Quantcast
2025 فبراير 10 - تم تعديله في [التاريخ]

دلالات‭ ‬عميقة‭ ‬في‭ ‬تهنئة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للرئيس‭ ‬السوري‭ ‬الانتقالي


العلم الإلكترونية  - الرباط 

‬انطوت‭ ‬برقية‭ ‬التهنئة‭ ‬التي‭ ‬بعث‭ ‬بها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وأيده،‭ ‬إلى‭ ‬أحمد‭ ‬الشرع‭ ‬الرئيس‭ ‬الانتقالي‭ ‬للجمهورية‭ ‬العربية‭ ‬السورية،‭ ‬على‭ ‬دلالات‭ ‬سياسية‭ ‬عميقة،‭ ‬تشكل‭ ‬رسالة‭ ‬موجهة‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬وبين‮ ‬‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬الذي‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التعمق‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدلالات‭ ‬والتمعن‭ ‬في‭ ‬استخلاص‭ ‬معانيها‭. ‬فقد‭ ‬تكررت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التهنئة‭ ‬أربع‭ ‬مرات،‭ ‬عبارات‭ ‬مفصلية‭ ‬ذات‭ ‬علاقة‭ ‬بالوضع‭ ‬الطارئ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬العريق‭ ‬في‭ ‬أمجاده‭ ‬التاريخية،‮ ‬‭ ‬هي‭ ‬الحرية‭ ‬والطمأنينة‭ ‬والاستقرار،‭ ‬مع‭ ‬تعديل‭ ‬طفيف‭ ‬في‭ ‬ترتيبها،‭ ‬في‮ ‬‭ ‬صيغة‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬موقف‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال،‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬الشقيق‭ ‬ومساندته‭ ‬لتحقيق‭ ‬تطلعاته‭ ‬إلى‭ ‬الحرية‭ ‬والطمأنينة‭ ‬والاستقرار،‮ ‬‭ ‬مع‭ ‬التوضيح‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الموقف‭ ‬الثابت‭ ‬الذي‭ ‬يدعو‭ ‬المملكة‭ ‬اليوم،‭ ‬كما‭ ‬بالأمس،‭ ‬للوقوف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬وهو‭ ‬يجتاز‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الدقيقة‭ ‬والحاسمة‭ ‬في‭ ‬تاريخه،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬انسجام‭ ‬تام‭ ‬مع‭ ‬موقفها‭ ‬المبدئي‭ ‬الداعم‭ ‬للوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬لسوريا‭ ‬وسيادتها‭ ‬الوطنية‭ .‬
 
وجاء‭ ‬هذا‭ ‬الربط‭ ‬المحكم‭ ‬بين‮ ‬‭ ‬الأهداف‭ ‬الرئيسَة‭ ‬الثلاثة‭ ‬،‭ ‬الحرية‭ ‬والطمأنينة‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وبين‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬والسيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬لسوريا،‭ ‬ليؤكد‭ ‬إحدى‭ ‬الدلالات‭ ‬التي‭ ‬تنبني‭ ‬عليها‭ ‬التهنئة‭ ‬الملكية،‭ ‬وهي‭ ‬العلاقة‭ ‬المتينة‭ ‬بين‭ ‬وحدة‭ ‬الأراضي‭ ‬السورية‭ ‬وسيادتها‭ ‬الوطنية،‭ ‬وبين‭ ‬الحرية‭ ‬والطمأنينة‭ ‬والاستقرار،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬انفصال‭ ‬بين‭ ‬وحدة‭ ‬الأراضي‭ ‬وبين‭ ‬تحرير‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬بالمعاني‭ ‬الشاملة‭ ‬للتحرير‭ ‬الذي‭ ‬تتولد‭ ‬عنه‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬أنصع‭ ‬تجلياتها‭. ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬الطمأنينة‭ ‬والاستقرار‭ ‬بالسيادة‭ ‬الوطنية،‭ ‬التي‮ ‬‭ ‬هي‭ ‬القاعدة‭ ‬الصلبة‭ ‬للاستقرار‭ ‬الذي‭ ‬يفضي‭ ‬إلى‭ ‬الشعور‭ ‬بالطمأنينة‭ ‬والأمن‭ ‬والأمان‭.‬
 
والتشابك‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الدلالات‭ ‬العميقة،‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬من‭ ‬الانسجام‭ ‬والتناغم،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬برقية‭ ‬التهنئة‭ ‬الملكية‭ ‬تعرب‭ ‬عن‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ (‬أي‭ ‬التحول‭ ‬العميق‭ ‬والشامل‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬سوريا‭) ‬في‭ ‬تثبيت‭ ‬السلام‭ ‬و‭ ‬إرساء‭ ‬دعائم‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمان‭ ‬لهذا‭ ‬البلد،‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬الشقيق،‭ ‬بجميع‭ ‬مكوناته‭ ‬وأطيافه،‭ ‬إلى‭ ‬الأمن‭ ‬والتنمية‭ ‬والازدهار‭. ‬وفي‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬الأمن‭ ‬والتنمية،‭ ‬ما‭ ‬يؤسس‭ ‬للنظام‭ ‬الجديد‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والتعددية‭ ‬والعدالة‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون‭. ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬الشروط‭ ‬الموضوعية‭ ‬للولوج‭ ‬إلى‭ ‬الازدهار‭ ‬اقتصادياً‭ ‬واجتماعياً‭ ‬وسياسياً،‭ ‬بالمدلول‭ ‬العميق‭ ‬للازدهار‭.‬
 
‮ ‬وفي‭ ‬الحالة‭ ‬السورية،‭ ‬تتصدر‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬والسيادة‭ ‬الوطنية،‭ ‬جميع‭ ‬القضايا‭ ‬المطروحة‭ ‬على‭ ‬بساط‭ ‬البحث‭ ‬والنقاش‭ ‬العمومي‭ ‬وانشغالات‭ ‬الإدارة‭ ‬الجديدة،‭ ‬فلا‭ ‬أمن‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تسترجع‭ ‬الدولة‭ ‬السورية‭ ‬كل‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬ترابها‭ ‬الوطني،‭ ‬ولا‭ ‬سيادة‭ ‬بدون‭ ‬حماية‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية،‭ ‬بل‭ ‬لا‭ ‬استقلال‭ ‬إن‮ ‬‭ ‬لم‭ ‬تتحرر‭ ‬جميع‭ ‬المناطق‭ ‬السورية،‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ ‬السوري،‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غربي‭ ‬البلاد،‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬شرقيها،‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬الإرهابية،‭ ‬مثل‭ ‬داعش،‭ ‬وقوات‭ ‬سوريا‭ ‬الديمقراطية‭ (‬قسد‭)‬،‭ ‬أو‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬الكردستاني‭ (‬بي‭. ‬كي‭. ‬كي‭) ‬المرتبط‭ ‬عقائدياً‭ ‬وعرقياً‭ ‬بالأكراد‭ ‬السوريين‭. ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬أولى‭ ‬الأولويات‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬بعد‭ ‬ترسيخ‭ ‬أسس‭ ‬الأمن‮ ‬‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬الفلول‭ ‬من‭ ‬بقايا‭ ‬النظام‭ ‬البائد،‭ ‬هي‭ ‬إرساء‭ ‬قواعد‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬وبسط‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬وترسيخها‭ .‬
 
وتلك‭ ‬رسالة‭ ‬عظيمة‭ ‬الشأن‭ ‬وجهها‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬الإدارة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬سوريا،‮ ‬‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬وحدته‭ ‬الترابية،‭ ‬أمام‭ ‬الحركة‭ ‬الانفصالية‭ ‬التي‭ ‬تديرها‭ ‬وتتحكم‭ ‬فيها‭ ‬الجزائر،‭ ‬في‭ ‬صيغة‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬الإرهابية‭.‬‮ ‬
 
إن‭ ‬سوريا‭ ‬الجديدة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لها‭ ‬أن‮ ‬‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬الدلالات‭ ‬العميقة‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬برقية‭ ‬التهنئة‮ ‬‭ ‬التي‭ ‬بعث‭ ‬بها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬نصره‭ ‬الله،‭ ‬إلى‭ ‬الرئيس‭ ‬أحمد‭ ‬الشرع،‭ ‬فهي‭ ‬رسالةُ‭ ‬أُخوةٍ‭ ‬حقيقيةٍ‭ ‬إلى‭ ‬شعب‭ ‬شقيق،‭ ‬حيث‭ ‬امتزجت‭ ‬دماء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية‭ ‬بدماء‭ ‬الجيش‭ ‬السوري‭ ‬في‭ ‬هضبة‭ ‬الجولان‭ ‬إبان‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬سنة‭ ‬1973‭.‬

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار