العلم الإلكترونية - الرباط
ليس من شك قط أن مدينة القدس الشريف جزء غالٍ لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، وهي عاصمة للدولة الفلسطينية ، والمسجد الأقصى المبارك الذي يقع في قلبها، أولى القبلتين و ثاني الحرمين، ومسرى رسول رب العالمين محمد صلى الله عليه و سلم. و بذلك ينطق التاريخ و الجغرافيا، و به يدين مليار و نصف المليار من المسلمين في بقاع الأرض ، و يعترف محبو السلام في العالم الذين لا ينكرون الحقائق الدامغة ويسلمون بالوضع القانوني و التاريخي للمدينة المقدسة .
ليس من شك قط أن مدينة القدس الشريف جزء غالٍ لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، وهي عاصمة للدولة الفلسطينية ، والمسجد الأقصى المبارك الذي يقع في قلبها، أولى القبلتين و ثاني الحرمين، ومسرى رسول رب العالمين محمد صلى الله عليه و سلم. و بذلك ينطق التاريخ و الجغرافيا، و به يدين مليار و نصف المليار من المسلمين في بقاع الأرض ، و يعترف محبو السلام في العالم الذين لا ينكرون الحقائق الدامغة ويسلمون بالوضع القانوني و التاريخي للمدينة المقدسة .
ولئن كنا نقر ونعترف ونسلم ونؤكد على هذه الحقيقة المتعلقة بالقدس الشريف، فإن ما جاء في الندوة الصحافية للدكتور محمد سالم الشرقاوي بمناسبة إحياء اليوبيل الفضي لإنشاء هذه المؤسسة التابعة للجنة القدس، من معلومات وحقائق عن الدعم السخي المستمر الذي يقدمه المغرب للمواطنين الفلسطينيين المقدسيين، يجعلنا نردد القدس المغربية بالرعاية الملكية السامية ، استناداَ إلى أن المغرب هو البلد العربي الوحيد الذي يقوم بضخ الدعم المالي لوكالة بيت مال القدس الشريف نهوضاَ بمهامها دوناَ عن بقية الدول العربية والإسلامية منذ سنة 2011 ، حسب العبارات التي صرح بها السيد المدير المكلف بتسيير الوكالة في الندوة الصحافية بحضور سفير دولة فلسطين في الرباط. وهي معلومة على قدر كبير من الأهمية ، تكشف عن حقيقة صادمة لم يكن يعلم بها إلا من له اطلاع على التفاصيل المتعلقة بالعمل العربي والإسلامي الموجه لنصرة القضية الفلسطينية، سواء على مستوى جامعة الدول العربية، أو على صعيد منظمة التعاون الإسلامي. وهي حقيقة صادمة، لأنها تعني بالوضوح الكامل أن أصحاب الحق التاريخي والديني و الثقافي والحضاري في القدس الشريف، يبخلون عليها، ولا يٌوفونها حقْها عليهم من الرعاية والمساندة و الدعم الدائم ، وهي حالة يؤسف لها ، ويسأل عنها الجميع.
إن المملكة المغربية التي بادرت إلى إطلاق مشروع هذه المؤسسة، وتبنت الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي هذه المبادرة الرائدة لجلالة الملك الحسن الثاني، رحمه الله، وأعلن عن تأسيسها في سنة 1998، كانت تهدف إلى تفعيل العمل الإسلامي المشترك في إطار القضية الفلسطينية، وإخراجه من الدائرة السياسية والمساعي الدبلوماسية، إلى المجال الإنمائي الذي يستجيب لاحتياجات المواطنين الفلسطينيين المقدسيين مسلمين ومسيحيين، وانتظاراتهم ويلبي مطالبهم المعيشية بالدرجة الأولى، ويوفر شروط التنمية الشاملة المستدامة، في موازاة مع العمل على صيانة الهوية الثقافية والحضارية للمدينة المقدسة، وتكريس وضعها القانوني، والحفاظ على طابعها الديني، إضافة إلى تقديم الدعم والإسناد لتحسين الأوضاعالاجتماعية والاقتصادية للمقدسيين عموماً. وهي أهداف سامية رسم خريطتها جلالة الملك المؤسس، عليه رضوان الله، ويواصل جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، العمل في الاتجاه نفسه، موجهاَ، رعاه المولى، تعليماته السامية لوكالة بيت مال القدس الشريف، لتكون في المستوى المطلوب من الجدية والفعالية و النجاعة لتحقيق الأهداف التي أنشئت هذه المؤسسة من أجلها .
والحق أن السيد المدير المكلف بتسيير الوكالة كان في مستوى المسؤولية التي ينهض بها ، حينما قال في الندوة الصحافية، إن إحياء اليوبيل الفضي للوكالة لا ينحصر في فعاليات احتفالية، ولكنه يعد وقفة مع الذات لتقييم الإنجاز واستشراف المستقبل، تأميناً لمواصلة العمل بالنشاط نفسه وبالهمة نفسها تحت التوجيهات الملكية السامية والنبرة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رئيس لجنة القدس .