عبد اللّه البقالي يكتب: حديث اليوم

موقف رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش من التطورات الجارية في غزة ولبنان الذي عبر عنه في مداخلته الهامة التي ألقاها في اجتماع الأغلبية، الذي احتضنه مقر حزب الاستقلال مساء يومه الثلاثاء 22 أكتوبر، اكتسى أهمية بالغة، وهو الموقف الذي يعكس المواقف الواضحة للمغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس، والذي لا يحيد عن مساندة المغرب لنضال الشعب الفلسطيني البطل والدعوة إلى الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على الشعبين الفلسطيني واللبناني.

ومهم أن نلاحظ أن حرص رئيس الحكومة على التذكير بمواقف المغرب الواضحة والثابتة تجاه القضية الفلسطينية في هذه الظروف الدقيقة، التي تتميز بمواصلة الاحتلال الإسرائيلي اقتراف جرائم حرب حقيقية ضد الشعب الفلسطيني في غزة والشعب اللبناني الشقيق، تزامن مع خروج إعلامي مثير للاستغراب لوزير في حكومة أخنوش، الذي أشاد بالتعاون المغربي الإسرائيلي في القطاع الذي يشرف عليه، وهو خروج طرح أكثر من علامة استفهام حول خلفياته وتوقيته، مما اعتبر موقفا نشازا لا ينسجم مع  الموقف المغربي الرسمي في هذه الظروف الصعبة.

طبعا الموقف النشاز للوزير المغربي خلف ردود فعل غاضبة لدى فئات عريضة من الشعب المغربي وتناقلته وسائل إعلام دولية، بما أوحى بأن المغرب يتعمد الحديث عن الكيان الإسرائيلي بإيجابية في الوقت الذي يمارس فيه الاحتلال اقتراف جرائم إبادة حقيقية، ويشوش  بذلك على الموقف الرسمي للمغرب الذي ما فتئ السيد وزير الخارجية المغربي التأكيد عليه بصفة دائمة ومستمرة، كلما أتيحت الفرصة. لذلك فإن حرص رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش على التذكير بموقف المغرب في اجتماع حزبي هام يعيد الأمور إلى نصابها ويصحح ما تسبب فيه وزير في حكومته، وفي ذلك دعوة صريحة لباقي الوزراء إلى عدم الخوض فيما لا يقدرون على الغوص فيه، وعدم الاقتراب من قضايا تتجاوزهم وليست من اختصاصاتهم.

 وأخال أن تذكير رئيس الحكومة بالموقف المغربي الواضح في هذا التوقيت بالضبط كان جوابا واضحا على الوزير في حكومته، الذي تجاهل، من حيث يدري أو لا يدري، ما يبذله المغرب في سبيل نصرة الشعب الفلسطيني، ويتغافل عن المواقف الواضحة  التي عبر عنها الشعب المغربي في نصرة الشعبين الفلسطيني واللبناني الشقيقين.
 

عبد الله البقالي

للتواصل مع الكاتب:

bakkali_alam@hotmail.com