العلم الإلكترونية - نهيلة البرهومي
يخلد المغرب، على غرار باقي دول العالم، في فاتح دجنبر من كل سنة، اليوم العالمي لمحاربة داء فقدان المناعة البشرية (السيدا). وهي مناسبة للوقوف بالأرقام على وضعية المصابين بالداء في بلادنا، ووفقَ آخر المعطيات التي توصلت بها "العلم"، في تقرير مشترك للجمعية المغربية لمحاربة السيدا، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بدعم من صندوق النقد الدولي، فقد بلغ عدد المصابين حوالي 22 ألفا.
يخلد المغرب، على غرار باقي دول العالم، في فاتح دجنبر من كل سنة، اليوم العالمي لمحاربة داء فقدان المناعة البشرية (السيدا). وهي مناسبة للوقوف بالأرقام على وضعية المصابين بالداء في بلادنا، ووفقَ آخر المعطيات التي توصلت بها "العلم"، في تقرير مشترك للجمعية المغربية لمحاربة السيدا، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بدعم من صندوق النقد الدولي، فقد بلغ عدد المصابين حوالي 22 ألفا.
وأكد التقرير، أنّ معدل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية في المملكة بين الرجال أعلى منه بين النساء، حيث بلغت نسبة إصابة الرجال 57 في المائة، إلا أنه يتم فحص النساء واكتشاف إصابتهن في مرحلة مبكرة، وبلغ معدل الحالات التراكمية التي تم الإبلاغ عنها إلى غاية نهاية شهر دجنبر 2020 ما مجموعه 17938 إصابة.
وأضاف المصدر نفسه، أن معدل الانتشار مستقر في 0.08 في المائة، 90 في المائة من المصابين المتعايشين مع مرض الإيدز يتركزون في المناطق الحضرية، مشيرا إلى أن الفئة العمرية الأكثر تضررا هي ما بين 15 و44 سنة.
وذكر التقرير أن عدد الحوامل اللائي خضعن لتحليلة السيدا بلغ أزيد من 115 ألفا، واكتشف أن 40 في المائة نتيجتهم ايجابية، وفي صفوف المهاجرين فقد تم إجراء 4906 تحليلة، 111 منها إيجابية، منبها إلى أن سنة 2020 شهدت استفادة 12880 مريضًا بالسل من اختبار فيروس نقص المناعة البشرية، وكانت نتيجة 97 مريضًا إيجابية، مما يتطلب حسب التقرير مزيدا من الحيطة والحذر.
وأكد البروفيسور مهدي القرقوري، رئيس جمعية محاربة السيدا، أن الظروف الصحية الاستثنائية العالمية التي صاحبت انتشار كوفيد-19 خلال سنة 2020، ساهمت في تراجع نسبة إجراء الفحوصات والتشخيصات المبكرة، وبالتالي تسجيل ضعف عمليات التشخيص، ما حال دون تحديد الحاملين الجدد للفيروس وتوجيههم لأخذ العلاجات بسبب ظروف حالة الطوارئ الصحية التي حالت دون وصول الراغبين في التشخيص إلى مراكز الكشف، كما أوقفت نشاط حركة الوحدات المتنقلة للفحص التابعة للجمعيات نحو المناطق البعيدة.
وأضاف القرقوري، في تصريح لـ"العلم"، أن المبادرة التي انطلقت سنة 2020، وتشارك فيها جمعية محاربة السيدا، بمعية الائتلاف العالمي لمحاربة السيدا، تساهم في تحقيق الأهداف الوطنية في مجال محاربة هذا الداء من قبل تقوية وتنويع عروض التحليلة الخاصة بداء السيدا، قصد تقليص خطر الإصابات الجديدة، والحيلولة دون الموت نتيجة الإصابة بالفيروس وتفادي الانتقال العمودي من الأم إلى الجنين أو الرضيع.
واعتبر المتحدث أن الأسبوع الدولي في نسخته الثانية المنعقد من أجل التوعية بهذا المرض، يساهم مساهمة نوعية في التصدي للوباء على الصعيد العالمي.
من جانبها أوضحت، البروفيسور حكيمة حميش، الرئيسة المؤسسة لجمعية محاربة السيدا و رئيسة الائتلاف العالمي لمحاربة السيدا، أن إعطاء انطلاقة الأسبوع الدولي لتحليلة السيدا في نسخته الثانية، جاء بهدف توعية الفئات الأكثر عرضة للإصابة، وتسليط الضوء على أهمية الأدوار التي يمكن أن يلعبها المستشارون المجتمعاتيون "حينما نفوض لهم مهام القيام بالتحليلة الخاصة بداء السيدا وخاصة في أوساط الفئات الأكثر عرضة للإصابة".
وأكدت في حديثها لـ"العلم"، أن التجارب أظهرت أهمية ووقع الأنشطة التي ينجزها المستشارون المجتمعاتيون من أجل القيام بالعمليات التحسيسية، وخاصة حينما يتم إشراك الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري المكتسب، معتبرة أن محاربة هذا الفيروس لا تقل أهمية عن محاربة فيروس كورونا.
الزواج بين مصابين أو مصاب وغير مصاب ممكن...
وفي السياق نفسه، اعتبر محمد حبيب، أخصائي نفسي، واستشاري أسري، أنه لا يسعنا إلا تثمينُ المجهودات العلمية والطبية التي توصل إليها العلم في التصدي لفيروس السيدا، ممّا أعطى إمكانية التعايش مع مرضى الإيدز دون أي مشاكل، حيث أصبحت طرق العدوى معلومة لدى العامة خاصة الشباب. وأضاف في تصريح لـ"العلم"، هذا التعايش أصبح يتيح للمصاب أن يتزوج من مصابة أو غير مصابة والعكس صحيح كذلك، وكل ذلك بفضل التطور العلمي.
وضرب الأخصائي النفسي ذاته، مثلا على ذلك، بالسعودية التي تفرض على المصاب السعودي الزواج من مصابة داخل البلاد، ومن خارجها يمكنه الزواج من غير المصابة التي يفرض عليها الحصول على شهادة طبية تثبت ذلك. وذكّر بأن الإصابة تحمل في طياتها إيجابية هي أن الزواج لا يقوم على علاقة جنسية فقط، وإنما على المودة والرحمة والتآزر والتضحية في حالة الإصابة، وبدون علاقة جنسية مباشرة بين الزوجين.
وأكد المتحدث، على ضرورة مصارحة المصاب لشريكه بحقيقة إصابته، حتى تكون العلاقة مبنية على الموافقة والتراضي والترابط على وجه الاستمرارية. وبخلاف ذلك، استدل بوجود عدد من الزيجات التي لم يكن فيها التصريح بالإصابة بالسيدا أو غيرها من الأمراض المنقولة جنسيا، مطروحة أمام القضاء بتهمة التدليس حيث يطالب أحد الشريكين بالتعويض عن الضرر الذي لحقه من شريكه المصاب بداء فقدان المناعة البشرية.
وخلص حبيب، إلى أن الزواج بين طرفين مصابين أو أحدهما مصاب متاح بشريطة أخذ الاحتياطات اللازمة، وقيام ذلك على علاقة إنسانية نموذجية أساسها التضحية والمودة والرحمة، كما يمكن فيها اللجوء إلى التبني عند الرغبة في الحصول على أطفال وتكوين أسرة.