Quantcast
2023 أكتوبر 18 - تم تعديله في [التاريخ]

عبد اللّه البقالي يكتب حديث اليوم



العلم الإلكترونية. - بقلم عبد الله البقالي 

لم تول الأوساط الإعلامية والحقوقية الغربية أهمية تذكر للجريمة النكراء، التي اقترفها مواطن أمريكي بقتل طفل فلسطيني وإصابة والدته بجروح بليغة بطعنات خنجر، بالقرب من مدينة شيكاغو. في حين خصصت نفس هذه الأوساط لحادث إطلاق نار في بروكسيل والذي أدى إلى قتل مواطنين سويديين اهتماما خاصا واستثنائيا، حيث يؤشر هذا التعاطي مع أحداث من نفس الطبيعة والوزن على تعمد التمييز والتصنيف حسب قناعات مسؤولي هيآت التحرير، وبسبب ارتباط مؤسسات الإعلام الغربية بقوة التوجيه التي توجد خارج مقرات هيآت التحرير.
 
ما حدث في شيكاغو وفي بروكسيل، ليس فقط نتيجة تداعيات ما يقترف من جرائم ضد الانسانية في غزة، ولكنه أيضا هو بالضرورة هو نتيجة طبيعية للتحريض على الكراهية الذي تقترفه كثير من وسائل الإعلام الغربية، وتحديدا التحريض على الكراهية في حق بشر معين وديانة محددة.
 
فالمجرم الأميريكي الذي قتل طفلا صغيرا، ربما لا يعلم ما يجري في غزة، قادته قوة الشحن الذي مارسه الإعلام الغربي إلى اقتراف جريمة نكراء. فهو مثلا قد يكون فقد صوابه حين سماعه بخبر قطع رؤوس الأطفال، وهو الخبر الكاذب الذي تحمست كثير من وسائل الإعلام الغربية لنشره، ومن الطبيعي أن هذا التأثر قاده إلى اقتراف هذه الجريمة النكراء. أما المجرم الثاني الذي قاده جنونه الإرهابي الى قتل مواطنين بريئين كانا يقصدان ملعب كرة القدم للفرجة والمتعة، فإنه إضافة إلى كونه كان مؤهلا لاقتراف مثل هذه الجريمة لعوامل يصعب حصرها في هذه المعالجة، فإنه أيضا قد يكون اعتبر نفسه منتقما، ليس لما تقترفه القوات الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني في غزة فحسب، ولكن أيضا لتواطؤ الإعلام الغربي مع مقترفي هذه الجرائم، وهو التواطؤ الذي يتجلى من خلال التحيز الأعمى ونشر الأخبار الزائفة و التعتيم عن الحقائق.
 
والأكيد أنه سواء تعلق الأمر بمقترف جريمة شيكاغو أو بمرتكب جريمة بروكسيل، فإن الهدف من اقتراف الجريمة الإرهابية لا يتمثل في قتل الضحايا، بل الهدف الرئيسي منهما يتجسد أساسا في إيصال رسائل معينة للرأي العام الدولي، وأن الضحايا يكونون في هذه الحالة مجرد وسيلة، والأدهى أن وسائل الإعلام تتطوع لتحقيق هدف الإرهابيين بنقل رسائلهم بنشر وتعميم الجريمة، وهنا يكمن الخبث الإعلامي حيث تتعمد وسائل الإعلام إدخال (روتوشات) على الجريمة في الشكل كما في الجوهر .و هذا هو الخبث والمكر الإعلامي الذي لا ترى كثير من وسائل الإعلام الغربية أي حرج في التطوع للقيام به مسخرة من مراكز القرار السياسي والعسكري والاقتصادي التي تتحكم فيها.
 
 
للتواصل مع الأستاذ الكاتب : bakkali_alam@hotmail.com

              



في نفس الركن
< >

الاثنين 4 نونبر 2024 - 10:18 عبد الله البقالي يكتب حديث اليوم

الجمعة 25 أكتوبر 2024 - 12:55 عبد اللّه البقالي يكتب: حديث اليوم
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار