العلم الإلكترونية - سعيد خطفي /ت. الترابي
لم تخلو الندوة الصحفية لمنتدى الصحفيات والصحفيين الشرفيين والمتقاعدين بالمغرب، التي نظمت يوم الخميس 16 يناير 2025، بغرفة الصناعة والتجارة والخدمات لجهة الدار البيضاء سطات، من دق ناقوس الخطر حول الأوضاع الاجتماعية المزرية التي تعاني منها تلك الفئة التي قدمت تضحيات جسام خلال مسارها المهني قبل أن تحال على التقاعد.
لم تخلو الندوة الصحفية لمنتدى الصحفيات والصحفيين الشرفيين والمتقاعدين بالمغرب، التي نظمت يوم الخميس 16 يناير 2025، بغرفة الصناعة والتجارة والخدمات لجهة الدار البيضاء سطات، من دق ناقوس الخطر حول الأوضاع الاجتماعية المزرية التي تعاني منها تلك الفئة التي قدمت تضحيات جسام خلال مسارها المهني قبل أن تحال على التقاعد.
وشدد منظمو الندوة على أن الصحافيون المتقاعدون يعيشون أوضاعا صعبة بسبب ضعف مبلغ تقاعدهم الذي يتراوح ما بين 2000 و3000 درهم في الشهر رغم ما قدموه من خدمات للوطن والدفاع عن مقدساته، محذرين في الوقت ذاته، زميلاتهم وزملائهم المقبلين على التقاعد من من مغبة السقوط في نفس المستنقع الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشون فيه اليوم في حال سكوتهم عن ذلك، حيث أكد عبد الله الشرقاوي، رئيس منتدى الصحفيات والصحفيين الشرفيين بالمغرب، على أن المنتدى ليس موجها فقط للصحفيين الشرفيين، بل لجميع الصحفيين الممارسين بمختلف المؤسسات الإعلامية، وذلك بهدف توحيد الجسم الصحفي لمواجهة كافة التحديات والمشاكل التي قد تزداد تعقيدا في المستقبل للجيلين الحالي والقادم، إذا لم يتم إيجاد حلول جذرية لوضعية الصحفيين بصفة عامة.
وتميزت أشغال الندوة المذكورة، بتقدم فاطمة الطويل عضو المكتب التنفيذي لمنتدى الصحافيات والصحافيين الشرفيين، لعرض تناولت فيه الجهود التي بذلها المنتدى وتحركات أعضائه، واللقاءات التي عقدت للمطالبة بتحسين الوضعية الاجتماعية للصحفيين الشرفيين، الذين يعاني الكثير منهم من ظروف معيشية صعبة نتيجة ضعف معاشاتهم، مؤكدة على أن ما تم إنجازه حتى الآن، يتمثل في التوقيع على اتفاقية شراكة مع مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، والتي بموجبها، علاوة على التزامات أخرى بين الطرفين، سيتم بموجبها استفادة أعضاء ومنخرطي المنتدى وذوي حقوقهم من تسهيلات مهمة بالنسبة لمختلف الخدمات الصحية والطبية التي تقدمها حاليا المستشفيات التابعة لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، بكل من المستشفى الجامعي الدولي الشيخ خليفة بن زايد، المستشفى الجامعي الدولي محمد السادس، والمركز الجامعي للطب النفسي – الأوكالبتوس، في انتظار توسيع ذلك على مستشفيات أخرى ستحددها المؤسسة المذكورة لاحقا في مدن أخرى.
وأوضحت الطويل، أن الهدف من الاتفاقية هو تمكين الصحفيين الشرفيين من الولوج إلى المراكز العلاجية التابعة لمؤسسة محمد السادس في ظروف تحفظ كرامتهم، موضحة أن المفاوضات لتوقيع الاتفاقية مرت بكل سلاسة وفي ظروف جيدة، رغم حداثة تأسيس منتدى الصحافيات والصحافيين الشرفيين.
من جانبه، سلط نور اليقين بن سليمان، عضو المكتب التنفيذي للمنتدى، الضوء على المذكرة المطلبية التي وجهها المنتدى إلى رئيس الحكومة، وإرسال نسخ منها إلى الفرق البرلمانية من أجل وصولها إلى أكثر من جهة، مؤكدا في نفس الوقت عزم أعضاء المكتب التنفيذي إرسالها إلى مختلف الجهات المعنية والنقابات الأكثر تمثيلية، ومواصلة الترافع عنها من أجل إيصال الوضعين الاجتماعي والاقتصادي للصحفيين الشرفيين ومن هم مقبلين على التقاعد، معربا عن قلقه بشأن عدم الاهتمام بملف تقاعد الصحفيين، ما قد يزيد من تفاقم أوضاعهم خلال السنوات المقبلة، موضحا أن إعداد المذكرة تطلب مجهودا كبيرا في احترام تام لمنهجية صياغتها وتحديد الأهداف بدقة، قبل أن يواصل حديثه بالقول: "نحن نؤمن بأننا بصدد تأسيس تجربة قد تكون فريدة من نوعها على مستوى العالم، لقد بذلنا جهدا كبيرا في إعداد هذه المذكرة لتعريف الجهات المعنية بأهداف المنتدى وبأوضاع الصحفيين الشرفيين، التي تختلف من زميل إلى آخر، ورفضنا بشكل قاطع أن يلجأ الصحفي إلى التسول، مطالبنا تنحصر في تحقيق الإنصاف وجبر الضرر"، مذكرا بالأسباب التي أدت إلى هذا الوضع الذي فرض على الصحافيين طوال ممارسة المهنة، والذي كان دائما يواجه بمجموعة من الوعود، متوقفا عند المسار الذي عرفته عملية توقيع الاتفاقية الجماعية التي تهم قطاع الصحافة المكتوبة سنة 2005، والمراحل والظرفية التي وقعت فيها والتي كانت تتضمن تقاعد مشرف للصحافيين، قبل التراجع عن محتواها.
وأبرز المتحدث ذاته، أن المذكرة تتضمن عدة مطالب، من أبرزها إحداث صندوق اجتماعي لمعالجة مشاكل التقاعد ووضعية الصحافيين القدامى، وتأمين صحي تكميلي مدى الحياة، وتقديم دعم مادي تكميلي بشكل فوري وقار لفائدتهم، وتفعيل القوانين الخاصة بالمقاولات الصحفية التي تخل بالتزاماتها تجاه العاملين بها.
يشار إلى أن أعضاء المكتب التنفيذي لمنتدى الصحافيات والصحافيين بالمغرب، قرروا عقد لقاءات جهوية في غضون الأسابيع المقبلة بكل من طنجة وفاس ومراكش مع مختلف الصحافيين لشرح أهداف المنتدى، داعين في الوقت ذاته جميع الصحافيين لاسيما الذين سيحالون على التقاعد خلال السنة الجارية إلى الانخراط بالمنتدى، ليكون صوتا للدفاع عن أوضاعهم، والترافع عن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للصحافيين بشكل عام.