التقرير أصحاب القرار في الجزائر إلى ضرورة (التسريع بإيجاد بديل للمشروع المغربي).
ويقصد التقرير بالمبادرة المغربية ما كانت السلطات المغربية قد أعلنت عنه في شأن فتح منفذ لدول الساحل الأفريقي نحو المحيط الأطلسي، و تمكين دول الساحل الأفريقي و يتعلق الأمر بمالي و النيجر و بوركينا فاسو و تشاد ، من الوصول إلى المحيط الأطلسي في معاملاتها التجارية مع الخارج . و هي المبادرة التي لاقت ترحيبا من حكومات الدول المعنية و أعلنت انخراطها في هذا المشروع الاستراتيجي الكبير .
وزير الخارجية الجزائري قدم رزمة من الوعود لسفراء الدول الأفريقية الذين حضروا الاجتماع ، حيث أكد التزام بلاده بما سماها ب ( المشاريع التنموية التي تنفذها في القارة ) بواسطة وكالة التعاون الدولي من أجل التضامن و التنمية ، و ركز بصفة خاصة على المشاريع التي أعلنت عنها الجزائر في منطقة الساحل الأفريقي ، و استدل في هذا الصدد بمشروع الربط بالألياف البصرية مع النيجر و تشاد ومالي و موريتانيا و بأنبوب الغاز الذي ينطلق من نيجيريا مرورا بالنيجر وصولا إلى أوروبا و بإنشاء خط للسكة الحديدية الذي سيربط الجزائر بباماكو و بنيامي ،و بالطريق العابر للصحراء و بمشروع الطريق الرابط بين تندوف و الزويرات الموريتانية .
ويمكن القول أن الجزائر ترى في المبادرة المغربية خطورة كبيرة على مصالحها و على نفوذها ، و أن حبل العزلة يزداد ضيقا على عنقها ، و هي الأخطار التي نبه إليها التقرير الاستخباراتي الجزائري ، و شرع وزير خارجية الجزائر في تنفيذ ما أوصى به بضرورة إيجاد بديل لها ، بأن جمع سفراء الدول الأفريقية للتسويق لمشاريع لا تزال على الورق ، و ليست قابلة للتنفيذ ، لأن علاقات الجزائر مع العديد من الدول الأفريقية المعنية بهذه المشاريع توجد في حالة أزمة مستعصية و معقدة .