Quantcast
2024 يناير 8 - تم تعديله في [التاريخ]

لماذا‭ ‬يعادي‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬المغربَ‭ ‬و‭ ‬حلفاءَه؟


لماذا‭ ‬يعادي‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬المغربَ‭ ‬و‭ ‬حلفاءَه؟
العلم الإلكترونية - الرباط 

أقدم‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬على‭ ‬معاقبة‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬التي‭ ‬انضمت‭ ‬إلى‭ ‬المبادرة‭ ‬الرائدة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬يوم‭ ‬6‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭ ‬بمناسبة‭ ‬الذكرى‭ ‬48‭ ‬لانطلاق‭ ‬المسيرة‭ ‬الخضراء،‭ ‬والرامية‭ ‬إلى‭ ‬التمكين‭ ‬لولوج‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬،‭ ‬وبسبب‭ ‬اعترافها‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬وذلك‭ ‬بإقفال‭ ‬حسابات‭ ‬العروض‭ ‬الممنوحة‭ ‬لحكوماتها‭ . ‬ويتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بمالي‭ ‬والنيجر‭ ‬وبوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬و‭ ‬غينيا‭ ‬وغينيا‭ ‬بيساو‭ ‬والبينين‭. ‬وهي‭ ‬سياسة‭ ‬عقابية‭ ‬يمارسها‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬تنحاز‭ ‬إلى‭ ‬الموقف‭ ‬المغربي‭ ‬و‭ ‬تنضم‭ ‬للمبادرات‭ ‬الإنمائية‭ ‬و‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تطلقها‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬وتخدم‭ ‬المصالح‭ ‬الحيوية‭ ‬المشتركة‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬مع‭ ‬الاحترام‭ ‬الكامل‭ ‬المتبادل‭ ‬والالتزام‭ ‬المطلق‭ ‬بمبادئ‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ .‬
 
وكان‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬لهذه‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬عاقبتها‭ ‬الجزائر‭ ‬بدافع‭ ‬الكراهية‭ ‬والعداوة‭ ‬للمغرب،‭ ‬قد‭ ‬شاركوا‭ ‬بمراكش‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬يوم‭ ‬23‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬و‭ ‬أعربوا‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬الختامي،‭ ‬عن‭ ‬انخراطهم‭ ‬في‭ ‬المبادرة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬مشددين‭ ‬على‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لهذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التي‭ ‬تندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تدابير‭ ‬التضامن‭ ‬الفاعل‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬مع‭ ‬البلدان‭ ‬الأفريقية‭ ‬عموماً‭ ‬،‭ ‬ودول‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬والتي‭ ‬تتيح‭ ‬فرصاً‭ ‬كبيرة‭ ‬للتحول‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للمنطقة‭ ‬برمتها‭ ‬،‭ ‬بما‭ ‬ستسهم‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬تسريع‭ ‬للتواصل‭ ‬الإقليمي‭ ‬وللتدفقات‭ ‬التجارية‭ ‬ومن‭ ‬ازدهار‭ ‬مشترك‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتعارض‭ ‬كلياً‭ ‬مع‭ ‬مصالح‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجموعة‭ ‬الأفريقية،‭ ‬تحت‭ ‬وصايته‭ ‬خاضعةً‭ ‬لضغوطه‭ ‬وشروطه‭ ‬و‭ ‬تحكمه‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬الداخلية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمالية‭ ‬واختياراتها‭ ‬السياسية‭ ‬وعلاقاتها‭ ‬الدبلوماسية‭ .‬
 
وهذه‭ ‬سياسة‭ ‬استبدادية‭ ‬لا‭ ‬تكاد‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬السياسة‭ ‬الاستعمارية‭ ‬التي‭ ‬عانت‭ ‬منها‭ ‬دول‭ ‬القارة‭ ‬زمناً‭ ‬طويلاً‭ ‬،‭ ‬دوافعها‭ ‬وحوافزها‭ ‬ودواعيها‭ ‬والأسباب‭ ‬الناتجة‭ ‬عنها،‭ ‬العداء‭ ‬المطلق‭ ‬للمغرب‭ ‬والحقد‭ ‬الدفين‭ ‬عليه‭ ‬والسعي‭ ‬الدؤوب‭ ‬لخلق‭ ‬المتاعب‭ ‬له‭ ‬والوقوف‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬المعارض‭ ‬لسياسته‭ ‬ولمشاريعه‭ ‬ولمبادراته‭ ‬التي‭ ‬يريد‭ ‬بها‭ ‬دعم‭ ‬التعاون‭ ‬الجماعي‭ ‬والشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية،‭ ‬ومع‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬لتحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬القواعد‭ ‬للتنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬المستدامة‭ ‬للأجيال‭ ‬الحالية‭ ‬و‭ ‬القادمة‭.‬
 
والسياسة‭ ‬العدائية‭ ‬التي‭ ‬يتبعها‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬ضد‭ ‬المغرب‭ ‬لها‭ ‬جذور‭ ‬تاريخية،‭ ‬إن‭ ‬كنا‭ ‬نربأ‭ ‬بأنفسنا‭ ‬عن‭ ‬الخوض‭ ‬فيها‭ ‬لأسباب‭ ‬أخلاقية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الإمعان‭ ‬في‭ ‬الإساءة‭ ‬للمصالح‭ ‬المغربية‭ ‬بصورة‭ ‬مستمرة،‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬حكام‭ ‬الجزائر،‭ ‬و‭ ‬مواصلة‭ ‬مناصبتهم‭ ‬المغربَ‭ ‬العداءَ‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المراحل،‭ ‬يحتمان‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نكشف‭ ‬النقاب‭ ‬عن‭ ‬جوانب‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬العلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الجزائرية،‭ ‬منذ‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬حينما‭ ‬تنكر‭ ‬الحاج‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬الجزائري‭ ‬للأيادي‭ ‬البيضاء‭ ‬التي‭ ‬مدها‭ ‬إليه‭ ‬السلطان‭ ‬مولاي‭ ‬عبد‭ ‬الرحمان‭ ‬بن‭ ‬هشام،‭ ‬فتمرد‭ ‬عليه‭ ‬وأساء‭ ‬التصرف‭ ‬معه،‭ ‬ونقض‭ ‬عهده،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬بايعه‭ ‬بيعة‭ ‬شرعية‭ ‬هو‭ ‬وأهالي‭ ‬تلمسان‭ ‬و‭ ‬جماعات‭ ‬من‭ ‬قبائل‭ ‬غربي‭ ‬الجزائر،‭ ‬فصار‭ ‬من‭ ‬أعداء‭ ‬المغرب‭ ‬والمتواطئين‭ ‬مع‭ ‬الطلائع‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬الفرنسية‭ ‬التي‭ ‬احتلت‭ ‬الجزائر،‭ ‬ضد‭ ‬العاهل‭ ‬العلوي‭ ‬الكريم‭ ‬مولاي‭ ‬عبد‭ ‬الرحمان‭ ‬بن‭ ‬هشام،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬الجد‭ ‬الخامس‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬نصره‭ ‬الله‭ ‬و‭ ‬أيده‭.‬
 
وتكررت‭ ‬تلك‭ ‬الخيانة‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحالي‭ ‬حينما‭ ‬تنكرت‭ ‬القيادات‭ ‬الجزائرية‭ ‬عقب‭ ‬الاستقلال،‭ ‬للدعم‭ ‬القوي‭ ‬الذي‭ ‬قدمه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬للشعب‭ ‬الجزائري‭ ‬وللثورة‭ ‬الجزائرية،‭ ‬ومارست‭ ‬منذ‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬السياسة‭ ‬العدوانية‭ ‬تجاه‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تتغير‭ ‬قط،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تفعل‭ ‬فعلها‭ ‬في‭ ‬إزعاج‭ ‬المغرب‭ ‬والتضييق‭ ‬عليه‭ ‬والتآمر‭ ‬ضده‭ ‬وعرقلة‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬يبذلها‭ ‬لخدمة‭ ‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭.‬
 
النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬يعادي‭ ‬المغرب‭ ‬الرابح‭ ‬دائماً‭ ‬والمنتصر‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المعارك‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬التي‭ ‬يخوضها،‭ ‬والذي‭ ‬يتوطد‭ ‬مركزه‭ ‬على‭ ‬الساحتين‭ ‬القارية‭ ‬والدولية،‭ ‬بوتيرة‭ ‬مطردة،‭ ‬ويحرز‭ ‬نجاحات‭ ‬متواصلة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات،‭ ‬ويراكم‭ ‬المكاسب‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات‭ ‬،‭ ‬إنه‭ ‬يعادي‭ ‬المغرب‭ ‬المستقر‭ ‬والآمن‭ ‬الذي‭ ‬ينعم‭ ‬بشرعية‭ ‬النظام‭ ‬وبعراقة‭ ‬الدولة‭ ‬وبوحدة‭ ‬أراضيه،‭ ‬ويعيش‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والحريات‭ ‬العامة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والملكية‭ ‬الدستورية‭. ‬وهو‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬النقيض‭ ‬للوضع‭ ‬المتأزم‭ ‬والمتوتر‭ ‬والاستبدادي‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬الشعب‭ ‬الجزائري‭ ‬تحت‭ ‬وطأته‭. ‬
 

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار