العلم الإلكترونية - سعيد الوزان
حقائق دامغة وحجج وبراهين ساطعة حبل بها «الكتاب الأبيض حول الصحراء المغربية» الذي أصدره المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية في أربع لغات هي العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية، موزعا على أربعة فصول مرفقة بالتسلسل الزمني للأحداث وبقائمة مراجع غنية تضم أزيد من 130 مؤلفا لكتاب معظمهم أجانب.
الكتاب المذكور كشف تأثير الصراع حول الصحراء المغربية على جهود التنمية في المغرب والجزائر، مما يجر البلدين الجارين إلى سباق تسلح مكلف للغاية، وإلى نسج تحالفات ذات عواقب لا يمكن التكهن بها على المديين المتوسط والطويل، مؤكدا أن هذا النزاع المفتعل يعرض مستقبل منطقة الساحل والصحراء برمتها للخطر على المدى القصير.
وأورد التقرير أنه كان الأجدر بالحكام الجزائريين الرد بإيجابية على اليد الممدودة لجلالة الملك محمد السادس، خاصة أن استعادة المغرب سيادته على صحرائه لم يكن المقصود من ورائها إضعاف الجزائر أو الإضرار بمصالحها بأي شكل من الأشكال، بقدر ما تهدف استعادة هذه السيادة، منبها من مغبة دعم ميليشيا مسلحة (البوليساريو) ذات الصلات المثبتة مع الجماعات الإجرامية والإرهابية في منطقة الساحل، ما ينذر بزيادة عدم الاستقرار في هذه المنطقة وتعزيز الحركات المسلحة بها، موضحا أن الهدف من إنشاء «الجمهورية العربية الديمقراطية» ككيان وهمي كان الهدف منه دائما هو وجود دولة تابعة، قائمة على العنف، تعمل على توسيع الأراضي بشكل غير مباشر وسط «قوة» الجزائر على حساب المغرب، من أجل إضعافه، لا سيما عبر فصله عن حدوده الإفريقية.
وفضح التقرير الواقع في 65 صفحة بكيفية لا لبس فيها تعنت الجارة الشرقية للمملكة وإصرارها على استمرار النزاع، موردا كيف يقوم المسؤولون الجزائريون الحاضرون بصفة «مراقبين» في كواليس الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات الدولية والإقليمية بإعطاء التعليمات لممثلي «البوليساريو»، وكيف يقومون بتحرير ملاحظاتهم ومداخلاتهم، بل و«مقترحاتهم».
كما سلط الضوء على إقرار بعض كبار الساسة الجزائريين في مناسبات عدة بمغربية الصحراء، كالرئيس الأسبق أحمد بن بلة والجنرال خالد نزار وعمار السعداني، كاشفا تورط المخابرات العسكرية الجزائرية في اغتيال الرئيس أحمد بوضياف، لدعمه الثابت لمغربية الصحراء ورفضه التام لما يسمى جبهة «البوليساريو».
وعن علاقة هذا الكيان الزائف بالتنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، أكد الكتاب الأبيض أن «داعش» ما كان ليتمكن من إنشاء فرع له في المنطقة لولا مساهمة جبهة البوليساريو، مذكرا في هذا السياق بانحدار مؤسس ما يسمى «الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى»، المدعو عدنان أبو وليد الصحراوي من صفوف الجبهة، ومردفا أن الروابط القائمة بين تنظيم «داعش» من جهة، والجبهة من جهة أخرى، تزيد من احتمالية حدوث تقاطعات مع الجماعات المحلية والجماعات الأجنبية الكبيرة، مثل العلاقات التي تجمع «حزب الله اللبناني» بـ«البوليساريو» منذ فترة طويلة.
وعرى الكتاب الأبيض حول الصحراء المغربية سوآت «البوليساريو» وفظاعاتها، والذي بلغ حد السطو والمتاجرة بالمساعدات الإنسانية الموجهة لمحتجزي مخيمات تندوف عبر تحويل مسارها، وهي المساعدات المقدرة بعشرات الملايين من العملة الصعبة، إلا أن الجزء الأكبر منها يتم الاستحواذ عليه من طرف السلطات الجزائرية وتلك التابعة لـ«البوليساريو» بمجرد وصولها إلى ميناء وهران، ومن ثمة تحويلها إلى أسواق مختلفة.
وحول وضعيات الاحتجاز البشعة داخل المخيمات أكد المصدر نفسه، أن البوليساريو ومن خلفها الجزائر تقوم بإغلاق هذه الأخيرة لعزل سكانها عن العالم الخارجي، من خلال اللجوء إلى إجراءات شتى ترمي إلى منعهم من التنقل بحرية أو الفرار، حيث تم إنشاء منطقة عسكرية تحيط بالمخيمات ومحاصرة بقوات الجيش الجزائري (الحزام الثاني)، وقبله الحزام الأول الذي يشكل طوقا أمنيا مشكلا من حواجز ومتاريس تحرسها عناصر من ميليشيا البوليساريو، كما أن المخيمات تبقى مشتتة على بعد كيلومترات قليلة عن بعضها البعض كي يصعب الاتصال فيما بينها، إضافة إلى أن التنقل بينها يستلزم الحصول على ترخيص خاص، مع استحالة السفر خارجها بدون إذن جزائري مسبق.
وذكر الكتاب الأبيض، في هذا الصدد، بأنه في عام 2014، قام البوليساريو بوضع حد لبرنامج الزيارات العائلية بين سكان المخيمات وسكان الأقاليم المغربية المسترجعة، والتي كانت تنظمها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في إطار «برنامج تدابير بناء الثقة»، خشية منها على وقوف المحتجزين على الظروف المعيشية الكريمة والتقدم المحرز في الأقاليم الجنوبية للمملكة، فيتمردوا عليها بسبب ذلك.
وسلط المصدر مزيدا من الضوء على وضعية مخيمات تندوف، كاشفا أنها عبارة عن 5 مخيمات أقيمت انطلاقا من 1975 – 1976 في منطقة صحراوية قاحلة جنوب غرب الجزائر، مشيرا إلى أنه يجهل عدد سكان هذه المخيمات بشكل دقيق لأن الأمم المتحدة لم تتمكن قط من القيام بإحصائهم بسبب الرفض الجزائري.
حقائق دامغة وحجج وبراهين ساطعة حبل بها «الكتاب الأبيض حول الصحراء المغربية» الذي أصدره المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية في أربع لغات هي العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية، موزعا على أربعة فصول مرفقة بالتسلسل الزمني للأحداث وبقائمة مراجع غنية تضم أزيد من 130 مؤلفا لكتاب معظمهم أجانب.
الكتاب المذكور كشف تأثير الصراع حول الصحراء المغربية على جهود التنمية في المغرب والجزائر، مما يجر البلدين الجارين إلى سباق تسلح مكلف للغاية، وإلى نسج تحالفات ذات عواقب لا يمكن التكهن بها على المديين المتوسط والطويل، مؤكدا أن هذا النزاع المفتعل يعرض مستقبل منطقة الساحل والصحراء برمتها للخطر على المدى القصير.
وأورد التقرير أنه كان الأجدر بالحكام الجزائريين الرد بإيجابية على اليد الممدودة لجلالة الملك محمد السادس، خاصة أن استعادة المغرب سيادته على صحرائه لم يكن المقصود من ورائها إضعاف الجزائر أو الإضرار بمصالحها بأي شكل من الأشكال، بقدر ما تهدف استعادة هذه السيادة، منبها من مغبة دعم ميليشيا مسلحة (البوليساريو) ذات الصلات المثبتة مع الجماعات الإجرامية والإرهابية في منطقة الساحل، ما ينذر بزيادة عدم الاستقرار في هذه المنطقة وتعزيز الحركات المسلحة بها، موضحا أن الهدف من إنشاء «الجمهورية العربية الديمقراطية» ككيان وهمي كان الهدف منه دائما هو وجود دولة تابعة، قائمة على العنف، تعمل على توسيع الأراضي بشكل غير مباشر وسط «قوة» الجزائر على حساب المغرب، من أجل إضعافه، لا سيما عبر فصله عن حدوده الإفريقية.
وفضح التقرير الواقع في 65 صفحة بكيفية لا لبس فيها تعنت الجارة الشرقية للمملكة وإصرارها على استمرار النزاع، موردا كيف يقوم المسؤولون الجزائريون الحاضرون بصفة «مراقبين» في كواليس الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات الدولية والإقليمية بإعطاء التعليمات لممثلي «البوليساريو»، وكيف يقومون بتحرير ملاحظاتهم ومداخلاتهم، بل و«مقترحاتهم».
كما سلط الضوء على إقرار بعض كبار الساسة الجزائريين في مناسبات عدة بمغربية الصحراء، كالرئيس الأسبق أحمد بن بلة والجنرال خالد نزار وعمار السعداني، كاشفا تورط المخابرات العسكرية الجزائرية في اغتيال الرئيس أحمد بوضياف، لدعمه الثابت لمغربية الصحراء ورفضه التام لما يسمى جبهة «البوليساريو».
وعن علاقة هذا الكيان الزائف بالتنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، أكد الكتاب الأبيض أن «داعش» ما كان ليتمكن من إنشاء فرع له في المنطقة لولا مساهمة جبهة البوليساريو، مذكرا في هذا السياق بانحدار مؤسس ما يسمى «الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى»، المدعو عدنان أبو وليد الصحراوي من صفوف الجبهة، ومردفا أن الروابط القائمة بين تنظيم «داعش» من جهة، والجبهة من جهة أخرى، تزيد من احتمالية حدوث تقاطعات مع الجماعات المحلية والجماعات الأجنبية الكبيرة، مثل العلاقات التي تجمع «حزب الله اللبناني» بـ«البوليساريو» منذ فترة طويلة.
وعرى الكتاب الأبيض حول الصحراء المغربية سوآت «البوليساريو» وفظاعاتها، والذي بلغ حد السطو والمتاجرة بالمساعدات الإنسانية الموجهة لمحتجزي مخيمات تندوف عبر تحويل مسارها، وهي المساعدات المقدرة بعشرات الملايين من العملة الصعبة، إلا أن الجزء الأكبر منها يتم الاستحواذ عليه من طرف السلطات الجزائرية وتلك التابعة لـ«البوليساريو» بمجرد وصولها إلى ميناء وهران، ومن ثمة تحويلها إلى أسواق مختلفة.
وحول وضعيات الاحتجاز البشعة داخل المخيمات أكد المصدر نفسه، أن البوليساريو ومن خلفها الجزائر تقوم بإغلاق هذه الأخيرة لعزل سكانها عن العالم الخارجي، من خلال اللجوء إلى إجراءات شتى ترمي إلى منعهم من التنقل بحرية أو الفرار، حيث تم إنشاء منطقة عسكرية تحيط بالمخيمات ومحاصرة بقوات الجيش الجزائري (الحزام الثاني)، وقبله الحزام الأول الذي يشكل طوقا أمنيا مشكلا من حواجز ومتاريس تحرسها عناصر من ميليشيا البوليساريو، كما أن المخيمات تبقى مشتتة على بعد كيلومترات قليلة عن بعضها البعض كي يصعب الاتصال فيما بينها، إضافة إلى أن التنقل بينها يستلزم الحصول على ترخيص خاص، مع استحالة السفر خارجها بدون إذن جزائري مسبق.
وذكر الكتاب الأبيض، في هذا الصدد، بأنه في عام 2014، قام البوليساريو بوضع حد لبرنامج الزيارات العائلية بين سكان المخيمات وسكان الأقاليم المغربية المسترجعة، والتي كانت تنظمها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في إطار «برنامج تدابير بناء الثقة»، خشية منها على وقوف المحتجزين على الظروف المعيشية الكريمة والتقدم المحرز في الأقاليم الجنوبية للمملكة، فيتمردوا عليها بسبب ذلك.
وسلط المصدر مزيدا من الضوء على وضعية مخيمات تندوف، كاشفا أنها عبارة عن 5 مخيمات أقيمت انطلاقا من 1975 – 1976 في منطقة صحراوية قاحلة جنوب غرب الجزائر، مشيرا إلى أنه يجهل عدد سكان هذه المخيمات بشكل دقيق لأن الأمم المتحدة لم تتمكن قط من القيام بإحصائهم بسبب الرفض الجزائري.