وبالتالي فإن تأكيد رئيس الحكومة المغربية على طبيعة هذا الوضع لا يحمل أي جديد، والموقف الرسمي والشعبي في المغرب لم، ولن، يتغير مهما كانت طبيعة العلاقات الثنائية بين مدريد والرباط. إن الأمر يتعلق بأحد أهم الملفات العالقة بين البلدين والذي يستوجب معالجة هادئة ورزينة من مسؤولي البلدين. أما وأن تسارع وزارة الخارجية الإسبانية إلى استدعاء سفيرة المملكة المغربية في مدريد للاستفسار عن التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة المغربية في شأن هذه القضية المركزية، فإن الأمر لا يعدو أن يكون محاولة لعنة للظلام دون إشعال أي نقطة ضوء، ولا نخال أن يكون لهذا الإجراء الديبلوماسي أي تأثير على موقف المغرب الرسمي والشعبي إزاء استمرار الوضع الاستعماري في هذه الثغور، وهذا ما أكدت عليه سفيرة المغرب في إسبانيا في ردها عن استفسارات وزارة الخارجية الإسبانية.
رئيس الحكومة المغربية الدكتور سعد الدين العثماني صرح بلسان المغاربة قاطبة وليس بصفته الشخصية، ومن واجبه ومن صميم مسؤولياته الحديث عما يجمع عليه الشعب المغربي.
لا يمكن فهم و استيعاب التناقض الصارخ الذي يميز تعاطي مدريد مع هذه القضية، لأنها ترفض الوضع الذي تعتبره استعماريا في صخرة جبل طارق، لكنها تقبل على نفسها أن تصر على مواصلة اقتراف ممارسة استعمارية في سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما، إنها تكيل بعدة مكاييل في تعاطيها مع الظاهرة الاستعمارية.
قبل أيام قليلة صرح نائب رئيس الحكومة الإسبانية بما يسيء إلى المغاربة في شأن قضية وحدتنا الترابية، وبما يتناقض مع الموقف الرسمي المغربي، وقبل ذلك اقترف وزارء في الحكومة الإسبانية فعلا مسيئا إلى المصالح المغربية باستقبالهم بصفتهم الحكومية لأشخاص يدعون تمثيليتهم لدولة وهمية، لكن المغرب تصرف بحكمة بما يصون و يحفظ العلاقات الثنائية بين البلدين، ولم يهرول نحو استدعاء السفير الإسباني بالمغرب لتقديم توضيحات رسمية في شأن حدث.
وشتان بين ردتي الفعل.
*** بقلم // عبد الله البقالي ***
للتواصل مع الكاتب:
bakkali_alam@hotmail.com
للتواصل مع الكاتب:
bakkali_alam@hotmail.com