العلم الإلكترونية - بقلم عبد الله البقالي
نادرا ما حدث هذا الأمر، و لا تسعفنا الذاكرة لاستحضار حادث مماثل عرفه تاريخ الإعلام العمومي في بلادنا، و قد يكون حدث في الماضي البعيد في زمن زواج الداخلية بالإعلام، زمن الرصاص الذي نعاني اليوم جميعا من أجل تجاوز مخلفاته الثقيلة. وأن تقدم وكالة المغرب العربي للأنباء، و هي مؤسسة عمومية تمول من المال العام، على تخصيص ملف لمجلتها الشهرية لشأن داخلي لأحد الأحزاب الوطنية و تركز على استهداف قيادته و المس برموزه، و محاولة تأجيج الخلاف الداخلي للحزب المستهدف، فإن ذلك لا يعني غير شيء واحد، وهو أن إدارة هذه الوكالة تجاوزت كل الحدود و أضحت حصى في حذاء الأوضاع الداخلية في بلادنا .
وأخطر ما في الأمر، أنه صار بإمكان أعضاء الحزب المستهدف على ما يزعمون من استهدافهم من طرف الإدارة في هذه الظروف الدقيقة، و يقدمون ما نشرته مجلة وكالة المغرب العربي من تفاهة كدليل على ما يزعمون ، باعتبارها مؤسسة عمومية و لا يمكن أن تقترف ما اقترفته إلا إذا كان الأمر يتعلق بإرادة استهداف، و هذا زعم لا نملك من دليل عليه إلى اليوم، عدا ما أقدمت عليه وكالة أنباء رسمية و عمومية .
ثم ما علاقة هذه الوكالة بالشؤون الداخلية للأحزاب؟ و ما علاقة إدارة هذه الوكالة بالنقاش السياسي العام الذي تعرفه بلادنا ؟ هل نزعت عنها إدارة هذه الوكالة الهوية المهنية و ابتعدت عن أدوارها الإعلامية و تحولت إلى فاعل سياسي له مواقف سياسية و معني بالخلافات التي تميز النقاش السياسي العام في بلادنا ؟
والأكثر من ذلك، وكأن إدارة هذه الوكالة أجادت القيام بجميع وظائفها المهنية فيما نعرفه في صحافة الوكالة، و لم يبق لها غير إصدار صحيفة و مجلة ربما تتجاوز نسخ عائدتهما مجموع النسخ المطبوعة منهما أصلا، بيد أن الأداء العام لهذه الوكالة عرف خلال السنين القليلة الماضية تراجعات كبيرة و خطيرة دفعت بالوكالة الرسمية إلى موقع متخلف و متأخر في المشهد الإعلامي الوطني.
للتواصل مع الأستاذ الكاتب : bakkali_alam@hotmail.com