Quantcast
2024 يوليوز 9 - تم تعديله في [التاريخ]

صناعة المستقبل في سياق عالم سريع المتغيرات


العلم الالكترونية-الرباط
 
 بناء النهضة الحضارية الكبرى التي هي جزء مهم من استراتيجية صناعة المستقبل ، في سياق عالم سريع المتغيرات على جميع المستويات الجيوسياسية و الاقتصادية و الأمنية والأيديولوجية والإنسانية ، يرتفع فيه منسوب القلق على مصير البشرية ، و تتسع بؤر التوتر في مناطق شتى من الكرة الأرضية ، وتتضخم حالة اللايقين على نحو يثير الرعب ويذكي الفزع ، ويخل بتوازن السياسة الدولية ، و يهدد الأمن والسلم الدوليين في الصميم .
 
ولعل الصورة الحالية للمجتمع الدولي ، أقوى ما تكون تعبيراً عن تصاعد وتيرة التغير الكاسح الذي  يشهده عالمنا خلال هذه الحقبة من تاريخ العالم  . إذ ليس كل متغير  ينطوي على تطور يخدم المصلحة الإنسانية ، و يعكس تقدماً نحو الأمام ، لأن المتغيرات المتسارعة قد تكون ، في فتراتٍ ما ، على النقيض من التطورات الإيجابية التي تدفع  بالشعوب والأمم نحو مدارج الكمال ، كما أنه ليس كل تقدم يسير في الاتجاه الذي يستجيب لتطلعات الإنسان ، فقد يكون التطور يتجه نحو الأسوأ ، في بعض الأحيان ، كما قد يكون التقدم إلى الخلف لا نحو الأمام . ولكن المتغيرات أقوى دلالةً و أعمق تعبيراً عن الطفرات الجذرية و النقلات النوعية ، على مستوى المنطلقات و الأصول و الأفكار و المفاهيم والأهداف ، وبذلك يكون التغيير شاملاً وجامعاً وكاسحاً ومندفعاً في الاتجاه الإيجابي غالباً ، و إن كان ليس في جميع الأحوال.
 
إن العالم يشهد خلال الحقبة التاريخية المفصلية ، متغيرات يأخذ بعضُها برقاب بعضٍ ، ضمن وتيرة تصاعدية مطردة ، وعلى نحو غير مسبوق . فمن الحرب الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية التي لا يبدو في الأفق أي أمل في إنهائها ، إلى الزيارة  التي وصفت بالاستراتيجية التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية واللقاء الذي جمعه بالزعيم الكوري كيم جونج أون ، في مبادرة مخيفة لم يكشف عن تفاصيلها ، ومن المناظرة التي وصفت بالتاريخية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ومنافسه في الانتخابات الرئاسية دونالد ترمب ، التي كشفت عن ترجيح  عودة الرئيس الأمريكي السابق إلى البيت الأبيض ، ومن بروز حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في الجولة الأولى للانتخابات التشريعية بفرنسا ، وإن كان قد تراجع إلى المرتبة الثالثة في الجولة الثانية، و من فوز حزب العمال البريطاني في الانتخابات وصعود رئيسه كير ستارمر لرئاسة الوزراء في البلاد ، بعد غياب عن سدة الحكم دام أربع عشرة سنة ، ومن الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لموسكو و اللقاء الغامض الذي جمعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرلمين ، وجاءت تلك الزيارة بعد أيام من تولي المجر الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي ، مما أثار احتجاج هذا التجمع على الدولة العضو فيه . وهي سابقة خطيرة بكل المقاييس . أما فوز مسعود بزشكيان الطبيب الجراح في الانتخابات الرئاسية الإيرانية ، الذي يقال إنه أعاد الإصلاحيين إلى السلطة ، فهو طور جديد من اللعبة السياسية التي يديرها ويمسك بخيوطها علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران . فهذه متغيرات قد يكون لها تأثير ، بدرجة أو بأخرى ، على المشهد الدولي ، ولكنها لن تكون فاعلة في تغيير قواعد اللعبة على مسرح السياسة الدولية ، بحيث يعم الاستقرار ، و يسود الأمن والسلم في مناطق النزاعات المسلحة ، تسترجع الإنسانية أنفاسها ، وتضع الحرب أوزارها  في أوكرانيا و في قطاع غزة الفلسطيني وفي دول جنوبي الصحراء الكبرى بأفريقيا .
 
في هذا السياق الدولي غير المستقر، تواصل المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله و أيده، استكمال بناء الدولة الاجتماعية، وإقامة الأسس للنهضة الحضارية الكبرى، وصناعة المستقبل المزدهر والآمن والمستقر  لبلادنا، على قواعد الأمن الوارف والاستقرار التام والوئام الأهلي والوحدة الوطنية والالتفاف حول العرش باني المغرب الجديد الموحد والمتضامن والقوي القادر على الدفاع عن سيادة الدولة المغربية ووحدتها الترابية وسلامتها الإقليمية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ورعاه .

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار