حمدي ولد الرشيد : مصادقة مجلس جهة العيون الساقية الحمراء على نقط جدول الاعمال بالاجماع يعكس الوعي والمسؤولية بدور المجلس في التنمية الاجتماعية والاقتصادية

العلم الإلكترونية - عبد الله جداد

عقد مجلس جهة العيون-الساقية الحمراء، يوم أول أمس الاثنين، دورته العادية لشهر مارس الجاري. وتمت، خلال هذه الدورة التي ترأسها سيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس المجلس، بحضور السيد حميد نعيمي، عامل إقليم السمارة، الدراسة والمصادقة على مشروع تعديل ميزانية الجهة لسنة 2024، وعلى مشروع ملحق اتفاقية الشراكة الخاصة بتمويل وإنجاز بحيرات تلية صغرى بجهة العيون-الساقية الحمراء.

ويهدف هذا الملحق إلى تعديل اتفاقية الشراكة المتعلقة بإنجاز بحيرات تلية صغرى بالجهة، المصادق عليها خلال دورة يوليوز 2022، وخاصة المواد 2 و3 و4 و11 منها، والتي تتعلق ببرنامج البحيرات التلية الصغرى بالجهة.

كما يروم البرنامج، الذي رصد له، حسب الملحق المعدل، مبلغ يناهز 23 مليون و900 ألف درهم، إنجاز بحيرتين تليتين لتعبئة أكثر من مليون و320 ألف متر مكعب، خلال الفترة الممتدة من 2023 إلى 2025، وذلك بسعة مليون متر مكعب بجماعة الحكونية، و320 ألف متر مكعب بجماعة كلتة زمور.

وعلاوة على ذلك، وافق أعضاء مجلس جهة العيون- الساقية، بالإجماع، على مشروع اتفاقية شراكة تتعلق بتمويل وإنجاز محطات متنقلة لتحلية وتنقية المياه، وعلى تعديل الهيكل التنظيمي لإدارة مجلس الجهة، وكذا على التقرير حول نشاط مكتب المجلس خلال الفترة الفاصلة بين الدورتين.

من جهة أخرى، صادق أعضاء المجلس خلال هذه الدورة على مشروع اتفاقية إطار للشراكة بين الجهة ومقاطعة مانديرا بجمهورية كينيا. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تحديد إطار للتعاون بين مجلسي جهة العيون-الساقية الحمراء ومقاطعة مانديرا.

وتم خلال هذه الدورة، كذلك، مناقشة وتدارس عرضين قطاعيين يهمان قطاع الصحة والحماية الاجتماعية ، وتقرير حول نشاط مكتب المجلس خلال الفترة الفاصلة بين الدورتين،وقراءة في محضر الدورة العادية لشهر أكتوبر 2023 والمصادقة عليه ، ووضعية قطاع تربية الماشية بالجهة، في ظل استمرار تداعيات الجفاف. والدراسة والمصادقة على مشروع تعديل ميزانية الجهة للسنة المالية 2024. والدراسة والمصادقة على مشروع ملحق اتفاقية الشراكة الخاصة بتمويل وإنجاز بحيرات تلية صغرى بالجهة والدراسة والمصادقة على مشروع اتفاقية إطارللشراكة بين الجهة ومقاطعة مانديرا بجمهورية كينيا ، والدراسة والمصادقة على مشروع اتفاقية شراكة تتعلق بتمويل وإنجاز محطات متنقلة لتحلية وتنقية المياه، والدراسة والمصادقة على تعديل الهيكل التنظيمي لإدارة مجلس جهة العيون الساقية الحمراء ، ودراسة وضعية قطاع تربية الماشية بالجهة في ظل استمرار تداعيات الجفاف، وأخيرا عرض حول وضعية قطاع الصحة بالجهة .

 

وأشاد رئيس الجهة باسم المجلس الموقر، بالمجهودات التي يبذلها السيد والي جهة العيون الساقية الحمراء مع السادة عمال الأقاليم، وباقي المصالح الخارجية ، ونجاحه في التنسيق والإشراف على التنزيل السلس للمشاريع التنموية المبرمجة على صعيد تراب الجهة، ومواكبته للمجالس المنتخبة في وضع الأسُس والقواعِد الصلْبة لبرامج العمل المدروسٍة والمُندمجة، وتسريع وتيرة تأهيل المجال الترابي للجهة.

مضيفا ، نحن سعداء بما تحقق ويتحقق يوميا من إنجازات، وتقدم الأشغال بالأوراش المهيكلة بتراب الجهة مما يدعم التنمية المُستدامة والمُتوازِنة، وسعداء أيضا بالمُقاربةٍ المعتمدة لتحقيق الأهداف التنموية، والتي تُراعي الالتقائية والنجاعة ، وهي مقاربة تؤهلنا بحول الله وتوفيقه للانخراط بفعالية في صلب المخططات الاستراتيجية لصاحب الجلالة نصره الله ، وخاصة فيما يتعلق بتأهيل المجال الساحلي وطنيا، والواجهة الأطلسية للصحراء المغربية. ونحن ندعم بقوة هيكلة هذا الفضاء الجيو - سياسي على المستوى الإفريقي، ونشيد بما ورد في الخطاب السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين لذكرى المسيرة الخضراء ، حيث جاء فيه :" .... غايتنا أن نحول الواجهة الأطلسية، إلى فضاء للتواصل الإنساني، والتكامل الاقتصادي، والإشعاع القاري والدولي.لذا، نحرص على استكمال المشاريع الكبرى ، التي تشهدها أقاليمنا الجنوبية ، وتوفير الخدمات والبنيات التحتية ، المرتبطة بالتنمية البشرية والاقتصادية له " انتهى كلام جلالة الملك.
 

 

شارك المجلس في استقبال الوفود الأجنبية التي تزور حواضر الجهة في إطار الدبلوماسية الموازية، حيث، تشكل مدينة العيون قبلة لزيارة مجموعة من البعثات البرلمانية والقنصلية والصحفية الدولية، وذلك من أجل إطلاع الرأي العام الدولي على حقيقة الأوضاع الميدانية والدينامية التنموية التي تشهدها الجهة في مختلف المجالات. 

وتم بمقر الجهة استقبال وفدا من الاتحاد الأوروبي يضم مسؤولين كبار وتقنيين من الإتحاد الجمركي للإتحاد الأوروبي. وتم خلال هذا الاجتماع تقديم عرض شامل حول أبرز المشاريع والأوراش التنموية التي تعرفها الجهة، والبنيات التحتية التي تتوفر عليها في مختلف القطاعات.، كما استقبلنا بمقر الجهة أيضا وفد دبلوماسي من جمهورية مالاوي برئاسة السيدة نانسي تيمبو ، وزيرة الخارجية المالاوية . وقد شكل هذا اللقاء فرصة لإطلاع السيدة الوزيرة على تجربة مجلس جهة العيون الساقية الحمراء في تدبير الشأن الجهوي وتكريس الديموقراطية المحلية ، واستقبلنا كذلك بمقر الجهة أعضاء الوفد البرلماني البريطاني المشكل من اللورد دانييل كواكزينسكي مرفوقا باللورد سيمون مايال ، وبمقر ولاية الجهة شاركنا في مراسيم إطلاق برنامج "جسر التمكين والريادة" بجهة العيون الساقية الحمراء بحضور السيدة "عواطف حيار" وزيرة التضامن والادماج الاجتماعي والاسرة . وقد تم على هامش هذا اللقاء توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة التضامن والادماج الاجتماعي والاسرة و مجلس الجهة حول برنامج التأهيل والتمكين الاقتصادي للنساء حاملات المشاريع ودعم الأنشطة المدرة للدخل لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة، كما تم أيضا توقيع اتفاقيات تسليم مراكز اجتماعية من المجلس الجماعي للعيون، وذلك بحضور السيد والي الجهة ورؤساء جماعات ورؤساء الغرف المهنية والمصالح الخارجية ، ومنتخبين وممثلي المجتمع المدني.

 
وشاركنا يضيف رئيس الجهة يوم الجمعة 19 يناير 2024 في مراسم حفل تنصيب السيد حمدي كريطا مديرا للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، بحضور السيد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. خلفا للسيد امبارك الحنصالي .

حيث تم التعبير من جديد للسيد حمدي كريطا، الخبير بقضايا المنظومة التربوية بالجهة عن دعمنا للقطاع متمنيين له النجاح والتوفيق لخدمة قطاع التربية والتعليم الذي يحتاج منا جميعا إلى مزيد من التعبئة وتضافر الجهود لتجويد المنظومة التربوية وتجاوز الاكراهات، واستعادة ثقة الأسر والمجتمع في المدرسة العمومية، ومواكبة دينامية التنمية البشرية والاقتصادية للأقاليم الجنوبية للمملكة.

     
وعموما، حرصنا على الحضور والمشاركة في مختلف الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية المنظمة على صعيد الجهة ، وعلى سبيل الذكر لا الحصر ، أذكر فعاليات النسخة الخامسة لمهرجان القصيدة البدوية الحسانية . وأكتفي بهذا القدر فقط من أبرز الأنشطة المحلية.

 

ومن خلال العرض المقدم من طرف رئيس الجهة سيدي حمدي ولد الرشيد، أبرز أهم المشاركات الدولية المتمثلة في المشاركة في قمة" Cop 28 " بدبي بالإمارات العربية المتحدة . تدارست خلاله فعاليات هذا المؤتمر الدولي الهام تغير المناخ مجموعة من القضايا الآنية من قبيل معالجة حالة الطوارئ المناخية، والحد بشكل عاجل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري . وقد شارك وفد الجهة في الورشات والندوات المقامة على هامش المؤتمر، و تمت زيارة العديد من الأروقة وعلى رأسها رواق مجلس التعاون الخليجي، حيث أجريت العديد من المباحثات حول القضايا البيئية ودراسة سبل التعاون في هذا المجال. كما شكل المؤتمر فرصة لاستعراض التجربة الرائدة في مجال الطاقات المتجددة والاستثمارات المنجزة بالجهة سواء في مجال الطاقات الريحية أو الشمسية ، والامكانات التي تزخر بها الجهة وأهميتها في توفير طاقة بديلة ذات مردودية عالية وبكلفة معقولة. 

       
وفي هذا السياق، قام وفد الجهة بالمؤتمر بالتسويق للمنجزات التنموية بالجهة وتوزيع مواد إعلامية رقمية تتضمن فيلم مِؤسساتي وبعض المشاريع ذات الطابع البيئي المبرمجة بتراب الجهة، فضلا عن المساهمة في النقاشات والترافع حول الزيادة في الجهود التمويلية المخصصة للتخفيف من أثار التغير المناخي، والحرص على تأمين سبل استدامة النظم الغذائية والأمن المائي والأمن الطاقي، وبالتالي المساهمة في تعزيز الجهود الدولية الرامية إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتنزيل كافة مضامين وبنود إتفاقية باريس حول المحافظة على البيئة.

 

     
وفي السياق الدولي أيضا ، شاركنا في أشغال منتدى التعاون اللامركزي المغربي- السينغالي المنظم من 14 إلى 18 يناير 2024 بالعاصمة دكار، وذلك تحت شعار: "الديبلوماسية الترابية أداة فعالة لتعزيز علاقات التضامن والأخوة والتعاون بين المجتمعات ".

       
وتندرج أشغال هذا المنتدى في إطار تشجيع المبادرات الرامية لتعزيز علاقات التعاون المتميزة بين جهات المملكة ونظيراتها من الدول الإفريقية، فضلا عن تبادل التجارب مع المؤسسات التي تسير الشأن المحلي بالدول الافريقية وخاصة مع جمهورية السنيغال التي تربطها بالمملكة علاقات تاريخية واقتصادية وثقافية متينة . وقد شكل اللقاء فرصة لبحث سبل التعاون مع ممثلي الجهات السنيغالية ، وقد توجت اللقاءات الثنائية بإعداد اتفاقية إطار للشراكة مع جهة كافرين بالسينيغال ، والتي تعد من بين أكبر الجهات بهذا البلد الإفريقي الذي يجسد متانة وعمق الروابط مع المملكة المغربية، والتي ترقى إلى شراكة نموذجية وتطابق كبير في وجهات النظر من القضايا الإقليمية والدولية.

 

كما لاحظتم من خلال تفحص مواضيع جدول أعمال الدورة، أود الاشارة إلى اهتمامنا في مكتب المجلس بمسألة التناغم ومواكبة الانشغالات الكبرى لحكومة صاحب الجلالة حفظه الله ومخططاتها الاستراتيجية مثل ضمان الأمن المائي، والحماية الاجتماعية، وتأهيل الواجهة الأطلسية .

    

 بالنسبة للأمن المائي مثلا ، أدرجنا اتفاقيتي شراكة تتعلق الأولى بإنجاز بحيرات تلية صغرى والثانية التي وردت علينا بشكل استعجالي من السيد والي الجهة تخص إنجاز محطات متنقلة لتحلية المياه ، وإدراج الاتفاقيتين، إذن، يتماشى مع توجه المملكة وحرصها على تعبئة كافة الموارد الممكنة لتخزين المياه.  

 

وبالنسبة لتأهيل الواجهة الأطلسية، التي خصها صاحب الجلالة بحيز كبير من الاهتمام في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، ودعوته إلى الرفع من الاستثمارات بالأقاليم الجنوبية، وربط ذلك بالتعاون مع الدول الإفريقية وأوروبا والقارة الأمريكية، واعتبارا ايضا لتوجيهاته السابقة والداعية لتوسيع نطاق التكامل الاقتصادي وطنيا وإقليميا ودوليا، وخاصة على المستوى الإفريقي ، فقد حرصنا على مستوى المكتب أثناء التخطيط للبرامج التنموية على التناغم مع هذه الأهداف الاستراتيجية . وللتذكير، فهيكلة المشاريع في إطار برنامج التنمية الجهوية 2022-2027 الذي صادقنا عليه في الدورة الماضية أخذ بعين الاعتبار تأهيل الواجهة البحرية لتراب الجهة ، وأفتح قوسا للتذكير بنوعية المشاريع المبرمجة وهي :

برنامج تأهيل الموانئ بالجهة : 980 مليون درهم

" توسعة ميناء العيون+حاجز الأمواج بفم الواد+ مرفأ النعيلة و مرفأ أفتيسات " 

برنامج استكمال قرى الصيد: 290 مليون درهم

تهيئة المعلمة التاريخية كاسامار : 85 مليون درهم

إحداث منطقة الانشطة الترفيهية بالمرسى : 100 مليون

 

وأضاف رئيس الجهة ،أن برمجة المجلس لمشاريع تهم الواجهة البحرية بكلفة تناهز مليار و 455 مليون درهم يعكس بجلاء وعينا بأهمية تأهيل الواجهة البحرية للجهة في المقام الأول ، وهي كلفة تشكل أكثر من 40% من المبلغ الاجمالي المرصود لبرنامج التنمية الجهوية الجديد " 3,5 مليار درهم" ، وتعكس تناغمنا وتجاوبنا مع المخططات الوطنية والتوجيهات السامية لصاحب الجلالة حفظه الله، والذي أكد على ضرورة تعزيز المكانة الأطلسية للأقاليم الجنوبية، على اعتبار أنه إذا كانت الواجهة المتوسطية تعتبر صلة وصل بين المغرب وأوروبا، فإن الواجهة الأطلسية تعتبر صلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي وبين أمريكا.

وأشاد رئيس الجهة بروح المسؤولية التي سادت اشغال الدورة العادية لشهر مارس 2024 ، والتي تعكس نضج ووعي السيدات والسادة الأعضاء بالمسؤولية المشتركة للتجويد الخدمات المقدمة لساكنة الجهة، كما عبر عن انشغالاته بموضوع قلة الموارد البشرية في القطاع الصحي بالسمارة وأخفنير ، مبرزا أن الجهة تدعم القطاع على مستوى التمثيل الجغرافي لأقاليم الجهة بتنسيق مع القطاع الوصي ، كما أبرز في أجوبته على تساؤلات الاعضاء أن القطاع الفلاحي يتطلب مجهودات الجميع حتى يؤدي دوره في مجال الفلاحة والكسب خاصة وان الماشية تعاني من جفاف سنوي يثقل كاهل الكسابة .  

وفي آخر الدورة تم رفع برقية ولاء واخلاص للسدة العالية باله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.