العلم الإلكترونية - بقلم أنس الشعرة
رغم موافقة حركة حماس على مقترح الصفقة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته بدأت هجوما «مباغتا» ضد أهداف للحركة شرق رفح جنوبي قطاع غزة، وقد مثل هذا الحدث ورطة كبرى لجيش الاحتلال وإدارة البيت الأبيض، والسبب واضح، لأنهما لم يتوقعا أن تقبل المقاومة بالمقترح، وكانا يسعيان من خلال الوسطاء إلى سماع جواب أخر غير هذا.
رغم موافقة حركة حماس على مقترح الصفقة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته بدأت هجوما «مباغتا» ضد أهداف للحركة شرق رفح جنوبي قطاع غزة، وقد مثل هذا الحدث ورطة كبرى لجيش الاحتلال وإدارة البيت الأبيض، والسبب واضح، لأنهما لم يتوقعا أن تقبل المقاومة بالمقترح، وكانا يسعيان من خلال الوسطاء إلى سماع جواب أخر غير هذا.
ومثل قبول حماس باللجوء إلى الهدنة المؤقتة، والتفاوض على الآسرى، والخروج التدريجي من قطاع غزة، وإعادة إعمارها، ضربة قوية لجيش الاحتلال، فمباشرة بعد إعلان «حماس» قبولها الاقتراح، بادر الكيان الإسرائيلي إلى مهاجمة ومحاصرة، أراضي قطاع غزة، حيث اعتقل 22 فلسطينيا على الأقل من الضفة، بينهم طفل جريح يبلغ من العمر ثمانية أعوام، وطالبة في جامعة بيرزيت، وذلك إلى حدود صباح أمس الثلاثاء، ولم تتوقف عمليات جيش الاحتلال عندَ هذا الحد، بل سارعَ في ذات اليوم، إلى «تأزيم» الأوضاع الإنسانية داخل القطاع، بإغلاقه معبر رفح البري وإخراج المستشفيات عن الخدمة.
وبما أن حبل الجرائم المرتكبة في حق الفلسطنيين، مشترك بينَ الكيان الإسرائيلي، والإدارة الأمريكية،، يترجمه رد فعل المسؤولين في البيت الأبيض، يأتي مطابقًا للأفعال الإجرامية التي يرتكبها نتنياهو ومن معه، حيث يتهرب الأمريكان من المسؤولية، إنها نفس الصورة ونفس المجاز الذي يتكرر دائمًا، لغة قُدت على قلب رجل واحد !
تفسر الإدارة الأمريكية هذا التنصل منَ الاتفاقية، بعبارات فضفاضة من قبيل: «نحن ندرس موقف حماس الجديد» أو كما تفوهَ، مساء أمس، جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي «كنا ننتظر ردا من حماس لكن لم نكن نعلم متى سيردون حتى شاهدنا الخبر العاجل على قناة الجزيرة» ... ردود الفعل هذهِ، تزيد من تأكيد الرغبة الواضحة للكيان الإسرائيلي، في مواصلةِ جرائمهِ، كما تضعُ سرديته بكونِ حماس، هي الحطب التي تشعل النيران في قطاع غزة، يتهاوى مع سوء النية والطوية التي تتذرعُ بها الإدارة الأمريكية.
إن مواصلة الانتقام بهذهٍ الطريقة يعني العديد منَ الأشياء أهمها: أن نتنياهو يغلب مصالحه السياسية عبر المماطلة في إبرام صفقة لاستعادة الأسرى، وهو ما اتهمه به مجلس الحرب الإسرائيلي والمعارضة وعائلات المحتجزين، ويؤكد أيضا أن إدارة البيت الأبيض غير مستقلة عن الإرادة الإسرائيلية في إبادة المواطنين الفلسطنيين.