والحقيقة أن القرار الذي أعلنته قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية يمثل امتحانا حقيقيا للجبهة نفسها، لأن إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار من جانب واحد يفرض تحديات كبيرة على القيادة الخالدة في الجبهة المهترئة، من ذلك أن إلغاء الاتفاق يعني أن الجبهة ستستأنف العمليات المسلحة في أقاليمنا الجنوبية، وإذا ما تجرأت على ذلك فإنها تدرك قبل غيرها أنها ستوقع بذلك على شهادة وفاتها لأن الطلقة الأخيرة في أية حرب محتملة ستكون للقوات المسلحة الملكية.
أما إذا كان الأمر يتعلق بتسويق إعلامي جديد فإن الجبهة الانفصالية عاجزة عن الانتقال إلى مرحلة العمليات المسلحة لعوامل كثيرة جدا يبقى أهمها أن الظروف الحالية مختلفة عما كانت عليه الأمر في سابق الأزمان.
حيث كانت الجبهة تتلقى دعما لوجستيكيا وماليا من أطراف خارجية كثيرة من اتحاد سوفياتي وليبيا وكوبا وفنزويلا، أما اليوم فهي وحيدة في أحضان جزائر فقيرة ليست قادرة حتى على توفير لقمة العيش لأبنائها، إذا كان الأمر مجرد تسويق، فإن جهود التنويم والتعتيم التي يبذلها قادة خالدون في الجبهة يراكمون الثروات ستفقد أية مصداقية مزعومة.
إن قيادة الجبهة الانفصالية نصبت لنفسها فخا من خلال إعلان قرار طائش، وهو قرار على كل حال يحرر المغرب من كثير من الالتزامات، وهو حاليا يملك أكثر من أي وقت مضى جميع قراراته بيده.
*** بقلم // عبد الله البقالي ***
للتواصل مع الكاتب:
bakkali_alam@hotmail.com