Quantcast
2025 يناير 13 - تم تعديله في [التاريخ]

لحظة‭ ‬شموخ‭ ‬وطني‭ ‬يتصاعد‭ ‬و‭ ‬نبوغ‭ ‬فجر‭ ‬يتفجر‭ ‬و‭ ‬وعي‭ ‬استراتيجي‭ ‬يبني‭ ‬المستقبل‭ ‬


 العلم الإلكترونية - الرباط
 

كانت ولادة وثيقة المطالبة بالاستقلال في الحادي عشر من يناير قبل إحدى وثمانين سنة، لحظة شموخ وطني لا يزال يتصاعد، ونبوغ فكري ما فتئ يتفجر، ووعي استراتيجي يبني القواعد لمستقبل المغرب. فكانت تلك الوثيقة التاريخية التي تجمع بين الفرادة والعمق والشمول، الحدث الأكبر الذي جسد بروحه المتجددة، وبمضامينه التحررية، وبأبعاده الديمقراطية، وبقيمه الفكرية والأخلاقية العابرة للأجيال، النضجَ السياسي في أبهى تجلياته، لدى جيل رواد الحركة الوطنية، وبُعدَ نظرهم، ونُبلَ مقصدهم في بناء مغرب مستقل، ينعم بالحرية والديمقراطية، في ظل ملكية دستورية، وقيم مجتمعية يقوم عليها مشروع مجتمعي متضامن ومتماسك و متساند ومتوازن. وهو الهدف المنشود الذي هندس له رواد الحركة الوطنية الذين قرروا في تلك المرحلة المفصلية، أن ينخرطوا في تحدي الاستعمار الجاثم على صدور المغاربة، فأسسوا حزب الاستقلال البديل التاريخي للحزب الوطني لتحقيق مطالب الشعب المغربي الممنوع آنذاك، من خلال وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي جسدت بجرأتها الفائقة وبتوقيتها المدروس، قوةً تلاحم العرش القائد الملهم بالشعب الشجاع الجسور، في المطالبة بالحرية والاستقلال، واستعادة السيادة الوطنية التي اغتصبت في غفلة من الزمن كانت كحادثة سير، بمعاهدة الحماية المبرمة بفاس في 30 مارس 1912.
 

لقد صنع أحرار المغرب من شباب الحركة الوطنية، وهم في حالة التفاف ولحظة تلاحم مع السلطان سيدي محمد بن يوسف، صنعوا تاريخ المغرب، حين أسسوا حلم الدولة العصرية القوية بوحدتها الوطنية المتراصة والصلبة، وبنظامها السياسي الشامخ الراسخ، الذي يجعل من احترام حقوق الإنسان والحريات العامة، أحدَ أعمدته الأساس الضاربة في العمق المغربي. فكان حزب الاستقلال الزاخر بشبابه وأطره وكفاءاته، في طليعة المدافعين عن تطلعات الشعب المغربي، نحو الحريات وترسيخ التعددية الحزبية وحرية التنظيم الجمعوي والانتماء النقابي والسياسي و إرساء دعائم البناء الديمقراطي وتوطيد أسس دولة الحق والقانون، وذلك من خلال حكومة أحمد بلافريج، الأمين العام لحزب الاستقلال، التي سنت القوانين لممارسة الحريات العامة، على الرغم من قصر مدة ولايتها.
 

والحق أن وثيقة المطالبة بالاستقلال تعد من وجهة النظر التاريخية، شعلة ثورة الملك والشعب التي فعلت فعلها فيما تحقق ببلادنا، على مدى العقود الستة الماضية، من إنجازات تحررية، وإصلاحات دستورية، و مكاسب حقوقية وديمقراطية وسياسية وتنموية، جعلت مغرب اليوم يعيش على وقع طفراتٍ ونقلاتٍ وتحولاتٍ مفصلية في مساره، في ظل الرؤية الملكية المتبصرة الحكيمة.
 

لقد أكد الأخ الدكتور نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، في الخطاب الوافي والقوي، الذي ألقاه يوم السبت الماضي بالدار البيضاء، أن وثيقة المطالبة بالاستقلال، أوقدت شعلة الحماس الوطني، وألهبت روح التضحية والكفاح لدى المغاربة. لأنها جاءت في خضم صحوة وطنية، أفرزت فكرة الأمة المغربية ذات السيادة ووحدة الشعب والوطن، بمبادرة رائدة وخالدة من شباب تملكوا الحكمة والبصيرة، وأبانوا عن وعي سياسي رشيد، و نضج فكري حكيم، في صياغة وثيقة المطالبة بالاستقلال، فأبدعوا، في حركة وثابة غير مسبوقة، مشروعاً مجتمعياً لمغرب ما بعد الاستقلال. وبذلك زرعت هذه الوثيقة الأمل لدى الشعب المغربي. والواقع أن هذا الأمل يتجدد في كل ذكرى تحل لوثيقة المطالبة بالاستقلال.
 

وتلك رسالة من حزب الاستقلال إلى الأمة المغربية، و إلى شبابها على الخصوص. ولذلك ينعقد هذا المهرجان الوطني، تحت شعار (الشباب، بُناة اليوم والغد).


              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار