العلم الإلكترونية - محمد الحبيب هويدي
تشهد العلاقات المغربية-الفرنسية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي تطورًا ملحوظًا، خاصة بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب في أكتوبر الماضي، والتي أسفرت عن توقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين. وفي هذا السياق، التقى وزير التعليم العالي والبحث العلمي المغربي، عز الدين الميداوي، بنظيره الفرنسي، فيليب باتيست، في باريس، لمناقشة آليات تنفيذ هذه الاتفاقيات وتوسيع مجالات التعاون الأكاديمي والعلمي.
جاء هذا اللقاء على هامش مشاركة الوزير المغربي في الحوار الوزاري العالمي حول الدبلوماسية العلمية، المنعقد بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). وتمحورت المناقشات حول متابعة تنفيذ اتفاقية التعاون الثنائي، التي تشمل مجالات التكوين الجامعي، والبحث العلمي، والابتكار، إضافة إلى دعم الحكامة الجامعية.
ومن بين القضايا الأساسية التي طُرحت خلال الاجتماع، إمكانية استفادة المغرب من الخبرة الفرنسية في إصلاح نظامه الجامعي، وذلك من خلال توفير الدعم التقني اللازم لتطوير نظام معلوماتي حديث يتماشى مع متطلبات التعليم العالي والبحث العلمي. ويعكس هذا التعاون التوجه الاستراتيجي للمغرب نحو تحديث منظومته الجامعية وتعزيز جودة التعليم، بما يتماشى مع المعايير الدولية.
يُذكر أن العلاقات المغربية-الفرنسية في قطاع التعليم العالي ليست وليدة اللحظة، إذ تربط الجامعات والمؤسسات البحثية في البلدين شراكات طويلة الأمد، تشمل التبادل الأكاديمي، والمشاريع البحثية المشتركة، وبرامج الدكتوراه الدولية. ومع تزايد أهمية الدبلوماسية العلمية كأداة لتعزيز العلاقات الثنائية، يبدو أن هذا التعاون سيشهد مزيدًا من التطور في السنوات المقبلة، خاصة في ظل الاهتمام المتبادل بتعزيز البحث والابتكار كرافعتين أساسيتين للتنمية المستدامة.