العلم الإلكترونية - الرباط
تضمن الخطاب السامي لجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله وأيده، في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة، نداء عاجلاً وقوياً إلى الشعب المغربي، للمزيد من التعبئة واليقظة، لمواصلة تعزيز موقف بلادنا، والتعريف بعدالة قضيتنا والتصدي لمناورات الخصوم، وذلك من أجل شرح أسس الموقف المغربي للدول الصديقة، التي لا تزال تسير ضد منطق الحق و التاريخ، و العمل على إقناعها بالحجج و الأدلة القانونية والسياسية والتاريخية والروحية التي تؤكد شرعية مغربية الصحراء ، انسجاماً مع المقاربة المبتكرة التي اقتضت أن نمر في قضية وحدتنا الترابية ، من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير داخلياً و خارجياً، والانتقال من مقاربة رد الفعل إلى أخذ المبادرة والتحلي بالحزم والاستباقية. وهو النهج القويم الذي اعتمده المغرب وعمل به بكل عزمٍ و تأنٍ و برؤية واضحة، مستعملاً كل الوسائل والإمكانات المتاحة، للتعريف بعدالة موقف بلادنا و بحقوقنا التاريخية والمشروعة في صحرائنا .
تضمن الخطاب السامي لجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله وأيده، في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة، نداء عاجلاً وقوياً إلى الشعب المغربي، للمزيد من التعبئة واليقظة، لمواصلة تعزيز موقف بلادنا، والتعريف بعدالة قضيتنا والتصدي لمناورات الخصوم، وذلك من أجل شرح أسس الموقف المغربي للدول الصديقة، التي لا تزال تسير ضد منطق الحق و التاريخ، و العمل على إقناعها بالحجج و الأدلة القانونية والسياسية والتاريخية والروحية التي تؤكد شرعية مغربية الصحراء ، انسجاماً مع المقاربة المبتكرة التي اقتضت أن نمر في قضية وحدتنا الترابية ، من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير داخلياً و خارجياً، والانتقال من مقاربة رد الفعل إلى أخذ المبادرة والتحلي بالحزم والاستباقية. وهو النهج القويم الذي اعتمده المغرب وعمل به بكل عزمٍ و تأنٍ و برؤية واضحة، مستعملاً كل الوسائل والإمكانات المتاحة، للتعريف بعدالة موقف بلادنا و بحقوقنا التاريخية والمشروعة في صحرائنا .
وهذه مهمة جليلة القدر سامية القصد من أعظم المهام الوطنية وأشرفها و أنبلها ، دعا إليها جلالة العاهل الكريم، نصره الله، في هذه المرحلة التي يجتازها ملف الصحراء المغربية باعتبارها القضية الأولى لجميع المغاربة .
إن النهوض بهذه المهمة الوطنية، على النحو الذي يفي بالقصد، ويُفضي إلى تحقيق الهدف السامي منها، يقتضي تضافر كل المؤسسات الوطنية الرسمية و الحزبية والمدنية، وتعزيز التنسيق بينها، بما يُضفي النجاعة اللازمة على أدائها وتحركاتها، بحسب ما جاء في الخطاب الملكي السامي .
ولأن المهام الوطنية الكبرى والأشد حساسية، تتطلب انخراط مختلف أشكال التدخل ذات التأثير القوي و الفاعل، ومنها الدبلوماسية الحزبية والبرلمانية ، التي لها الدور الفاعل، في كسب المزيد من الاعتراف بمغربية الصحراء، وتوسيع الدعم لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد لهذا النزاع الإقليمي المفتعل. وهو الأمر الذي دعا جلالة الملك، رعاه الله، إلى مزيد من التنسيق بين مجلسي البرلمان بهذا الخصوص، إلى جانب وضع هياكل داخلية ملائمة، بموارد بشرية مؤهلة، مع اعتماد معايير الكفاءة والاختصاص في اختيار الوفود، سواء في اللقاءات الثنائية، أو في المحافل الجهوية والدولية، وهو ما وضحه الخطاب الملكي السامي بتفصيل يقتضيه المقام .
فهذه إذاً، تعبئة وطنية جامعة، لمواجهة متطلبات المرحلة الجديدة المثقلة بالتحديات، وللانخراط في مقاربة أخذ المبادرة والتحلي بالحزم والاستباقية واليقظة الواعية والقراءة المتعمقة للاحتمالات المستقبلية كافة .
وفي جميع الأحوال، وتحت كل الظروف، و بلغت ما بلغته خطورة المناورات التي ما فتئ خصوم بلادنا يحيكون خيوطها ، فإن المغرب، وبقيادته الملكية الرشيدة، سيظل دائماً حازماً في موقفه، و فياً لنهج الانفتاح على محيطه المغاربي والجهوي، بما يساهم في تحقيق التنمية المشتركة لشعوب المنطقة. وتلك رسالة، من جملة رسائل وجهها الخطاب الملكي السامي، إلى من يهمه الأمر من الذين يدأبون على السير ضد منطق الحق والتاريخ، ولا يرضخون للحقائق القائمة على الأرض ، و يصرون على المضي على طريق الضلال والخبل والوهم.
وفي رسالة مبطنة وجهها الخطاب الملكي السامي إلى محكمة العدل الأوروبية، شكر جلالة الملك، أعز الله أمره، كل الدول التي تتعامل اقتصادياً واستثمارياً مع الأقاليم الجنوبية للمملكة، و تعزز موقعها باعتبارها محوراً للتواصل والتبادل بين المغرب وعمقه الأفريقي، كما تضعها في صلب المبادرات القارية الاستراتيجية التي أطلقها جلالة الملك، وفقه الله، كمشروع أنبوب الغاز المغرب- نيجيريا، ومبادرة الدول الأفريقية الأطلسية ، إضافة إلى مبادرة تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي. وهو ما يؤكد أن قرار محكمة العدل الأوروبية إياه، لا يهم المغرب في شيء، ولا تأثير له على الوضع الاقتصادي والاستثماري في الصحراء المغربية .
نعم ، لقد ظهر الحق اليوم و الحمد لله، والحق يعلو ولا يعلى عليه، والقضايا العادلة تنتصر دائماً. وصدق الله العظيم إذ قال سبحانه في كتابه العزيز من سورة الإسراء الآية 81 (وقل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ). و إيراد هذه الآية الكريمة في هذا الخطاب له دلالة عميقة ، على خصوم وحدتنا الترابية، أن يبحثوا عنها في كتب التفاسير .
وفي الجملة فإن هذا الخطاب الملكي السامي، هو وبكل المعايير، خطاب المرحلة، وبقدرما هو نداء قوي الدلالة من جلالة الملك، نصره الله، إلى شعبه الوفي، يعبر أوفى ما يكون التعبير، عن دخول المغرب إلى مرحلة التغيير داخلياً وخارجياً، وانتقاله إلى مقاربة أخذ المبادرة والتحلي بالحزم القاطع وبالاستباقية الاستشرافية .