العلم الإلكترونية - بقلم رشيد زمهوط
يقبع في أحد سجون العاصمة الجزائرية منذ منتصف شهر نونبر الجاري الكاتب الجزائري الفرنسي المرموق بوعلام صنصال و هو من الأسماء البارزة في الأدب الفرنسي المعاصر على خلفية تصريح له يشكك من خلاله في الحدود الحقيقية لبلاده الجزائر .
يقبع في أحد سجون العاصمة الجزائرية منذ منتصف شهر نونبر الجاري الكاتب الجزائري الفرنسي المرموق بوعلام صنصال و هو من الأسماء البارزة في الأدب الفرنسي المعاصر على خلفية تصريح له يشكك من خلاله في الحدود الحقيقية لبلاده الجزائر .
وكانت أخبار المثقف الجزائري المزداد بالجزائر سنة 1949 لأب مغربي ,و الذي سبق و شغل منصبا هاما في دواليب الإدارة الجزائرية قبل أن يتم تسريحه منه , قد انقطعت بعد أن إستقل رحلة جوية من باريس الى مطار الهواري بومدين الجمعة 15 نونبر ) حيث أبلغ أصدقائه في باريس عن اختفائه بعد أن تعذر عليهم التواصل هاتفيا معه وتمّ إخبارهم أنه لم يصل إلى منزله في بومرداس.
و أمام الصمت المطبق للسلطات الجزائرية، أفادت بعض وسائل الإعلام الفرنسية قبل أسبوع بأن الشرطة الجزائرية اعتقلت صنصال، الذي ينتقد منذ سنوات صراحة النظام الجزائري، عندما نزل من الطائرة في الجزائر , و تكهنت ذات المصادر بأن صنصال تم اعتقاله بسبب مقابلة حديثة ظهر فيها وهو يشكك في السيادة التاريخية الجزائرية على أجزاء من أراضيها المجاورة للمغرب، كما أنه صرح في المقابلة إن الجزائر "اخترعت" جبهة البوليساريو "لزعزعة استقرار المغرب".
و بعد شيوع خبر توقيف الكاتب الجزائري , خرجت وكالة الأنباء الجزائرية بعد ستة أيام على إختفاء بوعلام صنصال بتقرير يعترف بإيقافه دون تقديم أي تفاصيل ويهاجم بشدة الكاتب المختفي و معه شريحة واسعة من الطيف السياسي و الثقافي الفرنسي الذي تعاطف أو تضامن مع صنصال منذ إختفائه المريب و هو عائد في رحلة اعتيادية الى منزله الكائن ببلدية بومرداس بالضاحية الشمالية للعاصمة الجزائرية , ووصفتهم القصاصة الجزائرية باللوبي الحاقد على الجزائر و المعادي لها .
تقرير وكالة الأنباء الجزائرية وصف صنصال بدمية التيار التحريفي المعادي للجزائر و وسمت الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية التي استفسرت عن وضع بوعلام صنصال بأنها تمثل وجود تيار "حاقد" ضد الجزائر و لوبي لا يفوت أي فرصة للتشكيك في السيادة الجزائرية , حسب نص الوكالة الرسمية الجزائرية
و نقلت أوساط قريبة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الأخير قلق للغاية في شأن اختفاء صنصال الذي يحمل أيضا الجنسية الفرنسية ، موضحة أن أجهزة الدولة مستنفرة لكشف ملابسات وضعه , كما أعرب عدد من القادة السياسيين الفرنسيين عن قلقهم، أبرزهم رئيس الوزراء السابق إدوار فيليب كما أبدى كتاب دعمهم لصنصال، بينهم الفرنسي نيكولا ماتيو الذي تحدث عن "فخ" نصب له
و بحسب مقال سابق لصحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن السلطات الجزائرية انزعجت من تصريحات أدلى بها صنصال لمجلة "فرونتيير" الفرنسية ، تبنى فيها موقفا مغربيا يقول إن أراضي مغربية انتُزعت من المملكة تحت الاستعمار الفرنسي و ألحقت بالجزائر.
و إنبرت الصحف الجزائرية الصادرة نهاية الأسبوع على تشويه سمعة الكاتب الجزائري المعروف دوليا و تحدثت عن تهم جاهزة ستوجه اليه و تتعلق بـ"التشكيك في استقلال وتاريخ وسيادة وحدود الجزائر"، و"إنكار وجود الأمة الجزائرية"، و"ارتباطه بأطراف معادية للجزائر". مما يبرر حسب الاعلام الجزائر متابعة المثقف الجزائري بارتكاب أعمال إرهابية و تخريبية تستهدف أمن الدولة و وحدتها و تعريضه لعقوبة بالسجن تتراوح بين 12 شهراً و5 سنوات .
ردة فعل النظام الجزائري و الاعلام الدائر في فلكه العنيفة على موجة التضامن في فرنسا مع المثقف الموقوف و مزدوج الجنسية , يرجح مهتمون أنها تنطلق من خطة ابتزاز جديدة لقصر المرادية تجاه الرئيس الجزائري لتحذيره مسبقا من عواقب تزويد المغرب بالمزيد من الحجج و الوثائق التي تثبت مسار الحدود البرية الحقيقية للمملكة المغربية قبل بسط المستعمر الفرنسي سيطرته الكاملة على التراب الجزائري سنة 1830 .