العلم الإلكترونية - الرباط
جمع البيان الختامي للمجلس الوطني لحزب الاستقلال، بين استعراض المكاسب الوطنية التي راكمتها المملكة المغربية، خلال الفترة الأخيرة ، خاصة على الصعيد الدبلوماسي ، وبين بيان المواقف التي اتخذها الحزب حيال مجمل القضايا المصيرية ، التي استأثرت باهتمامات المغاربة، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية وما يرافقها من تطورات متلاحقة ، على المستويين الداخلي و الدولي ، خاصة في الفقرة الثالثة من البيان الختامي .
جمع البيان الختامي للمجلس الوطني لحزب الاستقلال، بين استعراض المكاسب الوطنية التي راكمتها المملكة المغربية، خلال الفترة الأخيرة ، خاصة على الصعيد الدبلوماسي ، وبين بيان المواقف التي اتخذها الحزب حيال مجمل القضايا المصيرية ، التي استأثرت باهتمامات المغاربة، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية وما يرافقها من تطورات متلاحقة ، على المستويين الداخلي و الدولي ، خاصة في الفقرة الثالثة من البيان الختامي .
لقد سجل المجلس الوطني ، الذي هو برلمان حزب الاستقلال ، باعتزاز ، مجمل هذه التطورات التي تزيد موقف الشعب المغربي ، بقيادة جلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ، ثباتاً ورسوخاً و شرعيةً ، وهو يرى أن هذا الملف قد طوي بصفة نهائية على المستوى الداخلي منذ فترة طويلة ، و أن رهانات الشعب المغربي الحالية تتمثل أساساً في تسريع التنمية الوطنية ، و إنجاز المشاريع المهيكلة الكبرى ، ومواجهة التحديات المعاصرة ، التي لم تعد تحتمل مخططات التجزيء التشتيت والانفصال. وتعد هذه الفقرة من البيان الختامي ، تلخيصاً بليغاً سياسياً ومنطقياً للموقف الوطني الثابت و المجمع عليه ، من ملف قضية الصحراء المغربية المحررة على مرحلتين ، سنة 1976 بالنسبة لإقليم الساقية الحمراء ، وسنة 1979 بالنسبة لإقليم وادي الذهب ، وذلك بموجب اتفاقية مدريد لسنة 1975 ، التي انبثقت من المسيرة الخضراء المظفرة ، بقيادة جلالة الملك الحسن الثاني ، طيب الله ثراه .
لقد تم بطي ملف الصحراء المغربية على المستوى الداخلي ، تنفيذ مبدأ تصفية الاستعمار في المنطقة ، حتى و إن كانت اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة ، لا تزال تدرج هذه القضية ضمن جداول أعمالها كل سنة ، على الرغم من قوة الحقائق على الأرض ، وتسجيل اتفاقية مدريد في الأمم المتحدة ، في شهر دجنبر سنة 1975 .
ولكن ما يهمنا نحن الشعب المغربي ، الملتف حول القيادة الرشيدة لجلالة الملك ، نصره الله ، هو أن هذا الملف قد طوي و أصبح من الملفات التي عفى عليها الزمن . ولا يؤثر ، قليلاً أو كثيراً ، كون أعداء وحدتنا الترابية ، المباشرين و غير المباشرين ، لا يزالون ينكرون الحقائق ، و يهيمون مع الأوهام ، و يزعمون في اجتماعات اللجنة الرابعة للأمم المتحدة المكلفة بقضايا تصفية الاستعمار ، أنهم يسعون إلى ما يسمونه تصفية الاستعمار في الصحراء ، ويساندون ما يزعمون أنه شعب الصحراء الغربية . وهذا كله بهتان و افتراء على التاريخ و على الحاضر ، و لربما على المستقبل أيضاً .
والمغرب الذي طوى هذا الملف منذ عقود ، منخرط اليوم في معارك التنمية الوطنية الشاملة والمستدامة ، و منشغل بإنجاز المشاريع المهيكلة ، و تنزيل الأوراش الملكية الكبرى ، و استكمال بناء الدولة الاجتماعية ، طبقاً للرؤية الملكية المستنيرة و الحكيمة .
والمملكة المغربية تدرك عميق الإدراك ، أن الاستمرار في المسار الدبوماسي بالدينامية الإيجابية ، سوف يفضي ، قريباً أو بعيداً ، إلى طي ملف الصحراء المغربية على المستوى الخارجي ، كما طوي على المستوى الداخلي .
وقد عدت إشادة البيان الختامي للمجلس الوطني ، بالدولتين فرنسا و إسبانيا اللتين تعلمان و تدركان جيداً الحقيقة التاريخية للصحراء المغربية ، شهادةً مهمةً و موثوقة. و الدولتان اللتان كانتا معنيتين مباشرة بأقاليمنا الجنوبية من نهاية القرن التاسع عشر إلى ما بعد منتصف القرن العشرين ، تملكان الوسائل للتحرك على الصعيد الدولي ، لتبيان الحقائق التي تعرفانها ، للمنتظم الدولي ، فهما المصدر المقطوع بصحته ، للاستناد إليه ، من أجل التسريع بطي هذا الملف دولياً .
إن البيان الختامي للمجلس الوطني لحزب الاستقلال ، بما اشتمل عليه من مضامين عميقة ، وبما تميز به من عمق في التحليل ورجاحة في التعليل ، يرسي القواعد لانطلاق الإقلاع السياسي لحزب الاستقلال ، في اتجاه بناء مغرب مزدهر ومتقدم على قواعد الديمقراطية و دولة الحق و القانون و المؤسسات و احترام حقوق الإنسان ، بقيادة جلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله و أيده.