
العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي
في إطار تنفيذ الإصلاح التربوي الذي تسعى إليه وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يشكّل مشروع "مدارس الريادة" إحدى الركائز الأساسية لخارطة الطريق 2022-2026، حيث يهدف إلى تحقيق تحول نوعي في أداء المدارس التعليمية العمومية من خلال تحسين مستوى التحكم في التعلمات الأساس، وتعزيز التفتح والمواطنة لدى التلميذات والتلاميذ.
وفي سياق تعزيز الشفافية وإشراك مختلف الفاعلين في تتبع هذه التجربة، فتحت الوزارة أبواب عدد من مدارس الريادة الوطنية أمام جريدة العلم، التي اطلعت عن كثب على واقع التنزيل الميداني لهذا المشروع والنتائج التي بدأ يحققها في جهة الرباط-سلا-القنيطرة. وشملت الزيارة الميدانية المدرسة الابتدائية ابن تومرت بمدينة تمارة، التابعة للمديرية الإقليمية للصخيرات-تمارة.
وقد استقبل الوفد الصحفي خلال هذه الزيارة التي جرت صباح الجمعة 28 مارس الجاري، كل من المدير الإقليمي للوزارة، ومدير مؤسسة ابن تومرت، والمفتش المواكب لمدرسة الريادة، إلى جانب رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ وبعض الأطر التربوية. وقدم المسؤولون شروحات مستفيضة حول سير المشروع داخل هذه المؤسسة، وأبرز محاوره التي تركز على تحسين التعلمات الأساس، وتحديث أساليب التدريس، وتأهيل فضاءات التعلم بما يضمن بيئة تربوية محفزة ومندمجة
وفي تصريح لجريدة العلم، أوضح عبد المنعم فاضل، المفتش المواكب لمدرسة الريادة، أن هذه الاستراتيجية تعتمد على منهجية متعددة الأبعاد تشمل تبنّي طرق تدريس مبتكرة، وتأهيل الفضاءات المدرسية، وتعزيز دور الفاعلين التربويين، مما يسهم في تحقيق بيئة تعليمية ذات جودة عالية.
وأكد المسؤول التربوي أن "مدارس الريادة" تخضع لتقييمات داخلية وخارجية لقياس أثرها الفعلي على التحصيل الدراسي وجودة التعلمات، وهو ما يجسد التزام الوزارة بضمان تعليم ناجع وفعّال يستجيب لمتطلبات العصر وتطلعات الأسر والمجتمع.
وخلال الجولة داخل حجرات الدراسة والفضاءات التربوية، بدا واضحًا أن المؤسسة حققت قفزة نوعية في طرق التدريس، حيث تم اعتماد أساليب تعليمية تفاعلية ترتكز على توظيف التقنيات الرقمية الحديثة، مما ساهم في تحفيز التلاميذ على المشاركة النشطة داخل الفصول الدراسية. كما لوحظ تحسن ملموس في نتائج المتمدرسين، خاصة في مواد اللغات والرياضيات.
وقد عبّر عدد من المدرّسين للجريدة عن ارتياحهم الكبير لهذا المشروع الذي تم تنزيله فعليًا قبل سنتين، مؤكدين أن التكوينات المستمرة التي يستفيدون منها ساعدتهم على تبني مقاربات جديدة أكثر فعالية في التدريس.
من جهته، أشار رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ إلى أن أولياء الأمور لمسوا تحسنًا في مستوى تعلمات أبنائهم، خاصة في اكتساب المهارات الأساس، مبرزًا الأثر الإيجابي لمدارس الريادة على جودة التعليم العمومي.
وفي ختام الزيارة، أكد إبراهيم بنشرقي، المدير الإقليمي للصخيرات-تمارة، أن الوزارة تعمل على توسيع تجربة مدارس الريادة لتشمل عددًا أكبر من المدارس التعليمية، وتعميمها بشكل كامل على الإقليم مع حلول 2028، باعتبارها نموذجًا ناجحًا في إصلاح المدرسة العمومية. وشدد على أهمية المواكبة المستمرة والتقييم المتواصل للمشروع لضمان استدامته وتطويره وفق المستجدات التربوية.