العلم الإلكترونية - بقلم عبد الله البقالي
كثفت الديبلوماسية الجزائرية من جهودها لضمان نجاح القمة العربية، التي تعذر انعقادها في الموعد المحدد لها، و طار وزير الخارجية الجزائري إلى العديد من العواصم العربية بهدف التوسل للقادة العرب للموافقة على انعقاد القمة و حضور القادة العرب فيها ، و اجتمع لعمامرة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية لترتيب ظروف انعقاد هذه القمة . و لحد الآن لم يتم الإعلان عن موعد محدد لانعقاد هذه القمة التي وجدت الديبلوماسية الجزائرية صعوبة كبيرة في تحديدها.
صعوبة انعقاد قمة عربية ليست مسألة جديدة و لا طارئة ، فقد اعتدنا تعذر انعقادها في كل مرة بسبب طبيعة الأوضاع العربية السائدة والتي تبعد العواصم العربية عن بعضها البعض ، لكن هذه المرة تبدو الصعوبة أكثر حدة بالنظر إلى طبيعة الاختيارات التي تعتمدها الحكومة الجزائرية في سياستها الخارجية، و التي زادت الأمور تعقيدا. فالجزائر نفسها التي تتوسل القادة العرب للمشاركة في أشغال القمة، هي نفسها الجزائر التي تعلن مشاركتها في تحالف مع إثيوبيا ضد جمهورية مصر و السودان على خلفية النزاع حول سد النهض ، و هي نفسها التي تعيق جهود التسوية في ليبيا ، و هي نفسها التي افتعلت أزمة حادة مع المغرب على خلفية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية ، و هي نفسها التي تعادي المملكة العربية السعودية و الامارات العربية المتحدة في اليمن.
الأكيد أن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة استمع إلى ما استمع إليه في الرياض و أبو ظبي و في عمان و في عواصم عربية أخرى بخصوص النزاع المفتعل في الصحراء المغربية ، و بخصوص قضايا كثيرة أساءت فيها الديبلوماسية الجزائرية إلى مصالح الدول العربية ، و بالتالي فإن الغيرة على القمة العربية يجب أن تنطلق من مراجعات عميقة للسياسة الخارجية الجزائرية فيما يتعلق بهذه القضايا ، و ليس عبر إرادة إملاء الشروط و التعنت فيما قد يزيد الأوضاع العربية سوءا و تدهورا. و هذا ما يجب أن يفهمه و يستوعبه حكام الجزائر جيدا.
للتواصل مع الأستاذ الكاتب : bakkali_alam@hotmail.com