Quantcast
2024 أكتوبر 16 - تم تعديله في [التاريخ]

منطق‭ ‬الحق‭ ‬والتاريخ‭ ‬يثبت‭ ‬الشرعية‭ ‬المطلقة‭ ‬لمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬و‭ ‬الحاضر‭ ‬و‭ ‬المستقبل


منطق‭ ‬الحق‭ ‬والتاريخ‭ ‬يثبت‭ ‬الشرعية‭ ‬المطلقة‭ ‬لمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬و‭ ‬الحاضر‭ ‬و‭ ‬المستقبل
العلم الإلكترونية - الرباط 

أكد‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬ليوم‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضي،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تضافر‭ ‬الجهود،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬تعبئة‭ ‬عامة‭ ‬ويقظة‭ ‬واعية،‭ ‬لشرح‭ ‬الموقف‭ ‬المغربي‭ ‬بخصوص‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬للدول‭ ‬الصديقة‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تسير‭ ‬ضد‭ ‬منطق‭ ‬الحق‭ ‬والتاريخ،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إقناعها‭ ‬بالحجج‭ ‬والأدلة‭ ‬القانونية‭ ‬والسياسية‭ ‬والتاريخية‭ ‬والروحية‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬شرعية‭ ‬مغربية‭ ‬الصحراء‭. ‬وطبقاً‭ ‬للمفهوم‭ ‬القانوني،‭ ‬فإن‭ ‬الحق‭ ‬مصلحة‭ ‬مشروعة‭ ‬يحميها‭ ‬القانون،‭ ‬وفي‭ ‬اللغة‭ ‬هو‭ ‬الثابت‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يسوغ‭ ‬إنكاره‭. ‬والحق‭ ‬أيضاً‭ ‬هو‭ ‬الحكم‭ ‬المطابق‭ ‬للواقع‭ ‬،‭ ‬ويقابله‭ ‬الباطل‭.‬
 
أما‭ ‬التاريخ‭ ‬فهو‭ ‬بالمعنى‭ ‬العلمي‭ ‬وبدلالة‭ ‬الاختصاص،‭ ‬جملة‭ ‬الأحوال‭ ‬والأحداث‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬كائن‭ ‬ما،‭ ‬ويصدق‭ ‬على‭ ‬الفرد‭ ‬والمجتمع‭ ‬والطبيعة‭ ‬الجغرافية‭ ‬والخصائص‭ ‬التاريخية،‭ ‬كما‭ ‬يصدق‭ ‬على‭ ‬الظواهر‭ ‬الطبيعية‭ ‬والإنسانية‭. ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس،‭ ‬فإن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعترف‭ ‬بعد‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬لسبب‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬ذاتية‭ ‬أوموضوعية،‭ ‬ولم‭ ‬تعلن‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬عن‭ ‬دعمها‭ ‬لمبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬إنما‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬المحظور،‭ ‬بل‭ ‬تجنح‭ ‬نحو‭ ‬الباطل،‭ ‬و‭ ‬تحيد‭ ‬عن‭ ‬جادة‭ ‬المنطق‭ ‬السليم،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬هنا‭ ‬منطق‭ ‬الحق‭ ‬والمشروعية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ .‬
 
والجدير‭ ‬بالتسجيل‭ ‬هنا‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬وصف‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تجافت‭ ‬منطق‭ ‬الحق‭ ‬و‭ ‬التاريخ‭ ‬،‭ ‬بأنها‭ ‬دول‭ ‬صديقة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬أنها‭ ‬مازالت‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬الخطأ،‭ ‬مما‭ ‬يرجح‭ ‬احتمال‭ ‬أن‮ ‬‭ ‬تتراجع‭ ‬عن‭ ‬سيرها،‭ ‬وأن‭ ‬تعدل‭ ‬عن‭ ‬وجهتها،‭ ‬وأن‭ ‬تسترجع‭ ‬الوعي‭ ‬السياسي‭ ‬السليم،‭ ‬لتؤوب‭ ‬أوبةً‭ ‬صادقةً،‭ ‬إلى‭ ‬الرشد‭ ‬و‭ ‬الصواب‭ ‬،‭ ‬وتلتحق‭ ‬بركب‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬وجدت‭ ‬من‭ ‬نفسها‭ ‬الشجاعة‭ ‬السياسية‭ ‬والجسارة‭ ‬الفكرية،‭ ‬فبادرت‭ ‬بالاعتراف‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬و‭ ‬بدعم‭ ‬مبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ .‬
 
‭ ‬وهذه‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬ومتبصرة،‭ ‬وموقف‭ ‬واقعي‭ ‬وعقلاني،‭ ‬وحكمة‭ ‬بالغة‭ ‬يدير‭ ‬بها‭ ‬المغرب‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬ييأس‭ ‬من‭ ‬رجوع‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تباطأت‭ ‬عن‭ ‬اتخاذ‭ ‬الموقف‭ ‬الواضح‭ ‬حيال‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬لأن‭ ‬لا‭ ‬يأس‭ ‬في‭ ‬السياسة،‭ ‬ولا‭ ‬ضغط‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يأبى‮ ‬‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يسير‭ ‬ضد‭ ‬منطق‭ ‬الحق‭ ‬والتاريخ‭ ‬،‭ ‬فقد‭ ‬يفعل‭ ‬اليوم‭ ‬أو‭ ‬غداً‭ ‬أو‭ ‬بعد‭ ‬غد‭ .‬
 
‭ ‬وتلك‭ ‬سياسة‭ ‬المرونة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬تتعارض‭ ‬اختياراته‭ ‬مع‭ ‬مصالح‭ ‬المغرب،‭ ‬وتتناقض‭ ‬مع‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وتتجاوز‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬وتخالف‭ ‬المواقف‭ ‬الجادة‭ ‬والحكيمة‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتأخر‭ ‬عن‭ ‬الاعتراف‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬و‭ ‬لم‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬إعلان‭ ‬دعمها‭ ‬لمبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭.‬‮ ‬‭ ‬ولكن‭ ‬المغرب‭ ‬أبى‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يكون،‭ ‬و‭ ‬كالعهد‭ ‬به‭ ‬دائماً‭ ‬،‭ ‬واقعياً‭ ‬و‭ ‬براجماتياً‭ ‬ومرناً،‭ ‬في‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الصديقة‭ ‬التي‭ ‬اختارت،‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬أن‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬المنحى‭ ‬المضاد‭ ‬لطبيعة‭ ‬الأشياء،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يفقد‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬رجوعها‭ ‬إلى‭ ‬سواء‭ ‬السبيل‭ ‬وجادة‭ ‬الحق‭. ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي،‭ ‬قد‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬لإقناع‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يقتنع‭ ‬بالحجج‭ ‬والأدلة‭ ‬القانونية‭ ‬والسياسية‭ ‬والتاريخية‭ ‬والروحية،‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬جميعها‭ ‬شرعية‭ ‬مغربية‭ ‬الصحراء‭ . ‬وهذا‭ ‬منتهى‭ ‬النبل‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬أوج‭ ‬الترفع‭ ‬عن‭ ‬الردود‭ ‬غير‭ ‬السوية‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ .‬
 
‮ ‬إن‭ ‬اعتراف‭ ‬فرنسا‭ ‬وإسبانيا‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬ودعمها‭ ‬لمبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬،‭ ‬يكفيان‭ ‬دليلاً‭ ‬قاطعاً‭ ‬وحجةً‭ ‬دامغةً،‭ ‬لتشجيع‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تسير‭ ‬ضد‭ ‬منطق‭ ‬الحق‭ ‬و‭ ‬التاريخ‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬هاتين‭ ‬الدولتين‮ ‬‭ ‬هما‭ ‬أكثر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬معرفةً‭ ‬بالحقائق‭ ‬المتعلقة‭ ‬بملف‭ ‬الصحراء،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬من‭ ‬يزايد‭ ‬عليهما‭ ‬في‭ ‬معرفتهما‭ ‬بتاريخ‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬للمغرب،‭ ‬وبتسلسل‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬هذه‮ ‬‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬التراب‭ ‬الوطني،‭ ‬وبطبيعة‭ ‬السكان‭ ‬وتركيباتهم‭ ‬و‭ ‬بارتباطاتهم‭ ‬بالعرش‭ ‬العلوي‮ ‬‭ ‬وبوفائهم‭ ‬للسلاطين‭ ‬المغاربة‭. ‬ففرنسا‭ ‬كانت‭ ‬تحكم‮ ‬‭ ‬المناطق‭ ‬جنوبي‭ ‬نهر‭ ‬السنيغال،‭ ‬و‭ ‬تحتل‭ ‬الجزائر‭ ‬وضمت‭ ‬إليها‭ ‬مناطق‭ ‬من‭ ‬الصحراء‭ ‬الشرقية‭ ‬المغربية،‭ ‬وكانت‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬دخول‭ ‬إسبانيا‭ ‬إلى‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬المغربية‭ ‬واحتلالها‭ ‬إياها‭ ‬منذ‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ (‬1894‭)‬،‭ ‬وإلى‭ ‬منتصف‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ (‬1975‭). ‬فالدولتان‭ ‬تعرفان‭ ‬أن‭ ‬الصحراء‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬التراب‭ ‬الوطني‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬اغتصبت‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬غفلة‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬ظروف‮ ‬‭ ‬كان‭ ‬الاستعمار‭ ‬يبسط‭ ‬نفوذه‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬الواسعة‭ ‬من‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭ . ‬و‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬منطق‭ ‬الحق‭ ‬والتاريخ‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬يخضع‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يقتنع‭ ‬بعد‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ . ‬

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار