العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي
نظم مركز الاستقبال والندوات التابع لوزارة التجهيز والماء يوم الخميس 5 دجنبر 2024، ندوة فكرية تحت عنوان "عيد الاستقلال والمسيرة الخضراء: كفاح أمة، رؤية ملك، ومسار تنموي". ألقى خلالها السيد عبد الإله الإدريسي البوزيدي، رئيس مجلس مقاطعة أكدال الرياض، كلمة شاملة استعرض فيها تاريخ المغرب المجيد وقيم الوطنية التي ألهمت أجيالاً متعاقبة، بحضور سفراء وشخصيات بارزة.
نظم مركز الاستقبال والندوات التابع لوزارة التجهيز والماء يوم الخميس 5 دجنبر 2024، ندوة فكرية تحت عنوان "عيد الاستقلال والمسيرة الخضراء: كفاح أمة، رؤية ملك، ومسار تنموي". ألقى خلالها السيد عبد الإله الإدريسي البوزيدي، رئيس مجلس مقاطعة أكدال الرياض، كلمة شاملة استعرض فيها تاريخ المغرب المجيد وقيم الوطنية التي ألهمت أجيالاً متعاقبة، بحضور سفراء وشخصيات بارزة.
المغفور له الملك محمد الخامس قائدا للاستقلال والمقاومة الوطنية
استهل عبد الإله البوزيدي كلمته بالإشادة بعيد الاستقلال باعتباره محطة تاريخية مشرقة في مسار الكفاح الوطني، حيث أكد في معرض كلمته أن هذا الإنجاز العظيم كان ثمرة تلاحم الشعب المغربي بقيادة جلالة المغفور له محمد الخامس، ورفيقه في الكفاح جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما.
وأشار إلى أن تحقيق الاستقلال عام 1956 لم يكن مجرد تحرير للأرض من الاستعمار، بل كان كذلك إعلانا لبدء مرحلة جديدة من البناء الوطني، وصفها المغفور له محمد الخامس بـ"الجهاد الأكبر"، حيث تطلب الأمر جهودا مضاعفة لبناء الدولة العصرية.
وأبرز البوزيدي كيف أن هذا الجهاد الوطني تجاوز المقاومة المسلحة، ليشمل الدفاع عن الهوية الوطنية والدينية، في وقت كانت فيه محاولات طمس الهوية على أشدها. واعتبر أن تضحيات الأجداد الذين دافعوا عن الحرية والكرامة تشكل مصدر إلهام دائم للأجيال الحالية والمستقبلية.
وأضاف المتحدث أن مرحلة ما بعد الاستقلال شهدت جهودا كبيرة لتحقيق التوازن بين الحفاظ على الأصالة والانفتاح على الحداثة، وذلك من خلال تعزيز قيم الكرامة، المساواة، والعدل الاجتماعي، مما جعل المغرب نموذجا يحتذى به في بناء دولته الوطنية.
المغفور له الملك الحسن الثاني مهندس المسيرة الخضراء والمدافع عن وحدة الوطن
خصص عبد الإله البوزيدي المحور الثاني من كلمته للحديث عن المسيرة الخضراء المظفرة كواحدة من أعظم ملاحم الوحدة الوطنية، موضحا أن هذه المحطة المفصلية في تاريخ وحدة المغرب التي قادها جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله، ليست مجرد حدث تاريخي، بل رمز عالمي للنضال السلمي من أجل استرجاع الحقوق المشروعة.
وأشار إلى أن المسيرة الخضراء، التي انطلقت في 6 نونبر 1975 بمشاركة 350 ألف مغربي ومغربية، أبهرت العالم بتلاحم الشعب المغربي وقيادته، كما أنها أكدت شرعية المغرب في صحرائه، وأعادت الأقاليم الجنوبية إلى حظيرة الوطن الأم.
وأكد البوزيدي أن ذكرى المسيرة الخضراء تشكل مناسبة لتجديد الولاء للوحدة الوطنية، والإيمان بقيم التضامن والعدالة، التي رسختها هذه الملحمة في نفوس المغاربة، مبرزا أن المسيرة الخضراء ليست مجرد محطة للاحتفال، بل درس للأجيال القادمة في كيفية تحقيق الحقوق عبر الإصرار والالتزام الوطني.
كما نوّه رئيس مجلس مقاطعة أكدال الرياض بالدور المستمر للمغرب في الدفاع عن وحدته الترابية، مشيدا بالانتصارات الدبلوماسية التي حققتها المملكة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، والتي عززت مكانة المغرب كدولة قوية ومؤثرة على الساحة الدولية.
الملك محمد السادس والمسار التنموي برؤى ملكية متبصرة
في المحور الأخير، سلط البوزيدي الضوء على المسار التنموي الذي اختاره المغرب في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، معتبرا أن الرؤية الملكية المتبصرة تجمع بين الحفاظ على مكتسبات الماضي والعمل على بناء مستقبل واعد.
وأشار المتحدث، إلى المشاريع الكبرى التي تمثل لبنة أساسية في التنمية المستدامة، مثل ميناء طنجة المتوسط أيقونة المغرب وإفريقيا، ومشاريع الطاقات المتجددة وخط الغاز الكبير بين نيجيريا والمملكة، وبرامج تعزيز البنية التحتية، والطرق السيارة، ومشاريع الفلاحة المستدامة، مؤكدا أن هذه الإنجازات تضع المغرب في مصاف الدول الرائدة إقليميا ودوليا.
كما أبرز الدور المحوري للجهوية الموسعة كإطار لتعزيز الديمقراطية والتنمية المحلية، مما يساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية وتقليص الفوارق بين الجهات، مؤكدا على أهمية الاستثمار في الإنسان كركيزة أساسية للتنمية، من خلال تحسين جودة التعليم، توفير فرص العمل، وتعزيز الرعاية الصحية.
وعلى المستوى الثقافي، أشار البوزيدي إلى الجهود المبذولة للحفاظ على الهوية الوطنية، بما يشمل اللغة العربية والأمازيغية، والانفتاح على اللغات والثقافات الأخرى، مما يعزز مكانة المغرب كبلد متعدد الثقافات وقادر على التفاعل الإيجابي مع العالم.
كما أشاد الرئيس بالإنجازات الرياضية البارزة التي حققتها المملكة المغربية، لاسيما في مجال تنظيم التظاهرات الدولية الكبرى، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي منح قطاع الرياضة اهتماما خاصا، باعتباره رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والسياحية، مبرزا في هذا السياق أن اختيار المغرب ليكون شريكا في تنظيم كأس العالم 2030، إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال، يعد تتويجا لجهود المملكة في تطوير البنية التحتية الرياضية وتعزيز مكانتها كوجهة رياضية وسياحية عالمية رفقة كل من إسبانيا والبرتغال.
أما على المستوى الدولي، فقد أشاد المتحدث بسياسة التعاون جنوب-جنوب التي تنتهجها المملكة، خاصة مع الدول الإفريقية، ومبادراتها الرائدة في مجال المناخ والأمن الغذائي. وأكد أن هذه الدينامية تعكس حكمة القيادة المغربية في مواجهة التحديات العالمية.
البوزيدي يوجه رسائلا للمستقبل
اختتم عبد الإله البوزيدي كلمته بتوجيه ثلاث رسائل أساسية:
- التمسك بالوحدة الوطنية باعتبارها الركيزة الأساسية لاستمرارية الدولة وتماسك المجتمع.
- الإيمان بالتنمية المستدامة كوسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية والرفاهية الاقتصادية.
- غرس القيم الوطنية في نفوس الأجيال الصاعدة، ليكونوا شركاء في بناء المستقبل.
وأكد أن الجهاد الأكبر لبناء دولة قوية ومزدهرة ما زال مستمرا، داعيا الجميع إلى العمل بروح الوطنية والإخلاص لتحقيق تطلعات الشعب المغربي.