العلم الإلكترونية - عبد الإلاه شهبون
في ظل حالة الهلع التي تسيطر على العالم بظهور سلالة جديدة من كورونا، «متحور أوميكرون»في جنوب إفريقيا، بدأ الخوف والقلق يتسربان إلى الأوساط المغربية نظرا لخطورة هذا المتحور.
في ظل حالة الهلع التي تسيطر على العالم بظهور سلالة جديدة من كورونا، «متحور أوميكرون»في جنوب إفريقيا، بدأ الخوف والقلق يتسربان إلى الأوساط المغربية نظرا لخطورة هذا المتحور.
وتساءل البعض عن إمكانية المغرب لمواجهة هذا المتحور الجديد الذي اكتوت بناره دولة جنوب إفريقيا ومن غير المستبعد أن يجتاح العالم، وعن التدابير الاحترازية التي ستتخذها للتصدي للمتحور»أوميكرون».
وفي هذا السياق، أكد البروفيسور عزالدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، وعضو اللجنة العلمية المتتبعة لكوفيد 19 بالمغرب، أن المتحور «أوميكرون» سينتشر حتما بسرعة كبيرة، بدليل أن الأرقام المسجلة بجنوب إفريقيا التي ظهر فيها كبيرة جدا، مضيفا أن الشوكة البروتينية والطفرات التي تحتويها ستعطي إمكانية كبيرة لانتشار هذه السلالة الجديدة، نافيا في الوقت ذاته، معرفته للمرض المترتب عن هذا المتحور الجديد هل سيكون أخطر أم لا»؟.
وبخصوص مدى تأثر المناعة بهذه السلالة الجديدة، أكد الإبراهيمي، أنه عندما يخضع الشخص للتلقيح تكون مناعته معروفة ومضبوطة، ويتوفر على سلاح ضد المتحورات الجديدة، مشددا على أن الأشخاص غير الملقحين لا يتوفرون على أي سلاح يمكن أن يساعدهم في مكافحة فيروس «أوميكرون» الجديد، ومن المتوقع أن يتعرضوا للإصابة.
وأوضح، أن جميع السلالات الجديدة التي تطورت لحد الآن خفضت من فعالية اللقاحات لكن جميعها تبقى فوق 70 بالمائة من حيث نجاعتها وفعاليتها، مؤكدا أن المغرب حظه كبير لأنه يستعمل لقاحا معمولا لمجموعة بروتينات الفيروس، والمتمثل في لقاح «سينوفارم» الصيني الذي يمكن أن يعطي المناعة للشخص الملقح.
ودعا عضو اللجنة العلمية المتتبعة لكوفيد 19 بالمغرب، المغاربة غير الملقحين إلى الإسراع من أجل التطعيم للحفاظ على المكتسبات التي حققها المغرب، مضيفا أنه لحد الساعة لا تعرف مدى خطورة هذا المتحور الجديد ، كما أن جنوب إفريقيا التي ظهرت فيها هذه السلالة الجديدة نسبة التلقيح فيها ضعيفة جدا، بحيث لا تتعدى 24 بالمائة.
من جانبه، قال الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، إن كل متحور سريع الانتقال -إذا تم التحقق من ذلك- ينتهي بالوصول إلى كل أرجاء العالم، مضيفا في تصريح ل»العلم» أن احترام التدابير الاحترازية كفيل بالتصدي للحالات القادمة من الخارج وإبطاء تفشي الفيروسات، في انتظار حماية السكان عن طريق التلقيح.
وتابع المتحدث، أن متحور «أوميكرون»، الذي يحتوي على 30 طفرة، 10 منها تتعلق بجزء من الفيروس مرتبط بالانتقال والحماية المناعية، تم اكتشافه في نونبر الجاري في جنوب إفريقيا، في مقاطعة تتميز بكثافتها السكانية العالية وتتركز فيها 80 في المائة من مجموع الحالات المصابة بفيروس كورونا داخل هذا البلد، الذي لا يتجاوز معدل التلقيح فيه 24 في المائة من السكان.
وأوضح، أنه إذا تبين أن قابلية انتقال المتحور الجديد تفوق بشكل طفيف متحور «دلتا»، السائد حاليا، فإن الوضع لن يشهد تغيرا كبيرا، بينما إذا وصلت قابلية الانتقال إلى 50 في المائة أو أكثر من «دلتا»، فإن العالم سيواجه موجات قوية جديدة، خاصة في البلدان التي لم تبلغ فيها عملية التلقيح مستويات متقدمة.
وبخصوص مقاومة الأجسام المضادة، أورد الدكتور الطيب حمضي، أنه إذا كان المتحور يتغلب فعلا على المناعة، فسيتعين على المختبرات والباحثين تكييف لقاحاتهم للتعامل معه، وسيستغرق ذلك بضعة أشهر.
كما نبه، إلى وجود مؤشرات على أن هذا المتحور يمكن أن يحبط أو يضعف فعالية اللقاحات، وأنه من الممكن أن يكون خطر الإصابة بالعدوى مجددا مرتفعا لدى الأشخاص الذين تم شفاؤهم من كوفيد، مشيرا إلى أن بعض الطفرات في هذا المتحور معروفة بقدرتها على مساعدة الفيروس على الهروب من الجهاز المناعي ومقاومة الأجسام المضادة.
وكانت الطبيبة الجنوب إفريقية التي دقت ناقوس الخطر بشأن المتحور الجديد من فيروس كورونا «أوميكرون» قد أكدت أن أعراضه غير عادية لكنها خفيفة.
وأضافت أنجيليك كوتزي، في حديثها لصحيفة «تلغراف» البريطانية، أنها انتبهت لوجود أعراض غير منطقية تظهر على هؤلاء المرضى المصابين بمرض «كوفيد-19»، وبالتحديد المتحور الجديد خاصة فئة الشباب، حيث القاسم المشترك بينهم هو الإرهاق الشديد.