Quantcast
2023 يوليوز 31 - تم تعديله في [التاريخ]

في دلالات الرسالة الملكية في خطاب العرش


العلم الإلكترونية - الرباط

تضمن خطاب العرش الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، إلى الأمة مساء أول أمس بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لاعتلاء جلالته عرش أجداده الميامين ، رسالة ملكية موجهة إلى الأشقاء في الجزائر، جاء فيها (نؤكد مرة أخرى لإخواننا الجزائريين، قيادةً و شعباً، أن المغرب لن يكون أبداً مصدر أي شر أو سوء، وكذا الأهمية البالغة التي نوليها لروابط المحبة والصداقة و التبادل و التواصل بين شعبينا). وهذه هي المرة الخامسة التي يؤكد العاهل الكريم في خطبه السامية على حسن نوايا المملكة المغربية تجاه الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ، و على أن الشر لا يمكن أن يأتي من قِبلها للجارة الشقيقة. و لفت النظر في الخطاب الملكي السامي، وصف العلاقات بين المغرب والجزائر بأنها مستقرة تتطلع لأن تكون أفضل. وهو وصف دقيق، ويحمل معانيَ عديدة، ويعبر عن الطبيعة الأصلية و العريقة لهذه العلاقات على مر التاريخ. وكون الخطاب الملكي، في هذه المناسبة وخلال هذه الظروف، يحكم على العلاقات بين البلدين الجارين بأنها مستقرة، فهذا يعني أنها علاقات سلام، وإن كانت لا يطبعها الوئام، ولذلك فإنها  نتطلع لأن تكون أفضل. والأفضل في هذا السياق، هو إزالة الأسباب التي تثير القلق وتطيل من أمد القطيعة، وأولها فتح الحدود بين البلدين والشعبين الجارين الشقيقين، لتعود الأمور إلى طبيعتها، كما جاء في الخطاب الملكي السامي.

فكيف ستستقبل الجزائر الرسالة الضمنية التي انطوى عليها الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش ؟ . هذا هو سؤال اللحظة التاريخية التي أتاحها جلالة الملك لإخواننا الجزائريين قيادةً و شعباً . وهو السؤال الذي يطرحه الرأي العام ليس في المنطقة فحسب، و إنما في العالم أجمع ، باعتبار أن استمرار الوضع الحالي للعلاقات بين المغرب والجزائر  يثير قلقاً على الصعيد الدولي . و هو ما أشار إليه الخطاب بالعبارات التالية (خلال الأشهر الأخيرة، يتساءل العديد من الناس عن العلاقات بين المغرب والجزائر) ، ثم استدرك الخطاب (وهي علاقات مستقرة تتطلع لأن تكون أفضل).

بهذه الروح الصافية والنية الحسنة والعزيمة القوية يتعامل المغرب مع الدولة الجزائرية، ويتبع السياسة الحكيمة والدبلوماسية الرصينة في  تعاطيه مع الحالة الراهنة للعلاقات الثنائية بين الدولتين ، في اتجاه طي صفحات الماضي وبدء مرحلة جديدة على أساس روابط الأخوة والصداقة والجوار، واستناداً إلى مبادئ القانون الدولي، واستلهاماً من مقاصد ميثاق الأمم المتحدة، وبناءً على مواثيق جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي. فهذا هو المنهج القويم و الحكيم الذي يعتمده المغرب في تعامله مع الجزائر أمس واليوم وغداً. وهو منهج ثابت لا يتغير مهما تكن التحديات والصعوبات والمعوقات والعراقيل، لأنه من ثوابت المملكة المغربية ومن أصولها الراسخة وتقاليدها المرعية جيلاً بعد جيل.

وستبقى اليد ممدودةً للإخوان الجزائريين، قيادةً وشعباً، وسيظل المغرب وفياً لروابط المحبة والصداقة، التي تجمعه مع الشعب الجزائري الشقيق. وهي الرصيد الباقي الذي لا ينفد، من الأخوة الثابتة والخالدة التي لا تخبو جذوتها ولا تنطفئ شعلتها.

هذه الدلالات العميقة التي تضمنها الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش المجيد، هي رسالة موحية موجهة إلى الجزائر ، قيادةَ وشعباً،  من أجل الاندماج في بناء مشترك لمستقبل بلدينا، ولمستقبل المغرب الكبير، ولمستقبل القارة الأفريقية.

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار