Quantcast
2024 ديسمبر 30 - تم تعديله في [التاريخ]

تجربة تهم إذاعاتنا الخاصة

الهيئة الوطنية للإعلام في مصر تحظر استضافة العرافين والمنجمين في وسائل الإعلام


تجربة تهم إذاعاتنا الخاصة
العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي 

في خطوة تروم تعزيز مصداقية الإعلام المصري والارتقاء بمحتواه وإعادة نسج الثقة بين التلفزيون والمشاهد المصري والعربي، أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام في مصر حظر استضافة العرافين والمنجمين على جميع القنوات والإذاعات والمواقع التابعة للدولة، وتعويضهم بالعلماء والخبراء والمفكرين، وفق قرار يكرس الجهود الحكومية المبذولة لضبط المحتوى الإعلامي، ومحاربة نشر الجهل، وتعزيز العلم، وإرساء قواعد التفكير المنطقي. 
 
وحسب بيان صحافي أصدرته الهيئة، أكد رئيس الجهاز، أحمد المسلماني، أن استضافة العرافين والمنجمين في الوسائل الإعلامية تروج لخرافات تسيء للعقل وتناقض أهداف الإعلام في نشر المعرفة، حيث أوضح أن هذه الممارسات تساهم في إهانة الفكر المجتمعي، مشددا على ضرورة تقديم محتوى إعلامي يرتكز على التفكير العلمي وقواعد المنطق. 
 
وفي هذا الإطار، دعا رئيس الهيئة، وسائل الإعلام المصرية، إلى استبدال هذه البرامج باستضافة علماء ومفكرين يسهمون في رفع الوعي الوطني، معتبرا أن هذه المؤسسات الإعلامية تتحمل مسؤولية ثقافية وأخلاقية تجاه الجمهور.  
 
ويأتي هذا القرار في فترة تكثر فيها استضافة العرافين والمنجمين، خصوصا مع اقتراب نهاية العام الميلادي، حيث تشهد وسائل الإعلام المصرية، كما هو الحال في دول أخرى، رواجا واسعا لهذه الظاهرة، كما اعتادت بعض القنوات استغلال هذه الظرفية لتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة عبر برامج التنجيم والتوقعات المستقبلية، ما أثار استياء شريحة واسعة من المجتمع، فضلا غن ذلك، فإن القرار يأتي أيضا في سياق الجهود المتواصلة لإصلاح الإعلام المصري، والذي يمر بمرحلة تحول تروم تحديث البنية الإعلامية ورفع مستوى المنتوج السمعي البصري المقدم للجمهور العريض، بما يتماشى مع متطلبات المرحلة الراهنة.  
 
وقد لاقى القرار ترحيبا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون أنه خطوة مهمة لتحسين صورة الإعلام المصري وإبعاده عن دائرة السخرية أو الجدل السلبي، فقد وصف بعض النشطاء القرار بـ"الجريئ"، بعد صدور منع الأسئلة الدينية المباشرة على الهواء، حيث يرون أن هذه الإجراءات تسهم في تنقية الإعلام من مظاهر الإثارة غير البناءة، في المقابل، انتقد آخرون القرار بوصفه "تقييدا للحريات الشخصية"، معتبرين أن التنجيم هو شكل من أشكال الترفيه الذي لا يضر بالمجتمع إذا عُرض في سياقه الصحيح.  
 
و استخلصت الهيئة قرارها بعد نقاش وجدل واسعين في الأوساط الإعلامية، حول التوازن بين دور الإعلام الترفيهي ودوره التنويري، ففي حين أن الترفيه يعد عنصرا مهما في الإعلام، فإن اعتماده على محتويات تفتقر إلى العلمية أو تغذي الخرافات يشكل تهديدا للوعي الجمعي وقدرة الجمهور على التمييز بين الحقيقة والوهم، مما دفع خبراء القطاع لحث المؤسسات الإعلامية على ضرورة وضع سياسات واضحة توازن بين تقديم محتوى يحقق نسب مشاهدة مرتفعة دون المساس بالقيم العقلانية والمعرفية، ومصاحبة قرار الحظر بحملات توعوية تعزز ثقافة التفكير النقدي بين الجمهور، وضمان أن يكون الإعلام أداة لبناء مجتمع أكثر وعيا.  
 
يذكر أن الهيئة الوطنية للإعلام في مصر، التي أنشئت سنة 2016، ومقرها الرئيسي بالقاهرة، هي هيئة مستقلة تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال في ممارسة مهامها واختصاصاتها، وهي مؤسسة مكلفة بالتنظيم المؤسساتي للصحافة والإعلام، كما تتولى إدارة المؤسسات الإعلامية المملوكة للدولة. 

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار