العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي
على غرار مجموعة من الدول الأوروبية، أصبح اشتراط جواز التلقيح لولوج عدد من المرافق العمومية قاب قوسين أو أدنى من الفرض في المغرب، وذلك بموازاة تخفيف وشيك للإجراءات الاحترازية من انتشار الفيروس التاجي.
على غرار مجموعة من الدول الأوروبية، أصبح اشتراط جواز التلقيح لولوج عدد من المرافق العمومية قاب قوسين أو أدنى من الفرض في المغرب، وذلك بموازاة تخفيف وشيك للإجراءات الاحترازية من انتشار الفيروس التاجي.
والبداية ستكون من الملاعب الرياضية، حيث أعلن فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عن اقتراب عودة الجماهير إلى الملاعب المغربية بشكل تدريجي، خلال الأيام المقبلة، مشددا على أن ذلك سيكون مشروطا بتوفر الراغبين في ولوج المدرجات على جواز التلقيح.
في هذا السياق، اعتبر الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن تخفيف قيود الحجر الصحي أمر مؤكد هذه الأيام، مستدركا بأن تخوف السلطات الصحية يعزا لأمرين أولهما ألا يؤدي المواطن ثمن التخفيف حياتهم، وثانيهما ألا نقوم بالتخفيف لأسبوع أو أسبوعين ثم نعود للقيود أسابيع طويلة أخرى.
وقال حمضي، إن تحسن الحالة الوبائية، وتزايد عدد الملقحين، يمكن المغرب من مباشرة إجراءات التخفيف الترابية مع وجود فرق في التعامل بين الأشخاص الملقحين وغير الملقحين، موضحا أن الشخص الملقح أقل نقلا للعدوى بعشر مرات، مما يملي حاليا الإسراع بالتخفيف.
وشدد حمضي، على أن جواز التلقيح سيلعب دورا مهما في هذه المرحلة، وذلك في انتظار المرحلة المقبلة التي نصل فيها إلى هدف التلقيح وتزول فيها الإجراءات نهائيا ونعود إلى الحياة الطبيعية تدريجيا.
واقترح الباحث نفسه، أن نستحضر خلال التخفيف أربعة أمور أساسية، أولا أن الأشخاص الملقحين من كبار السن أو ضعاف المناعة ربما يحتاجون لحقنة ثالثة، ثانيا هناك إجراءات ستبقى مدة أطول تخص التجمعات البشرية، ثالثا ضرورة احترام الإجراءات الوقائية من كمامة وتباعد خاصة في الأماكن المغلقة، رابعا الإسراع بالكشف عن المرض لدى أي مواطن شك في الأمر.
ويرى الإطار الصحي، عادل عوين، أن هناك أربعة مؤشرات يجب اعتمادها من أجل تخفيف الحجر الصحي، ملاحظا في تصريح لـ”العلم”، أن المغرب قد وصل إلى المعدلات المطلوبة فيها وهي أولا: معدل ملء أسرة الإنعاش بالمغرب، والذي تراجع 27 في المائة بعدما تجاوز 52 في المائة في ذروة الموجة الأخيرة للوباء. وحسب المؤشرات المعتمدة: المؤشر الأخضر 0-30 في المائة، والمؤشر البرتقالي 30-60 في المائة، والمؤشر الأحمر أكبر من 60 في المائة.
وأوضح المصدر، أن مؤشر الإصابة خلال 24 ساعة بالمغرب هو 1,9 وحسب المؤشرات المعتمدة: المؤشر الأخضر أصغر من 10، والمؤشر البرتقالي أكبر من 10 والمؤشر الأحمر أصغر من 50.
ثاني المؤشرات المهمة حسب عوين، هو مؤشر الإصابة التراكمي R0 بالمغرب، وهو الآن في 0,91 وحسب المؤشرات المعتمدة: المؤشر الأخضر 0-1، والمؤشر البرتقالي 1-1,5، والمؤشر الأحمر أصغر من 1,5.
وأضاف أن نسبة التحاليل الإيجابية بالمغرب حاليا، هو 7,19 وحسب المؤشرات المعتمدة: المؤشر الأخضر 0-5 في المائة، والمؤشر البرتقالي 5-10 في المائة، والمؤشر الأحمر 10 أكبر في المائة. وأبدى ملاحظته، أن هذه المؤشرات أدخلت بلادنا إلى المنطقة الخضراء، زيادة على اقترابنا من النسبة المطلوبة في التلقيح الجماعي أي 60 في المائة بالحقنتين.
وخلص المحلل، إلى أن هذه المعطيات الإيجابية جدا، تملي على المسؤولين عن المنظومة الصحية ببلادنا اتخاذ القرارات المناسبة للوضعية الوبائية الحالية.