العلم الإلكترونية - بقلم نهيلة البرهومي
بداية، أريد أن أتوجه بالشكر إلى من يعتبر أن الصحافي كبش فداء ولا داعي للاستغراب، فحينما يصبح هم البعض تشويه صورة خدام صاحبة الجلالة وينجحون في ذلك أكثر من مرة، نعم وجب علينا نحن معشر الصحافيات والصحافيين شكرهم لأنهم أبانوا عن الإهمال والتهميش الذي نعانيه في ظل غياب تطبيق القانون، ويحيلنا إلى سؤال جوهري هل تتجه حرية الصحافة ببلادنا إلى ما آل إليه الإعلام في أقطار أخرى؟
بداية، أريد أن أتوجه بالشكر إلى من يعتبر أن الصحافي كبش فداء ولا داعي للاستغراب، فحينما يصبح هم البعض تشويه صورة خدام صاحبة الجلالة وينجحون في ذلك أكثر من مرة، نعم وجب علينا نحن معشر الصحافيات والصحافيين شكرهم لأنهم أبانوا عن الإهمال والتهميش الذي نعانيه في ظل غياب تطبيق القانون، ويحيلنا إلى سؤال جوهري هل تتجه حرية الصحافة ببلادنا إلى ما آل إليه الإعلام في أقطار أخرى؟
لقد تعددت الصور التي وثقت الانتهاكات الممارسة بحق الصحافيين، فبعد مشهد انتزاع ميكروفون موقع "belplus" بالقوة أثناء تفريق مظاهرة الأساتذة المتعاقدين، توصلت النقابة الوطنية للصحافة المغربية بمعلومات موثقة، ومسجلة بفديوهات، تتضمن اعتداء جسديا على الزميلين إبراهيم جديد، وعبدو الطاهير من طرف رجال الأمن أثناء القيام بواجبهم المهني. صور وإن اعتدنا على التعايش معها إلا أنها تضر بصورة المملكة فيما يخص علاقة السلطات بالإعلام.
واقع مريض، يزيد من أزمة القطاع وكأن ما يعيشه هذا الأخير غير كافٍ، فكل هاته الانتهاكات وغيرها من الممارسات بحق الإعلاميين المغاربة، تحيلنا إلى أسئلة كثيرة أولها هل الصحافي كبش فداء؟ فهو المحسوب على قطاع منهك بفعل الضربات والأزمات، لم يسلم من أزمة كورونا التي امتصت وريد ميزانية بعض المؤسسات الإعلامية، التي لجأت بدورها إلى الاقتطاع من الأجور وطرد خدام صاحبة الجلالة دون شفقة أو رحمة.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فقد خيم شبح الإغلاق على منبر إعلامي لجأ بدوره إلى إعلان نهاية الخدمة، وترك العاملين الذين تفاجأوا بالخبر في حيرة من أمرهم، ودون سابق إنذار يجد الصحافي نفسه خارج رقعة الميدان، كحصان في لعبة شطرنج يحركه صاحبه ليكسب المباراة ولا يهم من سيسقط ألما وفقرا.
سنت القوانين، وطبق بعضها فيما ظل البعض الآخر حبرا على ورق، فكيف يعقل أن يتحول ناقل الخبر إلى خبر!؟ ويصبح الصحافي مقالا رئيسيا وليته مقال شكر وامتنان، وإنما تعزية لما آلت إليه أوضاعه المالية والاقتصادية والحقوقية، ولن نوضح أكثر لأن شرح الواضحات من المفضحات.
إن بلادنا التي قطعت أشواطا هامة في مجال حقوق الإنسان، والنقلة النوعية التي حققها دستور 2011، والتقدم الكبير في شتى المجالات، تضعنا أمام رهان رد الاعتبار إلى الصحافي المغربي، فلا يعقل أن تظل الصحافة حبيسة التنظير، وأن يصبح الصحافي كبش فداء في وطن ضحى بالغالي والنفيس من أجل الازدهار والتقدم، وتحصيل الحقوق وترتيب المسؤوليات، وإقرار مبدإ المحاسبة.
ومادمنا اليوم نعيش فترة انتقالية خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات، ندعو المسؤولين كل من موقعه إلى أن يلتفتوا للإعلام المغربي، ويسطروا بعضا من وريقاتهم لحلول استعجالية تعيد إلى القطاع بريقه وتحفظ لخدامه حقوقهم، فلا يعقل أن يصبح الصحافي كبش فداء، كلما حلت مصيبة بالقطاع.