Quantcast
2025 فبراير 18 - تم تعديله في [التاريخ]

عمر نجيب يكتب: عالم يعاد بناؤه من حربي غزة بفلسطين وأوكرانيا في شرق أوروبا..

المواجهة بين الولايات المتحدة والصين، والسيطرة على الممرات البحرية الإستراتيجية...


عمر نجيب يكتب: عالم يعاد بناؤه من حربي غزة بفلسطين وأوكرانيا في شرق أوروبا..

 تعرف كل عملية انتقال أو تحول من نظام إلى آخر اقتصادي أو سياسي هزات وارتجاجات تختلف من حيث شدتها وطبيعتها وامتداداتها وأحيانا تخلق حالة من الفوضى.

 مع بدء تبدل موازين القوى العالمي بشكل واضح مع نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تسارعت عملية تآكل قوة ونفوذ التكتل الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بعد أن عرف فترة هيمنة شبه تامة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عقد التسعينات من القرن العشرين، وقد تكثف لهذا السبب الحديث عن حتمية تكرار عملية سقوط الإمبراطوريات وبروز قوى جديدة، ولكن بموازاة مع ذلك قدم منظرون خاصة من انصار من أصبحوا يدعون بالمحافظين الجدد ما قدروا أنها حلول لمنع الانهيار أو على الأقل تأخير وقوعه.

 جاء الرئيس الأمريكي ترامب رسميا إلى سدة الحكم في البيت الأبيض يوم 20 يناير 2025، ليبدأ في تطبيق سياسات داخلية وخارجية اعتبرها أنصاره الطريق الأكثر فعالية لتحقيق وعده بجعل الولايات المتحدة عظيمة مرة أخرى، في حين قال خصومه أنه يقود البلاد إلى طريق خطر سيسرع بإنجاز عكس ما وعد به، أي الإسراع بإضعاف الولايات المتحدة أو نهاية الإمبراطورية.

 اختلف المحللون بشأن مواقف ترامب، فالبعض يقول أن تصريحاته التي تعتبر غير منطقية، مقصودة وهي مثل بالون اختبار يطلقها لصدم المستهدفين وبعد ذلك يترك لهم الوقت للبحث عن حلول وسط لو كان طرحها في البداية لتم رفضها، بمعنى أن تصريحاته مبنية على إستراتيجية معقدة للوصول إلى هدف معين.

 محللون آخرون يرون أن ترامب يطلق التصريحات ويثير البلبلة كمن يتعامل في بورصة الأوراق المالية ساعيا إلى تحقيق أكبر مكاسب ممكنة. ويضيف هؤلاء أن الزمن لن يساعد ترامب على تحقيق هدفه لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، لأنه جاء بعد أن فقدت الولايات المتحدة آخر مقومات إعادة بناء القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية القادرة على مواجهة التحديات التي تشكلها القوى الجديدة في العالم خاصة الصين وروسيا والهند والبرازيل.

 يتوهم البعض خاصة في الدوائر الحاكمة في الغرب أن تصريحات الرئيس ترامب المتنوعة والمتقلبة والمتضاربة والتي تخرج عن الإطار المألوف لساسة الدول خاصة إذا كانت تصنف ككبرى تخلق زعزعة في كل مكان وتعيد شعور الآخرين بقوة واشنطن، في حين أنها لا تجد سوى صدى وتأثير في المناطق والدول التي ترتبط اقتصاديا وسياسيا وعسكريا مع الولايات المتحدة. أما الأطراف التي لها وزنها القوي في أقاليمها أو التي لا تعتمد كثيرا على علاقاتها وروابطها الاقتصادية مع البيت الأبيض فإنها تنظر بنوع من المبالاة لسياسات البيت الأبيض الجديدة وهذا ينطبق على دول مثل الهند وباكستان والبرازيل.

 إن التحول العالمي للقوة إلى آسيا ينشأ إلى حد كبير من الصعود الاقتصادي الهائل للصين، والتحديث العسكري التقني المتقدم المقترن برفع كفاءة قواتها العسكرية. ويبدو الآن أن هذا الأمر من شأنه إطلاق العنان لحرب باردة جديدة تتمحور حول الصين من قبل الولايات المتحدة في المحيط الهادئ الآسيوي، حيث يمكن للصين أن تتحدى الولايات المتحدة عسكرياً في شرق آسيا.

 سياسة ترامب تجاه حلفاء واشنطن الأساسيين أي الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية واستراليا شكلت صدمة مما يهدد بتحولات عميقة.

كما إن الأزمات المتلاحقة التي تشهدها الدول الأوروبية على المستوى الداخلي، والتي يمكن تلخيصها بأزمات اقتصادية محلية أو بانعكاس لأزمات عالمية، كما حصل في العام 2008، وأزمات الأنظمة الديموقراطية التي بدأت في الأعوام الأخيرة تفقد ميزتها الأساس، وهي الاستقرار السياسي، ومطالبات الشعوب الأوروبية بالمزيد من الخصوصية في التعاطي مع بقية العالم، وخصوصاً مع الولايات المتحدة الأمريكية، ورغبة هذه الشعوب في أن يخرج الاتحاد الأوروبي، أو الدول الأوروبية فرادى من عباءة الهيمنة الأمريكية، كلها عوامل تدفع القادة الأوروبيين اليوم بعيدا من واشنطن وهيمنتها، وأكثر فأكثر باتجاه سياسات وطنية سياسياً، وحمائية اقتصادياً، وشعبوية انتخابيا.

تشتيت الانتباه

نشر الكاتب الإسرائيلي أورييل داسكال في مقال بموقع "واللاه" العبري مقالا شرح فيه أسباب إطلاق دونالد ترامب لخطته بشأن قطاع غزة. وقال "إن الجميع يتحدث اليوم عن اقتراح دونالد ترامب بشأن الاستيلاء على غزة ونقل 2.4 مليون فلسطيني، لكن الحقيقة أن هذا هو بالضبط ما يريده ترامب وهو: تحويل الأنظار عن ما يحدث في واشنطن. كل شيء يسير وفقا لخطة ستيف بانون، مستشار ترامب السابق، الذي وصف إستراتيجيته الإعلامية بأنها 'إطلاق النار بأسرع معدل، حيث قال: نظرا لأن وسائل الإعلام تتكون من أشخاص أغبياء، فلا يمكنها التركيز إلا على شيء واحد، لذا علينا أن نغرقهم بسيل من الأخبار المثيرة، وسيفقدون السيطرة على ما هو مهم حقا.. بانغ، بانغ، بانغ، ولن يتعافوا. لهذا السبب، يلقي ترامب بمقترحات غير واقعية مثل شراء غرينلاند، واحتلال بنما، ونقل الفلسطينيين، لأنه يعلم أن وسائل الإعلام ستنشغل بهذه العناوين، بدلا من التركيز على التغييرات الجذرية التي تحدث داخل الحكومة الفيدرالية الأمريكية.

وبينما تنشغل وسائل الإعلام برؤية ترامب لغزة، يجري في واشنطن تفكيك منهجي وسريع للحكومة وأجهزة الاستخبارات الأمريكية. وخلال الأسبوعين الأولين من شهر فبراير 2025، سيطر إيلون ماسك وفريقه على أنظمة البيانات المالية الأمريكية، ألغوا بروتوكولات أمنية حساسة، وطردوا مسؤولين كبارا، وأغلقوا وكالة حكومية كاملة بميزانية تساوي 25 في المئة فقط من ثروة ماسك الشخصية. في المقابل، لجأت ست وكالات حكومية إلى المحاكم التي أصدرت مذكرات توقيف ضد إجراءات ماسك وترامب، لكن ذلك لم يوقف خطة الملياردير الطموح، الذي يواصل تفكيك المؤسسات الفيدرالية، مدفوعا بأيديولوجيته التحررية الجديدة وسعيه لزيادة سلطته وثروته بطريقة غير مسبوقة.

 إحدى أخطر التطورات تتمثل في الهجوم على وكالات الاستخبارات الأمريكية. فقد أرسلت إدارة ترامب رسائل بريد إلكتروني إلى جميع موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية، تعرض عليهم التعويض مقابل الاستقالة، في خطوة تهدف إلى إضعاف الأجهزة الأمنية. الأمر لا يتوقف عند ذلك، بل يطالب ترامب الآن بكشف هويات العملاء الفيدراليين الذين حققوا في أحداث اقتحام الكونغرس في 6 يناير 2021، مما يعرضهم وعائلاتهم لخطر جسيم، وفقا لأوامر قضائية تحاول وقف ذلك. وحتى داخل البيت الأبيض نفسه، هناك مسؤولون لا يعلمون ما الذي سيفعله ماسك لاحقا. فقد نقلت نيويورك تايمز عن مصادر داخلية أن ماسك يتمتع بمستوى من الاستقلالية لا يمكن لأحد السيطرة عليه، وهو ما يجعله الرئيس الفعلي، بينما ترامب يوفر له الغطاء السياسي.

 ما يحدث اليوم في واشنطن ليس مجرد صراع سياسي، بل هو إعادة تشكيل جذرية للحكومة الأمريكية، قد تؤثر ليس فقط على مستقبل الولايات المتحدة، ولكن أيضا على الأمن العالمي، بما في ذلك إسرائيل. وإذا كان ترامب وماسك يمضيان في تنفيذ رؤيتهما المتطرفة، فإن العالم سيواجه عصرا جديدا من الفوضى السياسية، حيث تتحكم الشركات الكبرى في الدول، وتفكك الحكومات لمصلحة القلة الأكثر ثراء."

ألاف الجنود الأمريكيين

يوم الأربعاء 5 فبراير علقت القناة "12" العبرية على تصريحات الرئيس ترامب حول فرض السيطرة الأمريكية على قطاع غزة.

وذكرت القناة أن "السيطرة الأمريكية على قطاع غزة تتطلب نشر آلاف الجنود الأمريكيين في منطقة شديدة الحساسية، مما يعرضهم لتهديدات مباشرة من قبل حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى".

وأكدت القناة أن "هذه الخطة قد تؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف القوات الأمريكية، وقد تعيد المنطقة إلى دوامة من الحروب التي استمرت لعقود في الشرق الأوسط".

ويشير محللون إلى أن "فرض السيطرة على غزة يتطلب وجود قوة عسكرية ضخمة، مما سيضع الجنود الأمريكيين في مواجهة هجمات متكررة وحرب عصابات ومقاومة شعبية واسعة النطاق".

وقد واجهت خطة ترامب هذه معارضة شديدة من كلا الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة. فمن جهة، يرى الديمقراطيون أن هذه الخطة تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقيم الأمريكية، حيث وصفها السيناتور كريس ميرفي بأنها "فكرة مريضة ولا يمكن تنفيذها".

وحتى داخل الحزب الجمهوري، ظهرت أصوات متحفظة بشأن الخطة، وقال السيناتور ليندسي غراهام، الذي يعتبر حليفا مقربا لترامب، في تصريح نقلته وكالة "أسوشيتد برس": "معظم سكان ولاية كارولينا الجنوبية ليسوا متحمسين لفكرة إرسال أمريكيين للسيطرة على غزة".

أما السيناتور كريس كونز، فقد ذهب إلى أبعد من ذلك، واصفا الخطة بأنها "جنون مطلق".

وأعرب حلفاء الولايات المتحدة وخصومها على حد سواء عن رفضهم وإدانتهم لاقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة وتعيد توطين سكانه. وأشار آخرون إلى أن ترامب يناور وهو لا يريد حربا في الشرق الأوسط تتورط فيها واشنطن خاصة أن وقوع هذا التورط سينسف خطط ترامب للتركيز على أسيا لمواجهة تقدم الصين الكاسح.

المتحدث بإسم الكرملين دميتري بيسكوف صرح من جانبه يوم 5 فبراير 2025 إن موسكو ترى أن التسوية في الشرق الأوسط يمكن أن تتم فقط على أساس حل الدولتين. وتابع: "فيما يتعلق بموضوع إعادة التوطين، سمعنا تصريح السيد ترامب حول هذه القضية، وسمعنا ورأينا بيانات من عمان ومن القاهرة، تحدثت عن رفض مثل هذه الفكرة. لهذا، ففي الوقت الحالي، نرى أن التسوية في الشرق الأوسط يمكن أن تتم فقط على أساس حل الدولتين".

وعاد بيسكوف للتأكيد على موقف روسيا الثابت من القضية الفلسطينية والتسوية في الشرق الأوسط: "إن موقفنا بشأن التسوية في الشرق الأوسط معروف جيدا. ولا يمكن أن تتم التسوية في الشرق الأوسط إلا على أساس حل الدولتين، وهي الأطروحة المنصوص عليها في قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذي الصلة، وهي ما ننطلق منه ونؤيده ونعتقد أنه الخيار الوحيد".

دور أوروبي


 أفادت صحيفة "فاينانشال تايمز" في مقال لها يوم 14 فبراير 2025 أن الدول الأوروبية تسارع إلى إعداد خطة لقطاع غزة تكون بديلا لمقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين من القطاع، ووضعه تحت الوصاية الأمريكية. وأفادت الصحيفة، أن "دولا أوروبية تعمل مع حلفائها العرب على إعداد خطة عاجلة بشأن غزة لتقديمها إلى دونالد ترامب كبديل لمقترحه".

وأشارت الصحيفة إلى أن اقتراح ترامب فاجأ وأثار قلق الدول العربية والأوروبية، لكنه، في الوقت نفسه، "أعطى زخما جديدا لأشهر من النقاش المبدئي حول كيفية حكم غزة وتأمينها".

وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحيفة إن الجهود المبذولة لمواجهة خطة ترامب لا يمكن أن تكون "موثوقة إلا إذا توصلنا إلى شيء أكثر ذكاء".

وأكد ماكرون في المقابلة مع "فايننشال تايمز" يوم الخميس إن طرد سكان غزة، البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة إلى الدول العربية المجاورة، سيكون "خطيرا للغاية". وأضاف: "بالنسبة لي، الحل ليس حلا عقاريا، بل هو حل سياسي".

وفي مقابلة سابقة مع شبكة "سي أن أن"، انتقد الرئيس الفرنسي خطة نظيره الأمريكي بشأن غزة، التي تشمل تهجير سكان القطاع مع سلبهم حق العودة إليه، قائلا إن عملية إعمار غزة لا تعني بالضرورة عدم احترام سكانها وترحيلهم.

وذكرت الصحيفة، نقلا عن دبلوماسي أوروبي، أن وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا سيجرون محادثات بشأن الأزمة في قطاع غزة مع دول عربية رئيسية في إطار مؤتمر ميونيخ للأمن. ويشار على أن الولايات المتحدة ينبغي أيضا أن تشارك، لكن ليس من الواضح بعد على أي مستوى. وبحسب "فاينانشال تايمز"، فإن التركيز الرئيسي سينصب على كيفية تعاون الدول العربية والأوروبية معا في العمل على وضع "خطة أفضل".

 الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح من جانبه يوم الأحد 9 فبراير إنه لا جدوى من مناقشة ما قاله نظيره الأمريكي ترامب بشأن خطة للسيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانها.

وأضاف أردوغان في مؤتمر صحفي: "من وجهة نظرنا، لا يوجد شيء يستحق الحديث عنه بشأن المقترحات التي طرحتها الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن غزة تحت ضغط اللوبي الصهيوني".

وشدد على أن "هذه الخطة عبثية تماما"، و"لا أحد يملك السلطة لإخراج شعب غزة من وطنه. شعب غزة سيواصل البقاء والعيش فيها وحمايتها".

وأضاف: "لا أحد يملك إخراج شعب غزة من وطنه الأبدي الذي ظل قائما به لآلاف السنين.. وفلسطين بما في ذلك غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ملك للفلسطينيين".

الصراع على الممرات البحرية


أكد موقع "نادي فالداي" الروسي في تقرير له يوم السبت 15 فبراير أنه ينبغي قراءة تصريحات الرئيس ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة ضمن المواجهة المتصاعدة جيوسياسيا بين الولايات المتحدة والصين، والرغبة الأمريكية في السيطرة على الممرات البحرية الإستراتيجية.

وقالت جويرية كلثوم عاطف، المتخصصة في المحتوى الرقمي والمعلومات السياسية في معهد إسلام آباد للأبحاث السياسية، في تقريرها إن خطة تهجير سكان غزة وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، التي رفضتها العديد من الأطراف الدولية معتبرة إياها تطهيرا عرقيا وانتهاكا للقانون الدولي، تفتح باب الأسئلة عن المصالح الجيوسياسية العميقة للولايات المتحدة.

وحسب جويرية، يعتقد كثيرون أن الأمر يتعلق أساسا بسلاسل التوريد والهيمنة الاقتصادية والسيطرة على الممرات المائية في الشرق الأوسط، خاصة في ظل زيادة النفوذ الصيني في المنطقة.

ويرى البعض أن مشروع "ريفييرا الشرق الأوسط" جزء من مخطط أمريكي قد يكون خطوة أولى نحو تنفيذ مشروع قناة بن غوريون، الذي تحدثت عنه إسرائيل بهدف إعادة توجيه التجارة البحرية، ويفترض أن يمر عبر قطاع غزة، توضح الكاتبة.

وأضافت أن المبادرة التي طُرحت على أساس أنها خطة إنسانية لفائدة سكان غزة قد تكون في الواقع جزءا من صراع السيطرة على الطرق التجارية البحرية، إذ قد يتحول مشروع إعادة الإعمار إلى ذريعة لتوسيع الوجود العسكري الأمريكي والإسرائيلي في القطاع بحجة ضمان الأمن، ومن ثم تأمين قناة بن غوريون.

ومثل هذا المخطط يتطلب -وفقا للكاتبة- تهجير سكان غزة وإزالة جميع العقبات السياسية واللوجيستية وتغيير الواقع الديمغرافي، ثم تشييد البنية التحتية الضرورية لإنشاء القناة وتحويل مسارات التجارة البحرية بعيدا عن قناة السويس.

وذكرت الكاتبة أن قناة السويس تلعب دورا محوريا في سلاسل التجارة العالمية، حيث يمر عبرها ما يقرب من 12 في المئة من تدفقات البضائع بين أوروبا وآسيا وأمريكا، كما تعد نقطة حيوية لصادرات النفط من الخليج العربي إلى أوروبا وأمريكا الشمالية.

وتحدثت الكاتبة جويرية عن أهمية قناة السويس لمبادرة "الحزام والطريق" الصينية، حيث يمر عبرها 60 في المئة من الصادرات الصينية إلى أوروبا. كما استثمرت بكين بشكل كبير في المنطقة الحرة بالسويس، حيث تعمل أكثر من 140 شركة صينية، باستثمارات تصل إلى 160 مليار دولار، إلى جانب الاستثمارات في ميناء العين السخنة المصري.

كل ذلك يعني -حسب الكاتبة- أن سيطرة الولايات المتحدة على القناة، أو المضي قدما في تنفيذ مشروع قناة بن غوريون، قد يؤدي إلى تضاعف رسوم عبور السفن الصينية وتعرضها للمزيد من التدقيق الأمني، وتأخر الوصول إلى وجهاتها في فترات التوتر.

ورأت أنه من المرجح أن تؤدي هيمنة واشنطن على قناة السويس إلى عرقلة مشاريع الصين في المنطقة، بما في ذلك توسع نفوذ بكين في أفريقيا، مقابل تصاعد النفوذ الأمريكي من خلال الهيمنة على تدفقات التجارة العالمية.

وأكدت جويرية أن الصين قد تلجأ إلى خيارين لمواجهة الطموحات الأمريكية، أولهما التوصل إلى اتفاق وتعاون وثيق متعدد الأوجه مع أهم دول المنطقة، والثاني تعزيز وجودها العسكري في البحر الأحمر ومصر مثلما فعل الاتحاد السوفياتي سابقا.

على غرار حرب العراق

نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية يوم 14 فبراير مقال رأي، يتحدث فيه الكاتب روزماري كيلانيك عن خطة ترامب بشأن غزة، ويقول إن التطهير العرقي والتهجير القسري للفلسطينيين، سيقابل بتمرد كبير ضد الولايات المتحدة ويجعلها العدو الأول في الشرق الأوسط، وسيؤثّر أيضا على علاقتها بالدول العربية.

في بداية فبراير، زعم ترامب بشكل صادم أن الولايات المتحدة ستتولّى "ملكية طويلة الأجل" لقطاع غزة الخالي من السكان وتحويله إلى ريفييرا جديدة.

وعلى الرغم من الإدانة الواسعة النطاق لإصدار اقتراح "يعادل التطهير العرقي"، على حد تعبير ممثل الأمم المتحدة، ظل ترامب مصمما على خطته، مدعياً أنه لن تكون هناك حاجة إلى قوات أمريكية لأن مليوني فلسطيني في غزة سيغادرون طواعية.

إن إعادة التوطين الفلسطينية الطوعية هي خيال، فسكان غزة لن يغادروا طواعية ولن يختفوا سحريا، وعلينا أن نعلم أن الولايات المتحدة لا تعول على ذلك.

لذا، انس خطاب ترامب الحرفي وفكر فيما يقترحه بجدية: إعادة التوطين القسري التي تنفذها العمليات العسكرية الأمريكية أو الإسرائيلية، والتي ستواجه بالتأكيد مقاومة شرسة من حماس.

وبعبارة أخرى، فإن الولايات المتحدة سوف تواجه تمرداً كبيراً آخر في الشرق الأوسط. وسوف تكون هذه المعركة أشبه بمعركة الفلوجة، ولكن على نطاق أوسع. ذلك أنّ عدد سكان غزة أكبر بستة أضعاف من عدد سكان تلك المدينة العراقية في عام 2004، عندما أخضعتها قوات التحالف خلال أسوأ حرب حضرية في حرب العراق.

وتبدو حرب العراق مثالا واضحا على ذلك في أكثر من جانب. وطبقاً لروايات واشنطن، فإن وزير الخارجية الأسبق كولن باول حذر جورج دبليو بوش من غزو العراق. ونحن جميعا نعلم مدى سوء النتيجة التي آلت إليها هذه الحرب.

إن خطة ترامب لغزة تشبه قاعدة بوتيري بارن القائلة: "إذا كسرتها، فسوف تشتريها"، ولكن بشكل معكوس: فهو يريد أن تدفع الولايات المتحدة تكلفة احتلال غزة من دون أن تكون هي التي كسرت ذلك.

إن تحذيرات كولن باول لبوش بشأن العراق كانت نبوئية. فقد أدرك باول عدم القدرة على التنبّؤ بنتائج التدخل العسكري، وخاصة ضد نظام قد يكون هو الشيء الوحيد الذي يربط المجتمع ببعضه البعض. والخطر، كما قال ذات مرة لوالتر إيزاكسون، هو أن "الأمر برمته ينهار، ولا يوجد شيء تحته وستنشأ الفوضى".

ومن المؤسف أن حكمة باول ذهبت أدراج الرياح. فقد تبين أن التصريحات المبتذلة التي أطلقتها إدارة بوش حول نشر الديمقراطية، إلى جانب الطمأنينة التي كانت تبعثها حول "استقبال العراقيين باعتبارهم محررين"، كانت مجرد محاولات حمقاء. وكلّف ذلك الولايات المتحدة 728 مليار دولار، وأسفر عن مقتل ما يقرب من 4500 جندي أمريكي، وإصابة أكثر من 32 ألفاً آخرين.

ولكن لماذا تريد الولايات المتحدة أن تعيد هذه التجربة مرة أخرى؟

إن أوهام ترامب حول "جعل غزة عظيمة مرة أخرى" أصبحت أكثر انفصالا عن الواقع نظرا لمدى سوء الظروف مقارنة بالعراق في عام 2003. كان العراق دولة عاملة قائمة متماسكة قبل غزو الولايات المتحدة.

إن غزة لم تعمل قط كدولة طبيعية، وهي الآن في حالة خراب. وتتمتع حماس، الجماعة التي تسيطر على غزة، بقدر من الدعم الشعبي، بعد انتخابها في عام 2006، وظلت راسخة في المجتمع الغزي منذ ذلك الحين.

إن سكان غزة العاديين سوف يقاتلون إلى جانب حماس للدفاع عما يعتبرونه وطنهم. ومن المؤكد أنهم يكرهون "إسرائيل" بشدة، وهي التي قتلت نحو 64 ألفاً من سكان غزة في الحرب، وشاركت الولايات المتحدة بمقتلهم من خلال تزويدها "إسرائيل" بالأسلحة اللازمة للقيام بذلك. وإذا أصبحت حماس القوة الوحيدة المعارضة لإعادة التوطين، فإن الدعم الفلسطيني لها سوف يزداد.

حذر قادة الاستخبارات الأمريكية في الخريف الماضي من أن حرب غزة ستؤثر على الأجيال القادمة، مع عواقب ليس فقط في "إسرائيل" بل وفي الولايات المتحدة أيضا. ومن المؤكد أن خطة ترامب للسيطرة على غزة من شأنها أن تجعل الولايات المتحدة العدو العام الأول في الشرق الأوسط، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار العلاقات الأمريكية مع دول مثل مصر والأردن، وربما بشكل لا يمكن إصلاحه.

فلماذا تريد الولايات المتحدة أن تواجه تمردا كهذا؟ هل من أجل الحصول على الواجهة البحرية الغزية على حساب مليوني فلسطيني نازح؟.

إن الشعب الأمريكي لا بد أن يرفض هذا الجنون بكل قوة. ويتعين على الولايات المتحدة أن تخرج من أماكن مثل سوريا والعراق، وليس أن تزيد من تعرضها للعنف في المنطقة.

الفوضى العارمة..

جاء في تحليل نشر في العاصمة الألمانية برلين على موقع دويش فيله الحكومي:

 بعد إعادة انتخابه لرئاسة الولايات المتحدة وبمساعدة "صديقه الرئاسي" الملياردير إيلون ماسك، أطلق ترامب العنان لفوضى عارمة من خلال تشتيت انتباه العالم.

فالأوامر والتصريحات الرئاسية تصدر بوتيرة سريعة للغاية بما يكفي لتفتيت أي معارضة. والآن لا يوجد من يمكنه متابعة كل هذه الأوامر والتصريحات، سواء كان شخصا أو حكومة، وبالتالي يحدث ما يسميه حلفاء ترامب "إغراق المنطقة".هل هناك مشكلة في ذلك؟.

يرد ترامب بكلمة واحدة هي: "فافو"، كاختصار لعبارة "اخلق الفوضى ثم رتبها" باستثناء أن الكلمة الأولى فيها ليست "فوضى". وقد نشر الرئيس الأمريكي الاختصار على وسائل التواصل الاجتماعي، مصحوبا بصورة له وهو يرتدي قبعة فيدورا وقميصا مخططا.

 قالت الباحثة والإعلامية الفلسطينية منى حوا في تعليقها عن خرجات ترامب وقراراته منذ توليه الرئاسة، "إن ما يفعله ليس مجرد هراء سياسي، بل هو تلاعب استراتيجي محسوب يعتمد على خلق واقع وهمي بحيث تصبح الأفكار المستحيلة قابلة للنقاش، والمشاريع غير القابلة للتنفيذ تبدو وكأنها سيناريوهات مطروحة".

وأضافت في تدوينة مطولة على حسابها X " هذه ليست سياسة مرتجلة، بل أسلوب مدروس مستوحى من نظريات سياسية وإعلامية تستهدف إعادة تشكيل الوعي العام ودفع الخصوم إلى مواقع دفاعية بدلا من إبقائهم في موقع الهجوم".

إن القلق من سياسات ترامب وقراراته تسيطر على أغلب قادة أوروبا أيضا. وقد ظهر هذا واضحا خلال القمة الأوروبية الأخيرة في بروكسل والتي كان يفترض أن تبحث زيادة الإنفاق الدفاعي والتصدي للتهديد الروسي، فتحولت إلى الكلام عن ترامب وتهديداته.

وصرح دونالد تاسك رئيس وزراء بولندا "علينا عمل أي شيء لتجنب هذه الحرب التجارية الغبية وغير الضرورية تماما"، مضيفا أن تهديدات ترامب بفرض رسوم على منتجات دول الاتحاد الأوروبي "اختبار جاد للوحدة الأوروبية"، وهذه هي المرة الأولى التي نواجه فيها مشكلة من هذا النوع بين الحلفاء. وقال القادة الأوروبيون إنهم سينتظرون حتى يكشف ترامب عن مقترحاته بالتفصيل.

في الوقت نفسه أشعلت تصريحات ترامب معركة في جزيرة غرينلاند للمطالبة بالاستقلال الكامل عن الدنمارك وأصبح الاستقلال قضية رئيسية قبل الانتخابات المقررة في مارس. وقال بعض قادتها إن أكبر جزيرة في العالم، والتي يسكنها 57 ألف شخص، لا تريد أن تكون جزءا من الولايات المتحدة أو الدنمارك.

 وذكر نايا إتش ناثانيلسن، وزير الأعمال والتجارة في غرينلاند، لوكالة أسوشيتد برس: "لقد تسبب الخطاب المؤسف للرئيس ترامب في الكثير من القلق والانزعاج ليس فقط في غرينلاند ولكن في بقية دول التحالف الغربي".

ورغم ذلك فالموقف في أوروبا من ترامب غير موحد، فقادة اليمين المتطرف الأوروبي أشادوا بأجندة ترامب خلال تجمع بالعاصمة الإسبانية مدريد تحت شعار "جعل أوروبا عظيمة مرة أخرى". شارك في هذا التجمع رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان ونائب رئيسة وزراء إيطاليا ماتيو سالفيني وزعيمة حزب التجمع الوطني الفرنسي مارين لوبان وغيرهم.

وقلل بعض القادة المشاركين في التجمع من أهمية تهديد ترامب بزيادة الرسوم على صادرات الاتحاد الأوروبي وقالوا إن الضرائب والتشريعات في الاتحاد الأوروبي أخطر على رخاء المنطقة من رسوم ترامب. لكن كل المتحدثين تطرقوا إلى قضية الهجرة غير الشرعية، التي تشكل قضية مثيرة للانقسام في أوروبا كما هو الحال في الولايات المتحدة.

وصرحت لوبان إن تجمع "وطنيون من أجل أوروبا" الممثل لأحزاب وقوى اليمين المتطرف الأوروبي هو الأفضل في التعامل مع ترامب، مضيفة "نحن الوحيدون الذين يمكنهم الحديث مع إدارة ترامب الجديدة".

 المرشح الأبرز لمنصب مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس قال أن الخلافات مع الولايات المتحدة في عهد ترامب أضحت "نوعية تماما"، ووصلت إلى مجالات الدفاع واستقلالية القضاء، محذرا من إمكانية انهيار حلف الناتو.

تدمير الاتحاد الأوروبي

جاء في مقال نشرته صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية يوم 16 فبراير 2025: الاتحاد الأوروبي خسر الحرب في أوكرانيا وسيكون الآن مضطرا إلى مشاهدة كيف ستقرر روسيا والولايات المتحدة مصير أوكرانيا."هذا فشل استراتيجي وسياسي من الدرجة الأولى".

وبحسب الصحيفة، فإن "الدول الأوروبية، في محاولتها دعم كييف، لم تتمكن من تحقيق أي من الأهداف التي حددتها، بل تسببت فقط في إلحاق ضرر جسيم بنفسها لدرجة أنها لن تكون قادرة حتى على التخطيط لمستقبلها والدفاع عن مصالحها، تلك التي لن تؤخذ في الاعتبار من قبل موسكو أو واشنطن".

وأضاف المقال: "أوروبا خسرت هذه الحرب – ليس عسكريا، ولكن استراتيجيا. لا ينبغي أن يتفاجأ (الاتحاد الأوروبي) إذا سمح للآخرين بتحديد مستقبله".

ويوم الجمعة 14 فبراير 2025، ألقى نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس كلمة في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث وجه انتقادات حادة للدول الأوروبية.

وقال إن "أوروبا تخلت عن أهم قيمها الديمقراطية"، وحث حكومات الغرب على مراعاة آراء مواطنيها وعدم التعامل معهم كـ"حيوانات مدربة" أو كتروس في الاقتصاد العالمي.

وأضاف أن التهديد الرئيسي لأوروبا لا يأتي من روسيا والصين، بل يكمن داخلها. واستشهد بإلغاء نتائج الانتخابات في رومانيا وخطر تكرار هذا السيناريو في ألمانيا.

كما أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترامب محادثة هاتفية يوم الأربعاء 12 فبراير، استمرت قرابة ساعة ونصف الساعة.

وحسبما أفاد المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، ناقش الزعيمان قضايا تتعلق بتبادل المواطنين الروس والأمريكيين الموقوفين والمعتقلين، بالإضافة إلى تسوية الوضع في أوكرانيا. وأشار إلى أن واشنطن هي الطرف الرئيسي لموسكو في قضايا تسوية الوضع في أوكرانيا.

كما ذكر أن ترامب وبوتين تطرقا إلى الوضع في الشرق الأوسط والبرنامج النووي الإيراني والعلاقات الثنائية في المجال الاقتصادي وقضايا الطاقة والذكاء الاصطناعي وقوة الدولار والعديد من الموضوعات الأخرى. واتفق بوتين وترامب على استمرار الاتصالات وأعربا عن استعدادهما للقاء.

وذكرت شبكة "سي بي إس نيوز" الإخبارية مساء الأربعاء، أن ترامب أعرب عن عزمه لقاء الرئيس بوتين في المملكة العربية السعودية.

وبحسب وكالة "بلومبرغ" نقلا عن مسؤولين أوروبيين أن حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين في أوروبا لم يعلموا بالاتصال الهاتفي بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين يوم الأربعاء، في حين وصف مؤيد أوروبي لأوكرانيا تصرفات ترامب بأنها "خيانة"، وقال أن الولايات المتحدة "تستسلم" للمطالب الروسية الأساسية حتى قبل بدء المفاوضات.

ووصف رئيس الوزراء الليتواني جينتوتاس بالوكاس سياسات إدارة الرئيس ترامب بأنها "ركلة على مؤخرة أوروبا". وقال بالوكاس للصحفيين: "أعتبر رد فعل الولايات المتحدة على التمويل الدفاعي غير الكافي لعدد من دول حلف شمال الأطلسي بمثابة ركلة في مؤخرة أوروبا".

وأضاف: "نأمل أن تستيقظ أوروبا وتسمع ما قيل مرارا وتكرارا بأننا يجب أن نتعامل مع هذه القضية (زيادة التمويل الدفاعي) بشكل أكثر جدية". "هناك محاولات أحادية الجانب واضحة من جانب الولايات المتحدة لحل القضايا بشكل مباشر مع روسيا والصين، الأمر الذي يترك أوروبا على الهامش".

واعترف بأن أوروبا نفسها هي المسؤولة عن هذا، وأوضح: "علينا أن نسأل أنفسنا، ربما نستحق هذا بسبب فشلنا في اتخاذ قرارات حازمة ليس فقط في مجال السياسة، بل أيضا في مجال حيوي جدا وهو تمويل الدفاع".

ترامب أذل أوروبا

نشر موقع "أكسيوس" الأمريكي مقالا مطولا يوم السبت 15 فبراير 2025 خلص من خلاله إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أذل أوروبا في ثلاثة أيام فقط.

 وجاء في المقال: "لقد فاجأ ترامب أوروبا وخنقها وأذلها، مما ترك أقرب حليف قاري للولايات المتحدة في حالة من الذهول. لقد حدث هذا في ثلاثة أيام قصيرة هذا الأسبوع".

وبحسب الموقع، فإن وضع أوروبا الحالي نتج عن قرار المفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا دون مشاركة كييف والدول الأوروبية، بالإضافة إلى تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث بأن أوروبا يجب أن تتحمل مسؤولية أمنها، ورفض التوقيع على الإعلان النهائي في قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في باريس.
 
عمر نجيب

للتواصل مع الكاتب​:


Omar_najib2003@yahoo.fr

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار