معهد الدراسات الأمنية الإفريقية ينبه قبل فوات الأوان
*العلم: سعيد الوزان*
دعا تقرير حديث صادر عن معهد الدراسات الأمنية الإفريقي إلى تقوية الترسانة القانونية وتعزيز الأطر المؤسساتية بالمغرب لمواجهة التداعيات الخطيرة التي بات يشكلها تعاطي المخدرات القوية على الشباب والأطفال المغاربة، خصوصا أمام الانتشار المرعب لما يعرف ب»كوكايين الفقراء»، أو مخدر «البوفا».
التقرير المذكور أكد أن مكافحة الظاهرة التي باتت مصدر قلق عارم في أوساط الأسر المغربية لا يمكن أن يتم إلا من باب تعزيز الترسانة القانونية وتقوية الأطر المؤسسية، من خلال فرض عقوبات أكثر صرامة ضد المتاجرين بالبشر، خاصة منهم أولئك المتورطين في تجارة وتهريب الكوكايين، أو ممن تتضح مسؤولياتهم في وفاة المستهلكين.
وأوصى معهد الدراسات الأمنية الإفريقي المغرب الاقتداء بالتجربة اليونانية من خلال تدريب الأسر والأصدقاء على بناء علاقات ثقة مع متعاطي المخدرات من أجل مساعدتهم في نهاية المطاف على قبول العلاج من إدمانهم، إلى جانب تعزيز أنظمة الوقاية والتوعية والدعم للأشخاص الذين يعتمدون على المخدرات.
ورغم الحملات والاعتقالات الواسعة والمصادرات التي تنهجها الأجهزة الأمنية المغربية لمكافحة هذا التهديد المتزايد، إلا أن عقار «البوفا» المدمر ما زال متاحا في أوساط الشباب، خصوصا داخل الأحياء الهامشية والمناطق التي تعاني هشاشة واضحة، حيث إنه في شهر واحد من العام الفارط، تم تفكيك ست شبكات مخدرات تعمل في جميع أنحاء البلاد.
وخلال الفترة ما بين شهري غشت وشتنبر من العام نفسه، تمكن الأمن المغربي من إلقاء القبض على 112 من تجار «البوفا»، وتم ضبط ما يقرب من 1413 كلغ من هذا المخدر القاتل في عملية منسقة شملت مختلف المدن المغربية، وفي يوليوز الذي سبق، تم إلقاء القبض على 15 شخصا بالدار البيضاء بعد العثور بحوزتهم على الأدوات والمكونات اللازمة لتصنيع هذا السم الفتاك.
تقرير معهد الدراسات الأمنية الإفريقي نبه إلى تنامي الدور الذي يلعبه المغرب كمركز إقليمي للكوكايين، موردا أن قوات الأمن المغربية كانت قد أحبطت عملية تهريب طن و371 كلغ إلى البلاد قادمة من إسبانيا، مؤكدا أنه كلما زاد تدفق الكوكايين عبر البلاد، أصبح من الأسهل على المتاجرين والتجار تصنيع وتوزيع «البوفا»، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل.
المصدر نفسه كشف كيف أن تجارة واستهلاك هذا النوع من المخدر ازدادت حدتهما منذ أزمة «كوفيد 19» على نحو متسارع، خصوصا أمام سعره المنخفض نسبيا، والذي لا يتجاوز 50 درهما للغرام الواحد، إضافة إلى سهولة الحصول عليه كونه متاحا على نطاق واسع داخل صفوف الشباب، بمن فيهم أطفال المدارس، حتى أن الموسم الدراسي السابق (2022/2023)، شهد العديد من العمليات الأمنية في مختلف المؤسسات التعليمية أدت إلى التحقيق في 3870 حالة واعتقال 4286 مشتبها به بتهمة الاتجار ب»البوفا».
و»البوفا» كما هو معروف عقار اصطناعي يتم صنعه من خلال خلط الكوكايين أو نفايات «الميثامفيتامين البلوري» المقطعة مع إضافة حمض البطارية وزيت المحرك والشامبو وصودا الخبز والأمونيا، وتعاطي جرعة واحدة منها إلى ثلاث جرعات كافية للتعرض للإدمان الشديد، ويوجد حاليا أزيد من 3 آلاف مدمن مسجل فقط في المراكز الواقعة في الجزء الشمالي من المملكة، ما يبرز مدى انتشار الظاهرة بكيفية مخيفة تدعو للقلق.
ولا زال غير معروف على نحو دقيق كيفية وصول هذا المخدر الفتاك إلى المغرب، والذي يترك آثارا مدمرة على متعاطيه، قد تصل إلى درجة إقدامه على الانتحار، مع تسببه المباشر في إثارة نزعات العدوانية والعنف، كما يمكن أن يؤدي إلى التهابات الجلد والقروح وأمراض القلب والأوعية الدموية والضيق الرئوي ومشاكل في الكلى والحمى والصداع الشديد والأرق والتشنجات، إضافة إلى عواقبه البعيدة الأثر على المستويات كافة، ويكفي القول في هذا السياق أن عددا متزايدا من الفتيات الصغيرات ينخرطن في تجارة الجنس لدفع ثمن تعاطيهن اليومي، بينما يقوم بعض المستخدمين ببيع سياراتهم وممتلكاتهم لتمويل حاجتهم من هذا المخدر، وفي أحيان كثيرة يتم اللجوء للسرقة ولكل ما من شأنه توفير مبالغ مالية لتحقيق رغباتهم في مجرد "نشوة" قاتلة.
دعا تقرير حديث صادر عن معهد الدراسات الأمنية الإفريقي إلى تقوية الترسانة القانونية وتعزيز الأطر المؤسساتية بالمغرب لمواجهة التداعيات الخطيرة التي بات يشكلها تعاطي المخدرات القوية على الشباب والأطفال المغاربة، خصوصا أمام الانتشار المرعب لما يعرف ب»كوكايين الفقراء»، أو مخدر «البوفا».
التقرير المذكور أكد أن مكافحة الظاهرة التي باتت مصدر قلق عارم في أوساط الأسر المغربية لا يمكن أن يتم إلا من باب تعزيز الترسانة القانونية وتقوية الأطر المؤسسية، من خلال فرض عقوبات أكثر صرامة ضد المتاجرين بالبشر، خاصة منهم أولئك المتورطين في تجارة وتهريب الكوكايين، أو ممن تتضح مسؤولياتهم في وفاة المستهلكين.
وأوصى معهد الدراسات الأمنية الإفريقي المغرب الاقتداء بالتجربة اليونانية من خلال تدريب الأسر والأصدقاء على بناء علاقات ثقة مع متعاطي المخدرات من أجل مساعدتهم في نهاية المطاف على قبول العلاج من إدمانهم، إلى جانب تعزيز أنظمة الوقاية والتوعية والدعم للأشخاص الذين يعتمدون على المخدرات.
ورغم الحملات والاعتقالات الواسعة والمصادرات التي تنهجها الأجهزة الأمنية المغربية لمكافحة هذا التهديد المتزايد، إلا أن عقار «البوفا» المدمر ما زال متاحا في أوساط الشباب، خصوصا داخل الأحياء الهامشية والمناطق التي تعاني هشاشة واضحة، حيث إنه في شهر واحد من العام الفارط، تم تفكيك ست شبكات مخدرات تعمل في جميع أنحاء البلاد.
وخلال الفترة ما بين شهري غشت وشتنبر من العام نفسه، تمكن الأمن المغربي من إلقاء القبض على 112 من تجار «البوفا»، وتم ضبط ما يقرب من 1413 كلغ من هذا المخدر القاتل في عملية منسقة شملت مختلف المدن المغربية، وفي يوليوز الذي سبق، تم إلقاء القبض على 15 شخصا بالدار البيضاء بعد العثور بحوزتهم على الأدوات والمكونات اللازمة لتصنيع هذا السم الفتاك.
تقرير معهد الدراسات الأمنية الإفريقي نبه إلى تنامي الدور الذي يلعبه المغرب كمركز إقليمي للكوكايين، موردا أن قوات الأمن المغربية كانت قد أحبطت عملية تهريب طن و371 كلغ إلى البلاد قادمة من إسبانيا، مؤكدا أنه كلما زاد تدفق الكوكايين عبر البلاد، أصبح من الأسهل على المتاجرين والتجار تصنيع وتوزيع «البوفا»، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل.
المصدر نفسه كشف كيف أن تجارة واستهلاك هذا النوع من المخدر ازدادت حدتهما منذ أزمة «كوفيد 19» على نحو متسارع، خصوصا أمام سعره المنخفض نسبيا، والذي لا يتجاوز 50 درهما للغرام الواحد، إضافة إلى سهولة الحصول عليه كونه متاحا على نطاق واسع داخل صفوف الشباب، بمن فيهم أطفال المدارس، حتى أن الموسم الدراسي السابق (2022/2023)، شهد العديد من العمليات الأمنية في مختلف المؤسسات التعليمية أدت إلى التحقيق في 3870 حالة واعتقال 4286 مشتبها به بتهمة الاتجار ب»البوفا».
و»البوفا» كما هو معروف عقار اصطناعي يتم صنعه من خلال خلط الكوكايين أو نفايات «الميثامفيتامين البلوري» المقطعة مع إضافة حمض البطارية وزيت المحرك والشامبو وصودا الخبز والأمونيا، وتعاطي جرعة واحدة منها إلى ثلاث جرعات كافية للتعرض للإدمان الشديد، ويوجد حاليا أزيد من 3 آلاف مدمن مسجل فقط في المراكز الواقعة في الجزء الشمالي من المملكة، ما يبرز مدى انتشار الظاهرة بكيفية مخيفة تدعو للقلق.
ولا زال غير معروف على نحو دقيق كيفية وصول هذا المخدر الفتاك إلى المغرب، والذي يترك آثارا مدمرة على متعاطيه، قد تصل إلى درجة إقدامه على الانتحار، مع تسببه المباشر في إثارة نزعات العدوانية والعنف، كما يمكن أن يؤدي إلى التهابات الجلد والقروح وأمراض القلب والأوعية الدموية والضيق الرئوي ومشاكل في الكلى والحمى والصداع الشديد والأرق والتشنجات، إضافة إلى عواقبه البعيدة الأثر على المستويات كافة، ويكفي القول في هذا السياق أن عددا متزايدا من الفتيات الصغيرات ينخرطن في تجارة الجنس لدفع ثمن تعاطيهن اليومي، بينما يقوم بعض المستخدمين ببيع سياراتهم وممتلكاتهم لتمويل حاجتهم من هذا المخدر، وفي أحيان كثيرة يتم اللجوء للسرقة ولكل ما من شأنه توفير مبالغ مالية لتحقيق رغباتهم في مجرد "نشوة" قاتلة.